تقارير منوعة

60 يوما من عدم اليقين هل يصمد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

“قدرة حزب الله على مواصلة استهدافاته وثباته هي التي أقنعت نتنياهو أن القضاء على حزب الله أمر مستحيل، وعليه  قبول الحل الدبلوماسي خاصة أن الجيش الإسرائيلي بدأ يعاني من مشكلات مؤثرة على أدائه، وقد اعترف بذلك نتنياهو نفسه، واعتبره أحد أهم الأسباب التي دفعته للموافقة على الاتفاق. الاتفاق باقٍ ويتجه نحو تثبيت الاستقرار وذلك لعدة أسباب أهمها أن هذا الاتفاق هو حاجة إسرائيلية كما هو حاجة لبنانية خاصةً بعد أن قال الميدان كلمته”.

هزيمة إسرائيلية أمام حزب الله

في السابع والعشرين من الشهر الحالي عند الساعة الرابعة فجراً بدأ سريان مفعول الاتفاق الذي تم الوصول إليه برعاية وضمانة الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبمباركات دولية وإقليمية واسعة

لكن

بعدم اقتناع كلّي من عدد كبير من المسؤولين في الداخل الإسرائيلي الذين اعتبروا أن “إسرائيل” عجزت عن متابعة المهمة وذهب بعضهم الى القول أن الاتفاق هو بمثابة هزيمة إسرائيلية أمام حزب الله. حُمّل بنيامين نتنياهو مسؤولية هذا الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة والضمنية وعلى رأسها القضاء على المقاومة.

 بين الموافقة والمعارضة

أكثر من 80 % من قاعدة دعم نتنياهو تُعارض الاتفاق، وأن السكان في شمال إسرائيل الذين جرى إجلاء أعداد كبيرة منهم من منازلهم بسبب الضربات التي شنها حزب الله في المنطقة غاضبون. أيضًا على المستوى الداخلي في هناك انقسام شديد بشأن الاتفاق؛ فقد أظهر أحد استطلاعات الرأي أن 37 % من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار، و32 % يعارضونه.

الصدمة بعد خداع نتنياهو 

صدمة شعر بها عدد كبير من النخب الإسرائيلية بعد موافقة نتنياهو على الاتفاق كانت نتيجة الوهم الذي خدعهم فيه هذا الأخير ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت عندما ادعيا ان الجيش الإسرائيلي تمكن من تدمير ثمانين بالمئة من قدرات حزب الله الصاروخية ما جعلهم يعتقدون أن هذا الحزب بات قاب قوسين أو أدنى من أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

أما في البعد الاستراتيجي تمكن حزب الله من:

1 ـ مواصلة استهدافاته للداخل الإسرائيلي على أهداف عسكرية متنوعة وفي أبعاد ومسافات متعددة وصولاً إلى قاعدة أشدود البحرية على بعد مئة وخمسين كيلومتر من الحدود وفي عمق الكيان.

2 ـ استهداف المدن الإسرائيلية الكبرى وأهمها حيفا بشكل متواصل ما شلّ الحياة فيها وعطل العمل في قواعدها العسكرية البحرية والجوية.

3 ـ بلغت صواريخ الحزب الاستراتيجية والبالستية عاصمة الكيان تل أبيب في معادلة بيروت – تل أبيب.

القضاء على حزب الله أمر مستحيل

قدرة حزب الله على مواصلة استهدافاته وثباته هي التي أقنعت نتنياهو أن القضاء على حزب الله أمر مستحيل، وعليه  قبول الحل الدبلوماسي خاصة أن الجيش الإسرائيلي بدأ يعاني من مشكلات مؤثرة على أدائه، وقد اعترف بذلك نتنياهو نفسه، واعتبره أحد أهم الأسباب التي دفعته للموافقة على الاتفاق.

عودة الحرب

كاحتمال أخير، وفي حال اصرار “إسرائيل” على خرق الاتفاق مستندةً الى ورقة الضمانات الأميركية غير المُتبناة لبنانياً، واصرارها على تنفيذ اعتداءات على لبنان، وتحت نظر وموافقة لجنة المراقبة، أو أقله رئيسها الأميركي، فإن هذا الأمر سيؤدي الى خرق الاتفاق بالمقابل من الجانب اللبناني، وربما عودة الحرب.

بدعوى التصدي لـ”تهديدات من حزب الله”، ارتكبت “إسرائيل” 117 خرقًا لوقف إطلاق النار حتى الثلاثاء، ما أدّى إلى استشهاد 14 شخصًا وإصابة 13. تنوعّت الخروقات الإسرائيلية بين قصف بالمدفعية وغارات وتحليق للطيران الحربي والمسيّر وإطلاق نار من أسلحة رشاشة وتوغلات وإطلاق قنابل مضيئة. لكن انطلاقا لما يحصل يبدو أن الاتفاق باقٍ ويتجه نحو تثبيت الاستقرار وذلك لعدة أسباب أهمها أن هذا الاتفاق هو حاجة إسرائيلية كما هو حاجة لبنانية خاصةً بعد أن قال الميدان كلمته.

هذا الاتفاق سيصمد في نهاية المطاف وهو لمصلحة الجميع 

إن هذه الخروقات التي تحصل سوف تُعالج من قبل لجنة المراقبة التي ستعمل على إعادة الاستقرار بشكل كامل على طرفي الحدود، ولا سيما بعد انتهاء مدة الستين يوماً واكتمال انتشار الجيش اللبناني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى