يجب وقف إطلاق النار في غزة الآن
“يجب على الحكومة أن تنظر إلى نهاية الحرب في الشمال كخطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب في الجبهة الجنوبية أيضاً. وعلى إسرائيل استغلال حقيقة أن (حماس) لم تعد تحظى بدعم فعّال من حزب الله من أجل التقدم نحو صفقة في القطاع أيضاً، تسمح بإنقاذ المخطوفين الذين لا يزالون على قيد الحياة. هذا واجب أخلاقي أعلى للدولة الإسرائيلية، وهذا هو الوقت للقيام بذلك“.
تحت هذا العنوان كتبت “هآرتس” افتتاحيتها اليوم 27/11 الجاري، استهلتها بالقول: “بعد عام وشهرين تقريباً، توشك الحرب في الشمال على الانتهاء، فالاتفاق بين إسرائيل ولبنان فعلياً بين حزب الله وإسرائيل، قريب من مضمون القرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية. والجيش الإسرائيلي سينسحب بالتدريج من الأراضي في جنوب لبنان، وحزب الله سيغادر المناطق الواقعة جنوبي نهر الليطاني، وسينتشر الجيش اللبناني بالتدريج في المنطقة. من الصعب أن نفهم عناصر المعارضة الإسرائيلية الذين يطوّقون رئيس الحكومة من اليمين ويعارضون الاتفاق؛ فعلى سبيل المثال، صرّح زعيم حزب المعسكر الرسمي بني غانتس أنه ضد الاتفاق، وادعى أن (انسحاب القوات الإسرائيلية الآن والدينامية التي ستنشأ عن ذلك ستجعل الأمور صعبة علينا، وستسهل على حزب الله إعادة تنظيم صفوفه من جديد… يجب ألاّ نقوم بأنصاف العمل، ويجب عدم تضييع الفرصة للتوصل إلى اتفاق قوي يؤدي إلى تغيير الوضع في الشمال من جذروه). يجب أن نبارك التهدئة في الجبهة الشمالية، لأنها ستسمح بعودة سكان هذه المنطقة إلى منازلهم وإعادة إعمارها، وأكثر من ذلك، فإن ما جرى هو مصلحة إسرائيلية. والمخاوف من تزايُد قوة حزب الله يجب أن توجَه إلى زعماء إسرائيل على مر السنوات، وعلى رأسهم نتنياهو الذي لم يقف ضد تزايُد قوة الحزب، ولم يصرّ على تطبيق القرار 1701، وفضّل شراء الهدوء في مقابل البقاء في الحكم”.
واستدركت بالقول: “لكن يجب ألاّ نسمح للاتفاق في الشمال بأن يؤدي إلى استمرار القتال في الجنوب. صحيح أن إسرائيل نجحت في فصل العلاقة بين الساحة في الشمال والساحة في الجنوب (وحدة الساحات) المبدأ الأعلى لإيران ولحزب الله، لكن هذه الحقيقة يجب ألاّ تشجع على استمرار الحرب في قطاع غزة، الذي زرعت فيه إسرائيل الدمار والخراب والقتل بأحجام تاريخية. وقبل كل شيء، فإن معنى استمرار القتال في غزة هو التخلي عن استعادة المخطوفين عملياً ونظرياً. هناك 101 مخطوف تحتجزهم (حماس)، نصفهم لا يزال على قيد الحياة، وليس لدى هؤلاء المزيد من الوقت. قبل عدة أيام، أعلن الجيش أنه يفحص فيديو نشرته (حماس) تظهر فيه المخطوفة التي قُتلت، وفي الصورة، تظهر جثة مغطاة الوجه، وتحت الصورة كُتب (ضحية جديدة لنتنياهو وهليفي)، ولا يمكن أن نغض النظر عن هذا الواقع المؤلم وعن حقيقة أنه يوجد تحت الأرض أحياء يمكن إنقاذهم ويجب علينا إنقاذهم”.
وخلصت الافتتاحية للقول: “يجب على الحكومة أن تنظر إلى نهاية الحرب في الشمال كخطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب في الجبهة الجنوبية أيضاً. وعلى إسرائيل استغلال حقيقة أن (حماس) لم تعد تحظى بدعم فعّال من حزب الله من أجل التقدم نحو صفقة في القطاع أيضاً، تسمح بإنقاذ المخطوفين الذين لا يزالون على قيد الحياة. هذا واجب أخلاقي أعلى للدولة الإسرائيلية، وهذا هو الوقت للقيام بذلك”.