هيومن رايتس ووتش: نظام الإخلاء الإسرائيلي بغزة يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
“كانت الطرق التي قيل لهم أن يسلكوها للوصول إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة تتعرض للقصف في نفس الوقت. وبعد أن وصلوا إلى تلك المناطق الآمنة لم تكن آمنة. الهجمات التي تأكدنا من وقوعها حدثت في تلك المناطق الآمنة المزعومة. إما الخروج أو الموت ونحن خرجنا مع أولادنا، غادرنا بلا طعام أو ماء فقط الملابس التي نرتديها. الفرار شيء لكن العثور على الأمان شيء آخر تماما. وتعرضت مدرسة أخرى ـ تحولت إلى مأوى للنازحين ـ لضربة يوم الخميس من قبل الجيش الإسرائيلي ويقول مسؤولو الإنقاذ إن 4 أشخاص قتلوا بمن فيهم طفلين، وهذا تذكير آخر بأنه لا يوجد مكان آمن حقا في غزة“.
كشفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” العالمية في تقريرلها أذاعته “سي إن إن” أمس 15/11 الجاري بالعنوان أعلاه، مكوّن من 154 صفحة أن “إسرائيل أشرفت على النزوح الجماعي القسري للفلسطينيين في غزة، وهو ما ينفيه الجيش الإسرائيلي، قائلاً إنه ملتزم بالقانون الدولي ويعمل وفقاً له”، وتضمّن التقرير: “منذ أكثر من عام يتكرر هذا المشهد في غزة، يوما بعد يوم في حلقة لا نهاية لها. الآلاف من الفلسطينيين أجبروا على الفرار من منازلهم في مهمة بعيدة المنال من أجل الأمان بسبب القنابل والصواريخ الإسرائيلية، بالإضافة إلى أوامر الإخلاء العسكرية”.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري:
“من أجل سلامتكم الفورية،نحث جميع سكان شمال غزة على الانتقال المؤقت. يقول المسؤولون الاسرائيليون إن هذه المنشورات والتحذيرات الأخرى هي دليل على جهودنا لتقليل الخسائر بين المدنيين. تقول منظمة (هيومن رايتس ووتش) ومقرها الولايات المتحدة إن نظام الإخلاء الإسرائيلي لم يفشل في الحفاظ على سلامة الفلسطنيين فحسب، بل إنه يرمي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ففي تقرير مكون من 154 صفحة يحلل 184 أمر إخلاء، خلصت منظمة (هيومن رايتش ووتش) إلى أن تصرفات إسرائيل تسببت عمدا في النزوح القسري الجماعي لغالبية السكان المدنيين في غزة، وصف التقرير أوامر الاخلاء الإسرائيلية بأنها غيرمتسقة وغير دقيقة، وغالبا ما لا يتم إبلاغ المدنيين بها بوقت كاف للسماح بالإخلاء، ويقول إن طرق الإخلاء المحددة والمناطق الآمنة تعرضت لهجمات متكررة من قبل الجيش الإسرائيلي”.
منظمة هيومن رايتس ووتش “ناديا هاردمان”:
“لقد تحدثت إلى أشخاص رأوا أوامر الإخلاء بالمغادرة، لكنهم لم يتمكنوا من اتباعها لأن الهجمات قد بدأت بالفعل.كانت الطرق التي قيل لهم أن يسلكوها للوصول إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة تتعرض للقصف في نفس الوقت. وبعد أن وصلوا إلى تلك المناطق الآمنة لم تكن آمنة. الهجمات التي تأكدنا من وقوعها حدثت في تلك المناطق الآمنة المزعومة. قال الجيش الإسرائيلي إن أوامر الإخلاء التي أصدرها هي جزء من جهود كبيرة للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالمدنيين وأنه ملتزم بالقانون ويعمل وفقا لذلك. تقدر الأمم المتحدة أن 1.9مليون فلسطيني نزحوا خلال الحرب، أكثر من 90% من سكان غزة اليوم. اليوم شمال غزة هو محور النزوح، حيث يشن الجيش الإسرائيلي واحدة من أكثر هجماته تدميراً. أحد النازحين: أمامك خيارين إما الخروج أو الموت ونحن خرجنا مع أولادنا، غادرنا بلا طعام أو ماء فقط الملابس التي نرتديها. الفرار شيء لكن العثور على الأمان شيء آخر تماما. وتعرضت مدرسة أخرى ـ تحولت إلى مأوى للنازحين ـ لضربة يوم الخميس من قبل الجيش الإسرائيلي ويقول مسؤولو الإنقاذ إن 4 أشخاص قتلوا بمن فيهم طفلين، وهذا تذكير آخر بأنه لا يوجد مكان آمن حقا في غزة”.