
“صيدنايا – المسلخ البشري” ماتريوشكا نيوز تتبنى هذا العمل الفني الإنساني الكبير
ماتريوشكا نيوز
• الشاعر أيمن أبو الشعر يطالب بتحويل سجون الرأي إلى مدارس وسجن صيدنايا إلى جامعة تعليمية
نشر الدكتور الشاعر أيمن أبو الشعر على صفحته في الفيس بوك أغنية جديدة حولها إلى كليب فني رائع ومؤثر للغاية، لا بد قبل التعليق عليه من أن نذكر خاصية من أهم مزايا هذا الشاعر، فقد عُرف عنه اهتمامه الكبير بالموسيقا حتى أنه أسس قبل عشرات السنين فرقة موسيقية مسرحية أطلق عليها اسم “فرقة سبارتاكوس”، وقد قدمت العديد من الأعمال الغنائية الثورية الوطنية، وخاصة عن فلسطين والمقاومة، وكان قبل تشكيله فرقة سبارتاكوس يكتب تلك القصائد ويلحنها بنفسه ويطوف على الأحياء الشعبية والقرى والمناطق الريفية ليعزفها على العود ويؤديها بنفسه ومنها نشيد الأرض وقصيدة تل الزعتر في إطار اسكيتش، وثائرون، ونشيد العمال، وأشهرها عمل ضخم من تلحينه وغناء المطرب فهد يغن بمشاركة كورال فرقة سبارتاكوس…
غادر الشاعر بعد ذلك إلى موسكو لكنه ظل على تواصل مع الوطن وقد أصدر خلال رحلته الإبداعية هذه 32 مؤلفا في مجال الشعر والمسرح والقصص والدراسات والترجمة، ناهيك عن إحيائه خريف كل عام أمسية شعرية قصصية في دمشق، وقد شكل في الآونة الأخيرة تجمعا فنيا ثلاثي رائعا من الشاعر نفسه والملحن المبدع معن دوارة والمطربة الموهوبة لانا هابراسو، وسبق أن قدمنا على صفحات ماتريوشكا نيوز بعضا من أعمال هذا الثلاثي النوعي حيث تابع نشر قصائده الثورية وتحويلها إلى كليبات، ولكن بتلحين الفنان معن دوارة وغناء المطربة لانا هابراسو ، وكان واضحا منذ البداية اهتمام الشاعر بأدب السجون حتى أن قصيدته الشهيرة “حلم في الزنزانة السابعة” انتشرت بقوة في معظم البلدان العربية عبر أشرطة الكاسيت، ومن ثم حولها أخيرا إلى كليب رائع نشرته ماتاريوشكا نيوز تحت عنوان “أشرف الألوان”:
إنّي أزدادُ إباءً وشموخاً
إذْ يزدادُ طعانُ الأوغادْ
فجنونُ السوطِ على الجسدِ الصامدِ
تعبيرٌ عن خوفِ الجلادْ
علَّمني بوحُ جِدارِ السجنِ
بأنَّ إرادةَ رجلٍ حُرٍّ
أقوى من قفلِ السجّانْ
علَّمني قبرُ فدائيٍّ
أنَّ ركوعَ شهيدٍ فوق التربةِ
أسمى آياتِ الإيمانْ
علَّمني لونُ الجرحِ النازفِ
أنَّ الأحمرَ أشرفُ مِن كُلِّ الألوانْ
من هنا لم يكن غريبا أن يكتب عن مآسي سجن صيدنايا الذيب عانى منه السوريون بعشرات الألاف، مع تأكيده على النبرة الإنسانية، واختيار سجن صيدنايا كرمز لكل ما هو قبيح ووحشي، ولهذا يقارن عذاباته مع ما عاناه سجناء بوغريب من المحتل الأمريكي وزبانيته بحيث تندى صرخات المساجين في سجن بوغريب في العراق أو حتى سجن غوانتانامو في القاعدة الأمريكية جنوب شرقي كوبا كأصداء بين جدران سجن صيدنايا، حيث ركز في قصيدته هذه على وصف السجن كبؤرة دنيئة غير إنسانية أهم سمتها التعذيب وحتى الإعدامات، وحيث يفقد الإنسان هناك “أناه” – ذاته وشخصيته، ويخرج شبه مجنون فاقد العقل، ويشدد الشاعر على ضرورة تحويل سجون الرأي إلى مدارس، وأن يكون السجن للمجرمين وحسب، وذلك في إطار مقاطع جعلتها أغنية سهلة التداول رغم لغتها الراقية، نكتفي بهذه السطور حتى لا نضيع على المتابع نشوة السماع ورؤية هذا الكليب المدهش.
وسنقدم الآن كلمات هذه العمل الفني الإنساني ومن ثم فيديو الكليب
“صيدنايا – المسلخ البشري”
أعْتى سِجنٍ فوقَ الأرضِ
وتحتَ الأرضِ
أعتى سجن فوق الأرض وتحت الأرضِ
لفتكِ الوَمْضِ وهَتكِ العِرضْ
هُوَ وصمةُ عارٍ بئرُ دَنايا
… بو غْريبْ، وغوانتانامو، أو صيدنايا
يا صيدنايا
الداخلُ مفقودٌ والخارجُ مَولودٌ
الداخلُ مفقودٌ والخارجُ مَولود
الداخلُ مفقودٌ والخارجُ مَولودٌ
الداخلُ مفقودٌ والخارجُ مَولود
صرخاتُ القهرِ زمانَ العُهرِ
عيونٌ يُطفأُ فيها الجَمْرُ
جسومٌ تُهرسُ سِجنٌ قَبرُ
أكياسُ عِظامٍ محضُ مَنايا
عشقُ الأوطانِ برغمِ الموتِ هُنا أحيانا يا
صيدنايا
وطنُ الحُبِّ الأنقى بَلَدي
أمٌّ تحنو تَرعى جَسَدي
وطنُ الحُبِّ الأنقى بَلَدي أمٌّ تحنو تَرعى جَسَدي
لا ناباً نرضى خلفَ الزَّبَدِ
أو سيخَ النارِ يُحرِّق كبَدي
وشواءً فاحَ أضاعَ أنايا
كالمجنونِ خرجتُ سوايا
عشقُ الأوطانِ برغمِ الموتِ هنا أحيانا
يا صيدنايا
كُرسيُّ الشوكِ جروحْ
وغُرفُ المُلحِ تنوحْ
كُرسيُّ الشوكِ جروحْ
وغُرفُ المُلحِ تنوحْ
وعطورُ الدمِّ تفوحْ
إعلانَ خروجِ الروحْ
بتظاهرةٍ تمضي أرواحُ الموتى بالتعذيبْ
من قُطِّعَ أشلاءً أو حُوِّل لأسيدِ التَذويبْ
تهتف شِيدوا كلَّ سجونِ الأرضِ مدارسْ
عشقُ الأوطانِ برغمِ الموتِ هُنا أحيانا يا
صيدنايا