تقارير منوعة

تحقيق يكشف تأثير اللوبيات الإسرائيلية في سردية وتوجّه الإعلام الأمريكي

مئات الموظفين السابقين في جماعات الضغط الإسرائيلية العاملة في الولايات المتحدة مثل (إيباك) و (كاميرا قف معنا)، يعملون في غرف الأخبار الكبرى في جميع أنحاء البلاد ويكتبون ويُنتجون أخبار أمريكا بما في ذلك عن (إسرائيل) وفلسطين. وسائل الإعلام الكبرى التي يعمل فيها موظفو جماعات الضغط شملت (إم إس إن بي سي) و (سي إن إن) و (نيويورك تايمز) و (فوكس نيوز). التغلغل العميق للوبي الإسرائيلي في نيويورك تايمز، يسهم بشكل مباشر في تعزيز السردية الإسرائيلية في الصحافة الأمريكية، فتركز الصحيفة بشكل متكرّر على توجيه النقد للمقاومة الفلسطينية من دون منح المنظور الفلسطيني الحيّز الكافي”.

نشر موقع “عربي 21” البريطاني تحقيقاً صحفيّاً بالعنوان أعلاه مؤخراً، جاء فيه: “توصّل تحقيق صحفي إلى أن مئات الموظفين السابقين في جماعات الضغط الإسرائيلية العاملة في الولايات المتحدة مثل (إيباك) و (كاميرا قف معنا)، يعملون في غرف الأخبار الكبرى في جميع أنحاء البلاد ويكتبون ويُنتجون أخبار أمريكا بما في ذلك عن (إسرائيل) وفلسطين. وأكد التحقيق الذي أجراه موقع “مينت برس نيوز” أن وسائل الإعلام الكبرى التي يعمل فيها موظفو جماعات الضغط شملت (إم إس إن بي سي) و(سي إن إن) و(نيويورك تايمز) و(فوكس نيوز). وذكر التحقيق أن بعض هؤلاء مسؤولون عن إنتاج محتوى عن “إسرائيل” وفلسطين، وهو تضارب مصالح هائل وغير معلن، وكان العديد من موظفي غرف الأخبار الرئيسيين في الولايات المتحدة أيضا جواسيس أو عملاء استخبارات إسرائيليين سابقا، ما يتناقض بشكل صارخ مع الصحفيين ذوي المشاعر المؤيدة لفلسطين، الذين تم تطهيرهم بشكل جماعي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وقال الموقع إن هذا التحقيق (جزء من سلسلة توضح بالتفصيل تأثير إسرائيل على وسائل الإعلام الأمريكية، بعدما كشف تحقيق سابق الجواسيس الإسرائيليين السابقين ومسؤولي الاستخبارات العسكرية الذين يعملون في غرف الأخبار الأمريكية). وأوضح التحقيق أن التأثير الإسرائيلي في الإعلام الأمريكي ليس عرضيا، بل يهدف إلى المساعدة في تلميع وتحسين صورة (إسرائيل)، وإبعاد الانتباه عن ممارساتها ضد الفلسطينيين، بما في ذلك حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المستمرين بحق الشعب الفلسطيني. وكشف أن (تأثير اللوبي الإسرائيلي يتضح بشكل بارز في (إن بي سي يونيفرسال) حيث تعمل كيلا شتاينبرغ، التي بدأت مسيرتها المهنية ناشطة في أيباك، قبل أن تصبح منتجة في شبكة (أن بي سي). وشاركت شتاينبرغ في إنتاج وثائقيات تروّج لصورة إيجابية عن (إسرائيل)، ومن بين إنتاجاتها وثائقي بعنوان (وباء الكراهية: معاداة السامية في أمريكا)، الذي وصف انتقادات النائبة الأمريكية إلهان عمر لمواقف آيباك بالتطرف المعادي للسامية”.

وتابع التحقيق: “إضافة إلى شتاينبرغ، تبرز أسماء أخرى مثل إيما غوس، وجيلي مالينسكي ونوغا إيفين، إذ كانت غوس، التي عملت سابقا لدى منظمة إسرائيلية تهدف إلى نشر الوعي حول الهوية اليهودية بين الشباب الأمريكي، منتجة في أن بي سي أيضا، حيث عملت على إنتاج برامج مهمة مثل (ذا توداي شو). أما مالينسكي فقد كانت ضابطة سابقة في قوات الاحتلال الإسرائيلية، وتعمل الآن كاتبة في (سي إن بي سي كي) علماً أن (إن بي سي) كانت قد قررت سحب ثلاث شخصيات إعلامية مسلمة من البث، وهم: علي فيلشي، أيمن محيي الدين، ومهدي حسن. وفي (فوكس نيوز)، ورغم أنها تتبع توجهاً سياسياً مختلفاً عن (إن بي سي)، فإنها تتشارك معها في توجّهها المنحاز إلى (إسرائيل)، إذ يشغل عدد من الشخصيات التي عملت سابقاً لدى مجموعات ضغط إسرائيلية مناصب تحريرية وإنتاجية فيها، مثل راشيل وولف، التي عملت سابقاً لدى (كاميرا)، ومن ثم عملت بصفة متحدثة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي. وتنتج وولف، التي تعمل الآن منسقة محتوى على السوشيال ميديا لدى (فوكس نيوز)، محتوى إعلامياً يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بشكل واضح، وتسهم في تعزيز وجود (إسرائيل) وتبرير سياساتها. وتضم (فوكس نيوز) أوليفيا جونسون، التي عملت سابقاً لدى المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي الأمريكي، وهو معهد يعمل على تعزيز التحالف العسكري (جينسا) بين الولايات المتحدة و (إسرائيل). وتدعو جونسون بشكل مستمر إلى ضرورة دعم إسرائيل في أي نزاع إقليمي مع دول الجوار. أما شبكة (سي إن إن)، التي تعد إحدى الشبكات الإخبارية الرائدة عالمياً، فلم تسلم أيضاً من تأثير اللوبي الإسرائيلي، ويضم فريقها موظفين ذوي خلفيات إسرائيلية أمنية وعسكرية، مثل شاهار بيلد التي خدمت في فيلق الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الوحدة 8200، المتخصصة في المراقبة والتجسس. وبعد خدمتها في هذه الوحدة، أصبحت بيلد كاتبة ومعدة برامج في الشبكة الشهيرة، وتسهم في تغطية الأحداث في الشرق الأوسط. ويمتد تأثير اللوبي الإسرائيلي ليشمل الصحافة المطبوعة أيضاً، تضم نيويورك تايمز شخصيات ذات انتماءات سابقة لمجموعات ضغط إسرائيلية. على سبيل المثال، يشغل داليت شالوم منصب مدير التصميم في الصحيفة، وقد كان يعمل سابقاً مرشداً لبرنامج (بيرثرايت) الذي تدعمه الحكومة الإسرائيلية بهدف جذب اليهود للعيش في الأراضي المحتلة. إضافة إلى ذلك، يعتبر آدم راسغون أحد أبرز مراسلي الصحيفة في القدس، يتمتع بخلفية مهنية ترتبط بمؤسسات تهدف إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية اليهودية”.

وخلص التحقيق للقول: “وهذا التغلغل العميق للوبي الإسرائيلي في نيويورك تايمز، يسهم بشكل مباشر في تعزيز السردية الإسرائيلية في الصحافة الأمريكية، فتركز الصحيفة بشكل متكرّر على توجيه النقد للمقاومة الفلسطينية من دون منح المنظور الفلسطيني الحيّز الكافي، بحسب ما أكد التحقيق”.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى