تقارير - ماتريوشكا

ليست حماس التي تنهار، بل إسرائيل

ماتريوشكا نيوز

“إذا ما واصلنا القتال في قطاع غزة، من خلال الاقتحامات المتكررة للأهداف ذاتها، فليس أننا لن نقضي على حماس فقط، بل سنقضي على أنفسنا نحن. بعد فترة قصيرة من الزمن، لن يعود بإمكاننا حتى القيام بمثل هذه الاقتحامات المتكررة، لأنه مع كل يوم جديد يمضي يزداد ضعف الجيش ويتعمق أكثر ويرتفع عدد القتلى والجرحى في صفوف قواتنا”؟!

كتب إلجنرال “إسحاق بريك”الملقّب “النبي” لكونه تنبأ بعملية طوفان الأقصى ولم يستمع له أحد في القيادتين السياسية والعسكرية حينها،وهو قاد اللواء (احتياط) الفرقة النظامية 36 والفيلق الجنوبي 441 والكليات العسكرية وأشغل لمدة عشر سنوات منصب مفوض شكاوى الجنود، كتب مقالاً جديداً في “هآرتس”يوم 8/9 الجاري تحت العنوان أعلاه،استهله بالقول: “هنالك مَن يدّعي بأنّ الخروج من قطاع غزة، عقب التوقيع على اتفاقية مع حماس لإعادة المخطوفين، هو بمثابة هزيمة واستسلام. وهذا سيرتد مثل البوميرانغ علينا في المستقبل بصورة هجوم إضافي آخر تنفذه حماس. عندها ستكون الخسائر التي سوف نتكبدها قاسية جدًا، عشرات أضعاف تلك التي تكبدناها في “غلاف غزة” يوم 7 تشرين الأول. يقوم هذا الادعاء على عدم فهم أساسي لما يحصل في قطاع غزة. وهو يتغذى من شعارات يطلقها ويروّجها المستويان السياسي والعسكري، بغية تبرير أفعالهما وتجنيد الدعم والشرعية من الجمهور لمواصلة الحرب، التي فشلت”؟!

وتابع الجنرال بريك قائلاً: “عمليًا، أولئك بالذات الذين يجزمون بأنّ وقف الحرب يعني الهزيمة والاستسلام هم الذين يقرّبون هزيمة الجيش وتحطّم الدولة. أهداف الحرب ـ (القضاء على حماس) و(تحرير جميع المخطوفين بواسطة الضغط العسكري) ـ لم تتحقق. وإذا ما واصلنا القتال في قطاع غزة، من خلال الاقتحامات المتكررة للأهداف ذاتها، فليس أننا لن نقضي على حماس فقط، بل سنقضي على أنفسنا نحن. بعد فترة قصيرة من الزمن، لن يعود بإمكاننا حتى القيام بمثل هذه الاقتحامات المتكررة، لأنه مع كل يوم جديد يمضي يزداد ضعف الجيش ويتعمق أكثر ويرتفع عدد القتلى والجرحى في صفوف قواتنا. وفي المقابل، أعادت حماس، حتى الآن، تعبئة صفوفها بشبان في سن 17- 18 عامًا. وقد أصبح جنود وضباط الاحتياط يتخلفون عن تأدية الخدمة العسكرية وأعلن الكثيرون منهم أنهم لن يتجندوا ثانية. أما جنود الخدمة الإلزامية فهم مُنهَكون ويفقدون قدرات مهنية هامة بسبب غياب التدريبات والتأهيل؛ بعضهم يترك الدورات قبل انتهائها وإتمامها. الاقتصاد الإسرائيلي، علاقات إسرائيل الدولية ومناعتها الاجتماعية تضررت، وسوف تتضرر بصورة حادة، بسبب حرب الاستنزاف ضد حماس وحزب الله، وهي الحرب التي سوف تستمر في الشمال وفي الجنوب طالما بقي الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. حتى الحاجة إلى تركيز قوات عسكرية في قطاعات أخرى ـ لبنان ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) بسبب أنشطة المسلحين ـ سوف تضطر الجيش الإسرائيلي إلى إخراج قوات من قطاع غزة والدفع بها للمناطق المشتعلة، إذ ليس في حوزته ما يكفي من القوات للقتال على عدة جبهات في الوقت ذاته”؟!

وأضاف: “بكلمات أخرى، سيأتي اليوم الذي لن يستطيع فيه الجيش الإسرائيلي البقاء في قطاع غزة لوقت أطول، لأن حماس تسيطر عليه الآن سيطرة تامّة ـ سواء في مدينة الأنفاق التي تمتد على طول مئات الكيلومترات، أو فوقها. نسبة الأنفاق التي استطاع الجيش الإسرائيلي تدميرها حتى الآن هي نسبة ضئيلة. وهذا ما ينطبق، أيضًا، على الأنفاق تحت (محور فيلادلفيا) (محور صلاح الدين) و(محور نتساريم) (مفرق الشهداء)، والتي تواصل حماس، اليوم أيضًا، ضخ الأسلحة والوسائل القتالية عبرها، من سيناء إلى قطاع غزة، في الشمال وفي الجنوب. في مثل هذا الوضع، ليس في مقدور الجيش الإسرائيلي تدميرها والقضاء عليها”؟!

وخلص الجنرال بريك مستنتجاً: “إذا ما أوقفنا الاقتحامات بسبب ضعف الجيش وقلة الحيلة وانعدام البدائل الأخرى، أو إذا ما نقلنا القوات إلى مناطق أخرى ـ فسيُعلن أعداؤنا بصرخات احتفالية مُدوية أن الجيش الإسرائيلي قد رفع الراية البيضاء، خرج من قطاع غزة واستسلم. عليه، من المفضّل إذًا أن نتصرف بحكمة وأن نتخذ تدابير وقائية استباقية. ينبغي علينا الموافقة الآن على صفقة لتحرير المخطوفين. هذه هي الطريق الوحيدة التي يمكن بواسطتها إعادة المخطوفين إلى عائلاتهم. يجب وقف القتال في قطاع غزة.، الذي من شأنه، بصورة مرجحة تمامًا، أن يؤدي إلى وقف القتال مع حزب الله أيضًا، إضافة إلى تقليص احتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة ومتعددة الجبهات، نحن لسنا مستعديّن لها، على الإطلاق. خلال فترة الهدوء يجب أن نقوم بترميم وإعادة تأهيل الجيش، الاقتصاد، وعلاقاتنا الدولية ومناعة المجتمع الإسرائيلي، أن نقوم باستبدال كل القادة السياسيين والقادة العسكريين، الذين يتحملون المسؤولية عن الإخفاق الرهيب، ثم أن ننطلق نحو طريق جديدة. إنها الطريق التي لا بديل آخر سواها”؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى