الصفعات الإسرائيلية للأمم المتحدة: اليونيفيل أحدث الضحايا
“أن هذه الصفعة الإسرائيلية للأمم المتحدة ليست سوى الأحدث عهداً على امتداد تاريخ طويل، مارست خلاله الولايات المتحدة أشد أدوار التعطيل صفاقة واستهانة وتحقيراً لمعنى وجود المنظمة الدولية عموماً ومجلس الأمن الدولي خصوصاً. ودأبت الإدارات الأمريكية على تعهد هذه الوظيفة منذ زرع الكيان الصهيوني في فلسطين وحتى الساعة. ولا عزاء للأمين العام الأممي في أنه اليوم (شخص غير مرغوب فيه)، ومنظمته في عرف نتنياهو ليست أكثر من قاعة خطابات جوفاء.“
تناولت صحيفة “القدس العربي” اللندنية هذا العنوان بافتتاحيتها اليوم 15/10 الجاري، حيث استهلتها بالقول: “تقول إحصائية أولى إن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) 83 مرة لتعطيل مشاريع قرارات مختلفة توجّب أن تصدر عن مجلس الأمن الدولي، كان بينها 42 استخداماً للفيتو ضد قرارات تدين دولة الاحتلال الإسرائيلي في شؤون شتى مختلفة. وقبل أيام قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية منع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من دخول أراضي دولة الاحتلال، فوضعته تحت التصنيف الشهير للشخص غير المرغوب فيه. وأما أحدث الصفعات التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية إلى المنظمة الدولية فقد تمثلت في قيام دبابات إسرائيلية باقتحام بوابات لقوات حفظ السلام (اليونيفيل) في جنوب لبنان، وجرح خمسة على الأقل من جنود البعثة الدولية. ورغم أن سلطات الاحتلال لا تتورع عن توجيه الصفعة تلو الأخرى لمؤسسات المنظمة الدولية على اختلاف وظائفها ومواقعها، من قوات حفظ السلام إلى المنظمات الصحية والإنسانية والحقوقية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضيف الإهانة على الجرح حين يبدي الأسف لما تعرّض له بعض جنود اليونيفيل من أذى الدبابات الإسرائيلية، ويطالب في الآن ذاته بإخلاء مواقع قوات حفظ السلام الدولية على نحو يتيح لقوات الاجتياح الإسرائيلية أن تتوغل في عمق الأراضي اللبنانية من دون عوائق أممية”.
وتضيف الافتتاحية: “ولعل ذروة المفارقات في هذا الاستهتار الإسرائيلي بأدوار الأمم المتحدة أن دولاً غربية كبرى مثل فرنسا وإيطاليا ساندت حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة وعجزت كلياً أو جزئياً عن وقف العدوان الإسرائيلي الراهن ضد لبنان، تجد نفسها في حال من الحرج الشديد لأن جنودها يشاركون في قوات اليونيفيل، ضمن نحو 9,500 عنصر من 50 دولة، ويمكن بالتالي أن يتعرضوا لنيران جيش الاحتلال أو تجبرهم الدبابات الإسرائيلية على الوقوع في تقاطع نيران قاتل. ويزداد الإحراج حين يتحدث غوتيريش عن احتمال أن يكون استهداف القوات الدولية هذه بمثابة جريمة حرب، الأمر الذي يضطر وزير الخارجية الإيطالي إلى اعتماده أيضاً في توصيف الهجمات الإسرائيلية المتعمدة على وحدات اليونيفيل.
بعض مظاهر هذا الحرج تجلت في بيان أصدرته 40 دولة لها جنود من مواطنيها يخدمون في اليونيفيل، وتضمن (إدانة شديدة للهجمات الأخيرة) ضد البعثة الأممية، ومطالبة بوقفها على الفور وإجراء تحقيق في ملابسات وقوعها، مشددة على دعمها لأنشطة اليونيفيل المستندة أصلاً إلى قرار مجلس الامن الدولي 1701، وهدف نشرها الأبرز يتمثل في (الحفاظ على الاستقرار والسلام الدائم في جنوب لبنان والشرق الأوسط) كما قال البيان”.
وختمت بالقول: “يبقى أن هذه الصفعة الإسرائيلية للأمم المتحدة ليست سوى الأحدث عهداً على امتداد تاريخ طويل، مارست خلاله الولايات المتحدة أشد أدوار التعطيل صفاقة واستهانة وتحقيراً لمعنى وجود المنظمة الدولية عموماً ومجلس الأمن الدولي خصوصاً. ودأبت الإدارات الأمريكية على تعهد هذه الوظيفة منذ زرع الكيان الصهيوني في فلسطين وحتى الساعة. ولا عزاء للأمين العام الأممي في أنه اليوم (شخص غير مرغوب فيه)، ومنظمته في عرف نتنياهو ليست أكثر من قاعة خطابات جوفاء”.