ماذا نعرف عن “صاحبة” الشركة المشتبه بها في تصنيعها أجهزة البيجر؟
“نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين استخباراتيين القول إن شركة بي أيه سي كونسالتينغ كانت واجهة للاستخبارات الإسرائيلية “.
تحت العنوان أعلاه نشر موقع “بي.بي.سي” البريطاني بالعربية تقريراً إخبارياً يوم 21/9 الجاري جاء فيه: “قادت تحقيقات في الانفجارات التي هزت لبنان الأسبوع الماضي إلى عدد من الشركات والأفراد في شبكة تمتد بين تايوان في آسيا والمجر في أوروبا الشرقية. وتدلّ العلامة التجارية الموجودة على أجهزة اتصالات البيجر التي انفجرت في لبنان على أن هذه الأجهزة من تصنيع شركة غولد أبولو، ومقرّها تايوان. لكن الشركة التايوانية تنكر أي صلة لها بالهجمات، قائلة إنها حصلت على رُخصة تصنيع هذه الأجهزة من شركة بي أيه سي كونسالتينغ، ومقرّها العاصمة المجرية بودابست. وأكدت الشركة التايوانية أن نظيرتها المجرية هي المسؤولة عن تصنيع وتصميم أجهزة البيجر. بدورها، قالت الحكومة المجرية إن شركة بي أيه سي كونسالتينغ هي مجرّد وسيط تجاري، وإنه لا يوجد لها موقع تصنيعيّ في المجر، فيما فتحت السلطات تحقيقا يتعلق بشركة نورتا غلوبا، ومقرّها في العاصمة البلغارية صوفيا. وقبل الذهاب إلى صوفيا، وفي خضمّ البحث عن مسؤول يقف وراء تفجيرات لبنان التي قتلت 37 شخصاً على الأقل على مدى يومين بحسب السلطات اللبنانية، برز اسم كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو، وهي الرئيسة التنفيذية لشركة بي أيه سي كونسالتينغ المجرية”.
“فمن هي هذه المرأة؟الموظفة الوحيدة والرئيسة التنفيذية للشركة”
“بحسب السجِلات الرسمية المجرية، تعدّ كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو هي الموظفة الوحيدة والرئيسة التنفيذية لشركة بي أيه سي كونسالتينغ المسجَّلة بدورها في عام 2022. وثمة تكهنات بأن اسم الشركة يشير إلى الأحرف اللاتينية الثلاثة الأوائل من اسم كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو. ويمكن القول إن كريستيانا، البالغة من العمر 49 عاما، ذات خلفية “معقدة”؛ فهي تحمل الجنسيتين الإيطالية والمجرية، وشغلت العديد من المناصب دون أن تستقر في أي منها، وفق سيرتها الذاتية عبر موقع لينكد إن. فتارةً تعرّف كريستيانا عن نفسها بأنها مستشارة استراتيجية ومطوّرة أعمال، وتارة أخرى هي خبيرة تقييم في مشروعات تمويلية تقدّمها المفوضية الأوروبية، وتارة ثالثة هي متدربة في الهيئة الدولية للطاقة الذرية. ولا تردّ كريستيانا على طلبات للتعليق، ولكن بعد الكشف عن علاقة بين شركتها وأجهزة البيجر، تحدثت كريستيانا إلى شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية قائلة: “أنا لا أصنع أجهزة البيجر. أنا مجرد وسيط. أظن أنكم أخطأتم الفهم”، ثم لم تظهر بعد ذلك”.
ويضيف التقرير: “لكنْ في يوم الجمعة، قالت بياتريكس، والدة كريستيانا، إن الأخيرة تلقت تهديدات مُجهولة وإنها “في الوقت الراهن في مكان آمن تحت حماية المخابرات المجرية”. ونوهت بياتريكس لوكالة أسوشيتد برس للأنباء، بأن “المخابرات المجرية نصحتها بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام”. ولم تعلّق المخابرات المجرية على الأمر، كما لم يتسنّ التأكد من حقيقة مزاعم الأم بخصوص هذه الحماية. وأضافت بياتريكس بأن ابنتها “غير متورطة بأي شكل من الأشكال، وأنها كانت مجرد وسيط، وأن الأجهزة لم تمرّ عبر بودابست”. وقالت الأم إن ابنتها وُلدت في جزيرة صقلية بإيطاليا، وإنها درست في جامعة قطانية، قبل الحصول على درجة الدكتوراة في كلية لندن الجامعية. وأضافت بياتريكس بأن ابنتها عملت في العاصمة الفرنسية باريس، والعاصمة النمساوية فيينا، قبل الانتقال في عام 2016 إلى العاصمة المجرية بودابست، حيث أسست شركة بي أيه سي كونسالتينغ”.
“واجهة للاستخبارات الإسرائيلية”
“ثمة أشخاص قالوا إنهم تعاملوا مع كريستيانا، وهؤلاء يصفونها بأنها شخصية غامضة قد تظهر لفترة من الوقت في مكان ما، ثم لا تلبث أن تغادر. ورغم حصولها على الدكتوراة في العلوم، اختارت كريستيانا العمل في المجال الإنساني في كل من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، بحسب تقارير. وفي بودابست، قال عدد من الناس إنهم لم يروا كريستيانا منذ بداية العام الجاري، وإنها كانت مهتمة بالرسم والسفر، وأشاروا إلى أنها لم تكن تتحدث اللغة الهنغارية بطلاقة، فيما أفادت تقارير بأن كريستيانا تتحدث سبع لغات! وبحسب وكالة رويترز للأنباء، شوهدت لوحات رسوم عارية على حوائط منزل كريستيانا في بودابست، كما تشير تقارير إلى أنها كانت ترتاد أحد النوادي الفنية في العاصمة المجرية، لكنها انقطعت عن زيارته في العامين الأخيرين”.
وخلص التقرير للقول: “أما الموقع الإلكتروني لشركة بي أيه سي كونسالتينغ فقد أغلق هو الآخر في يوم الأربعاء (اليوم الثاني من الانفجارات)، ولكن قبل أن يغلق الموقع كان يشير إلى أنه متخصص في “شؤون البيئة والتنمية، فضلا عن الشؤون الدولية”. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ثلاثة مسؤولين استخباراتيين القول إن شركة بي أيه سي كونسالتينغ كانت واجهة للاستخبارات الإسرائيلية، على أنه من غير المعلوم ما إذا كان هناك أي اتصال سابق من جانب الشركة المجرية بإسرائيل”.