تقارير منوعة

ناشطة أمريكية: ماذا يمكن أن تكون؟

“على مدار الأشهر الستة عشر الماضية تقريباً، كان كل هؤلاء صامتين على حرق الناس أحياءً كل يوم بغزة بقنابلنا نحن، واليوم يتضامنون مع ضحايا حرائق لوس أنجلوس!”

” لا أتمنى أبداً أن يصاب إي إنسان بأذى، إلا إذا كان بالطبع يؤذي شخصاً آخر. لكنني أجد أنه من المثير للإهتمام، مشاهدة كل هؤلاء الناس يتضامنون مع ضحايا حرائق لوس أنجلوس، ولا أقول إنه لا يجب التضامن معهم، بل يجب علينا بالتأكيد التضامن معهم.. لكن يُلاحظ أنه خلال الأشهر الستة عشر الماضية كل هؤلاء التزموا الصمت فيما يتعلق بالأوضاع الكارثية التي تعيشها غزة كل يوم. فعلى مدار الستة عشر شهراً الماضية، تقصف غزة، ويحرق الناس والأطفال والرضع، لا يوجد مكان يلجؤون إليه، لا يوجد طعام، ولا ماء، ولا رعاية طبية. لذلك تساءلت طوال الوقت لماذا كل هؤلاء الذين يتكلمون الآن لم يهتموا سابقاً برؤية الناس يموتون ويفقدون كل مقومات الحياة. أنهم بكل بساطة لا يهتمون عندما يتعلق الأمر بالآخرين. هذه الإدارة منحت مبلغاً إضافياً قدره 8 مليارات دولار لإبادة الشعب الفلسطيني، إذا كنت تتضامن مع ضحايا حرائق لوس أنجلوس، ولكنك تصمت عندما يتعلق الأمر بالضحايا في فلسطين..  ماذا يمكن أن تكون؟”

 “أولاً أود أن أقول إنني متأثرة للغاية وحزينة جداً على جميع ضحايا حرائق لوس أنجلوس وحرائق برونكس، لا أتمنى أبداً أن يصاب إي إنسان بأذى، إلا إذا كان بالطبع يؤذي شخصاً آخر. لكنني أود الإشارة إلى أنني أجد أنه من المثير للإهتمام، مشاهدة كل هؤلاء الناس يتضامنون مع ضحايا حرائق لوس أنجلوس، ولا أقول إنه لا يجب، ولا أقول إنه لا يجب التضامن معهم، بل يجب علينا بالتأكيد التضامن معهم…  لكن الجدير بالملاحظة هو أنه خلال الأشهر الستة عشر الماضية كل هؤلاء التزموا الصمت فيما يتعلق بالأوضاع الكارثية التي تعيشها غزة كل يوم. فعلى مدار الستة عشر شهراً الماضية، تقصف غزة، ويحرق الناس والأطفال والرضع، لا يوجد مكان يلجؤون إليه، لا يوجد طعام، ولا ماء، ولا رعاية طبية. لذلك فإنني تساءلت طوال الوقت لماذا كل هؤلاء الذين يتكلمون الآن لم يهتموا سابقاً برؤية الناس يموتون ويفقدون كل مقومات الحياة.. ولاحظت أنهم بكل بساطة لا يهتمون عندما يتعلق الأمر بالآخرين. لذلك أعتقد أن علينا جميعاً أن نحاول فهم هذه المفارقة التي تجعلنا نشعر بالحاجة إلى التضامن مع مجموعة ولا نتضامن مع الأخرى.. ربما قد يقولون إن المسألة لا تتعلق بعدم الإهتمام، بل لأن تلك القضية معقدة أو ربما قد يجدون أن التضامن مع هذه المجموعة من الناس قد يجعلك تدفع الثمن على الصعيد الشخصي. وردّي على ذلك هو أن تلك المجموعة من الناس، والتي نعرف بالحدس أن هناك خطراً في التضامن معهم. المجموعة التي يجب التضامن معها أكثر من غيرها، هي المجموعة الأكثر ضعفاً، على حد علمي. ليس هناك أي عواقب شخصية للحديث عن ضحايا حريق لوس أنجلوس والتضامن معهم، ونستطيع أن نرى كيف تتعامل وسائل الإعلام الكبرى مع هذا الحديث، وكيف يتعامل السياسيون والرئيس ونائب الرئيس والمشاهير مع ضحايا حرائق لوس أنجلوس، ولا أقول إن هذا لا يجب أن يحدث، بالطبع يجب أن يحدث، ولكننا لم نر مثل هذا التضامن مع ضحايا الإبادة في غزة، لم يكن هناك الكم من الدعم، أو التعبئة لفائدة ضحايا الإبادة في فلسطين. نحن بحاجة حقا إلى أن نفكّر في ذلك، ونسأل أنفسنا ما الذي يجعل هذه المجموعة من البشر تستحق التضامن، وتلك المجموعة لا تستحقه. أريد فقط ألا ينسى الناس، أن هناك إبادة متواصلة في غزة، الناس يُحرقون أحياءً كل يوم في غزة، وأموال الضرائب التي ندفعها تذهب لتمويلها، وهذه الإدارة قد منحت مبلغاً إضافياً قدره 8 مليارات دولار لإبادة الشعب الفلسطيني، إذا كنت تتضامن مع ضحايا حرائق لوس أنجلوس، ولكنك تصمت عندما يتعلق الأمر بالضحايا في فلسطين..  ماذا يمكن أن تكون؟”

بهذه الكلمات البسيطة العميقة عبّرت إحدى الناشطات في الولايات المتحدة عن واقع الحال بعد كوارث الحرائق التي عصفت بولاية كاليفورنيا الأمريكية مؤخراً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى