• تعرض هنية لعدة محاولات اغتيال بما في ذلك غارة إسرائيلية سابقة أصابته بجروح، وإسرائيل قصدت اغتياله في طهران رغم أنها تعرف مكان إقامته في الدوحة!
نعت حركة حماس صباح هذا اليوم الأربعاء 31 يوليو 2024 رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وذلك نتيجة غارة إسرائيلية على مقر إقامته في طهران، وأصدرت الحركة بيانا رسميا بهذه المناسبة جاء فيه “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون” وأضاف بيان حماس: ” تنعي حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية وإلى كل أحرار العالم، الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، وذلك بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. إنا لله وإنا إليه راجعون. وإنه لجهاد، نصر أو استشهاد.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسية لحركة حماس الفلسطينية مع أحد أفراد حمايته نتيجة تعرض المنزل الذي كانا يقطنانه كمقر إقامة لهما في طهران.
وجاء في بيان الحرس الثوري: “بسم الله الرحمن الرحيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، نعزي الأمة الفلسطينية البطلة والأمة الإسلامية ومناضلي جبهة المقاومة والأمة الإيرانية الشريفة. أصيب صباح اليوم مقر إقامة السيد الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في طهران، وقد استشهد هو وأحد حراسه إثر هذه الحادثة”.
وأضاف بيان الحرس الثوري الإيراني أنه تتم حاليا دراسة أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران، وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيق لاحقا.
الجدير بالذكر أن إسماعيل هنية كان قد وصل إلى طهران للمشاركة في مراسم الاحتفال بتنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان الذي التقاه مساء أمس الثلاثاء، ما يعني أنه جرت عملية رصد جميع تحركاته منذ وصوله إلى طهران وتم قصف المنزل بعد أن تأكدت إسرائيل من وصوله إلى مقر إقامته.
إسماعيل هنية في سطور
هو اسماعيل عبد السلام هنية، ويلقب وفق العادة المتبعة في فلسطين بأبي العبد، وهو من مواليد عام 1963 ، أنهى تعليمه الجامعي في غزة، ومن ثم حصل على شهادة دكتوراة فخرية من الجامعة الإسلامية عام 2009، نشط في صفوف الإخوان المسلمين منذ مرحلة الدراسة الجامعية، وقد اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1989 وسجنته لمدة ثلاث سنوات، ثم أبعد لعام كامل.
تدرج هنية في المسؤوليات والمناصب قبل أن يغدو رئيسا للمكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي حماس، ومن بينها أنه كان عضوا في الهيئة الإدارية العليا للجمعية الإسلامية، ورئيسا لنادي هذه الجمعية، وغدا أمين سر أمناء الجامعة الإسلامية في غزة، ورئيسا لمكتب الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس، وفي عام 2006 غدا رئيسا لوزراء فلسطين، ثم بدأ الخلاف مع الرئيس محمود عباس الذي أقاله بعد أن سيطرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس على مراكز الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة في غزة، ثم نادى بالتصالح مع حركة فتح وبدء مرحلة جديدة معها، وتنازل عن رئاسة الحكومة طوعا في سبيل ذلك عام 2014 كما كان عضوا في لجنة الحوار العليا للحركة مع الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.
يذكر أن إسماعيل هنية تعرض لثلاث محاولات اغتيال إحداها بغارة إسرائيلية عام 2003 حيث أصيب بجراح في يده، كما تعرض لمحاولتي اغتيال بإطلاق الرصاص عليه وعلى موكبه عام 2006، كما قصفت الطائرات الإسرائيلية منزله في مخيم الشاطئ في غزة ودمرته كليا.
الجدير بالذكر أن ثلاثة من أولاد هنية وثلاثة من أحفاده قد استشهدوا باستهداف إسرائيل لسيارة كانت تقلهم في غزة.
ويرجح معظم المراقبين أن اغتيال هنية لن يمر دون عقاب خاصة أن الاغتيال تم في طهران كنوع من الاستفزاز المضاعف، وفي وقت تأجج الوضع بين إسرائيل وحزب الله، ما يوحي بأن رد حزب الله على استهداف إسرائيل لمواقعه في ضاحية بيروت الجنوبية سيكون قاسيا خاصة أنه أتبعها باغتيال إسماعيل هنية حليف حزب الله وفي طهران ليكتمل التحدي، فهي تعرف حتما مكان إقامته في الدوحة لكنها لم تقم بقصف منزله هناك، بل قصدت طهران تحديدا.