رامي الشاعر لـ “جريدة النهار الكويتية”: روسيا لن تسمح باندلاع حرب عالمية ثالثة
أكد رامي الشاعر المستشار السياسي الروسي المقرب من دوائر صنع القرار في موسكو، أن روسيا الاتحادية لم تفقد مكانتها الدولية كوريث للاتحاد السوفييتي وكدولة نووية عظمى.
وقال الشاعر في حوار مع النهار أن سعي روسيا لتشكيل منظمات كمجموعة دول البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون ليس بهدف منافسة الولايات المتحدة الأميركية أو غيرها وإنما بهدف تشكيل نظام اقتصادي ومالي مستقل لا يخضع للإملاءات أو التحكم من أي طرف كان، ويضمن حرية الاستقلال والتعاون والتبادل الاقتصادي بين الدول.
وأشار إلى أن روسيا تسعى إلى تعميق العلاقات مع الكويت نتيجة السياسة الحكيمة والمتزنة التي تنتهجها تجاه جميع القضايا الدولية والإقليمية، وهذا ما تميّزت به الكويت دائماً.
وقال: إن السياحة تتطور بشكل سريع جداً بين البلدين، لافتًا إلى أنه قريباً جداً سيتم الإلغاء النهائي لنظام تأشيرات الدخول بين البلدين… وفيما يلي نص الحوار:
روسيا دولة فاعلة ولها دور كبير على الساحة الدولية.. ماذا عن إمكانية عودتها لمكانة الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى من جديد؟
بداية؛ أشكركم على هذا اللقاء وكل الشكر لكل القائمين على النهار، أما بالنسبة لسؤالكم فدعني أوصل حقيقة أن روسيا لم تفقد مكانتها الدولية كوريث للاتحاد السوفييتي وكدولة نووية عظمى، كما مكانتها الجيوبوليتكية كقلب للاتحاد الأوراسي، وبالفعل كما ذكرتم في سؤالكم إنها دولة فاعلة وتلعب اليوم دورا كبيرا جداً في مسيرة انتقال النظام الدولي إلى عالم التعددية القطبية، وإنهاء محاولات الهيمنة الأحادية على العالم التي تسعى إليها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين؛ وهذا لب الصراع مع واشنطن والمعسكر الغربي، باختصار إنها سياسة تعمل من خلالها روسيا على رفع المظلومية عن الشعوب المقهورة في مواجهة الهيمنة الأميركية التي قد تؤدي في النهاية إلى صِدام نووي سيلقي بتداعياته الكارثية على الكرة الأرضية والإنسانية جمعاء.
وليس لروسيا أي مساع لعودة الوضع كما كان عليه أثناء الاتحاد السوفييتي، خصوصاً مع تطور مفهوم القوة في النظام الدولي المعاصر الذي أصبح يولي أهمية ليس للقوة وحسب وإنما لترشيد هذه القوة، وهنا أقصد مفهوم النفوذ والتأثير وليس الجغرافيا وحسب.
ما الهدف من قيادة روسيا لعدد من التحالفات والتكتلات الدولة مثل البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون وغيرها، وهل من الممكن أن تزيح روسيا الولايات المتحدة من قيادة العالم حتى ولو بتحالف مع الصين؟
أولاً؛ هذا السؤال يؤكد بوضوح ما أسلفت به بأن النظام الدولي يتحول من الهيمنة الأحادية إلى التعددية القطبية، كما يؤكد أيضاً ما أسلفت به حول ماهية النفوذ، فها هي روسيا تلعب أدوراً تتجاوز أوراسيا من خلال دورها الرائد والفعال في تشكيل منظمات كمجموعة دول البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون وهذه المنظمات ليس لها هدف منافسة الولايات المتحدة أو غيرها فهي تسعى لتشكيل نظام اقتصادي ومالي مستقل لا يخضع للإملاءات أو التحكم من أي طرف كان، ويضمن حرية الاستقلال والتعاون والتبادل الاقتصادي بين الدول بما في ذلك استخدام العملات المحلية الوطنية للبلدان، وليس هناك أية نوايا لروسيا أو عند الصين لتشكيل حلف ضد الولايات المتحدة أو ضد الدولار الأميركي، إنه نوع من حق تقرير الشعوب لمصيرها بأنفسها، وإذا كانت الصراعات إبان الحرب الباردة صراعات ايديولوجية فهي اليوم صراعات اقتصادية محضة، ومن هذه النقطة ينطلق الدور الروسي في تشيكل مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون.
كيف تقيمون دور بكين في التحالف مع روسيا وهي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؟
هذا السؤال مهم، أولاً يجب أن نعلم أن العلاقات السياسية والإستراتيجية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تمر بحالة تدهور في العامين الأخيرين، واليوم تنظر الصين إلى الولايات المتحدة كتهديد سياسي وأمني واستراتيجي، ولكن الطرفان لا يريدان الوصول إلى مرحلة القطيعة التامة لأن ذلك سيلقي بتداعياته الكارثية على العالم أجمع، ولعلنا نتذكر الزيارة التي قامت بها العام الماضي وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين والتي صرحت خلالها أن فصل الاقتصادين سيزعزع الاقتصاد العالمي وهذا يفهم منه أهمية الصين ودورها على جميع الأصعدة، وبالأخص فيما يتعلق لموقعها وتأثيرها إلى جانب روسيا في مجموعة بريكس أو منظمة شنغهاي للتعاون، وهذا ما قصدت به حين عرجت على فكرة التعددية القطبية.
وبالتالي فالعلاقة هي في نهاية المطاف لصالح الصين في إطار علاقتها مع الولايات المتحدة، فدور الصين يبدو واضحاً للعيان كدور رائد ومُبادر وفعّال في جميع المنظمات الجديدة وغيرها، لذلك فمسار انتقال العالم الى التعددية القطبية لا يؤثر أبداً على العلاقات الاقتصادية وتطويرها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وإنما ستكون ذات تأثير سياسي يعمل على تفكيك عقيدة الهيمنة الأميركية.
قيام روسيا بعملية عسكرية فى أوكرانيا، هل من الممكن أن يرفع من مكانة روسيا على الساحة الدولية؟
لم تلجأ روسيا للعملية العسكرية الخاصة إلا بعد أن استنزفت كل الوسائل والسبل السلمية لضمان أمن المواطنين ذوي الأصول الروسية وحقهم في ممارسة عاداتهم وتقاليدهم بما في ذلك استخدام لغتهم الأم الروسية، ولكن النظام في كييف لم يستجب لكل هذه المحاولات ومنذ عام 2014 قام بقتل حوالي ألف مواطن من أصول روسية، ما اضطرنا إلى العملية العسكرية الخاصة لوضع حد للاضطهاد الذي يتعرض له الروس في المناطق التي هي بالأساس أراض روسية، وقد أدت الأحداث التي رافقت هذه العملية العسكرية الخاصة – خاصة سلوك النظام في كييف- إلى تغيير أهداف العملية العسكرية ليصبح استعادة هذه المناطق والأراضي إلى الوطن الأم روسيا، والقضية لا تتعلق برفع مكانة روسيا دولياً بل لإزالة أي مخاطر تهدد الأمن القومي الروسي، وخاصة بعد أن تم بشكل واضح تورط الغرب والناتو بقيادة الولايات المتحدة في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه قادر على إنهاء حرب أوكرانيا، عبر مبادرة سلام والجلوس إلى مائدة التفاوض.. هل ستتجاوب روسيا مع مبادرة ترامب؟
روسيا ترحب بأي جهود دولية ومبادرات سلام لإنهاء الأزمة التي تعاني منها أوكرانيا، ولكن لا يمكن أن يتم الحديث عن تنازل روسيا عن أراضيها التاريخية، وأقصد التاريخ القريب فتلك أراض روسية ويعيش فيها شعب روسي، كما أنه لا يمكن الجلوس مع النظام الحالي في كييف الذي تسبب بالآلاف من الضحايا من الشعبين الأوكراني والروسي، وأنا أعتقد أن ترامب يعي ذلك وغيره من القادة الأوروبيين أيضا الذين بدأوا يعون كارثية توريط الشعب الأوكراني وزج أوروبا بأكملها في أتون تداعيات سياسية واقتصادية غير متعود عليها المواطن الأوروبي، وقد شاهد العالم السخط الشعبي في أوروبا بسبب دعم حكوماتهم لزيلينسكي.
التنازل مستحيل
ماذا عن العقوبات الدولية وهل يمكن أن تؤثر بحيث تتنازل روسيا عن بعض أهدافها من العملية العسكرية فى أوكرانيا؟
يجب التأكيد هنا أن مسألة الأمن القومي الروسي ومجالها الحيوي هي مسألة تتعلق بالشعب الروسي المؤمن بقضيته العادلة، لذلك لا العقوبات الاقتصادية ولاغيرها تستطيع تحقيق أهدافها عندما يتعلق الأمر بمصالح وتاريخ الأمة الروسية، في المقابل لقد استطاعت روسيا تجاوز هذه العقوبات التي فشلت في التأثير على عملية النمو الاقتصادي في روسيا، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد انعكست سلباً على البلدان التي شاركت بهذه العقوبات ضد روسيا، وأكرر بهذه المناسبة أنه لا يمكن إضعاف روسيا أو هزيمتها، وروسيا لا يمكن ان تُنهي العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا إلا بعد أن تتحقق جميع أهدافها، ومن المستحيل التنازل عن ذلك.
تزويد الغرب لأوكرانيا بأسلحة نوعية هل سيؤدي إلى تصعيد النزاع بحيث يرقى إلى حرب عالمية ثالثة أم أنه قد يدفع بروسيا للتفاوض كما يفترض الرئيس الأوكراني؟
أولاً؛ بالنسبة لكلام زيلينسكي فهو كلام لا يدل إلا عن مراهقة سياسية أو مقطع كوميدي لأنه يتجاهل في هذا الكلام التاريخ والجغرافيا والثقافة التي تجمع الشعبين الروسي والأوكراني، لذلك فالتعويل على الدعم العسكري لم تكن إلا فكرة تورط بها الغرب، ودعني أقول لك بأن أحد أهم أسباب النجاح الساحق لترامب في الانتخابات الرئاسية هو سخط الشارع الأميركي من حزم الدعم العسكري والمالي والتي ثبت فشلها على الأرض، لذلك لن تندلع حرب عالمية ثالثة، ولن تسمح روسيا بذلك.
بالإضافة إلى ذلك الغرب أيضاً لن يدخل في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، وهو يعي تماماً نتائج أي مواجهة مباشرة مع روسيا، لأن أي استعداء لروسيا إنما يعني دخول أوروبا الغربية بأكملها في أتون دمار لا يبقي ولا يذر، وعلى هذا الأساس فإن كل محاولات زيلينسكي لزج الناتو في مجابهة مباشرة مع روسيا هي محاولات فاشلة، زيلينسكي اليوم كل تفكيره هو كيف يُمكن ان يُنقذ وضعه، ولكن هذا أيضاً مستحيل فهو يعيش أيامه الأخيرة والشعب الأوكراني هو الذي سينهيه قريبا والغرب أيضاً أصبح يعي ذلك.
الضربة الصاروخية الأخيرة بصاروخ فرط صوتي على مدينة دنيبرو، أذهلت الغرب، فهل تتصور أن تردع هذه الضربة أوكرانيا عن استخدام الصواريخ الغربية لضرب الأراضي الروسية؟
من البديهي القول، أن أي صواريخ غربية ستُستخدم لضرب الأراضي الروسية سيتم عليها رد حازم جداً، ولا يمكن أن تؤثر على موقف روسيا وسير العملية العسكرية الخاصة، وأعتقد أن الزعماء الغربيين فهموا كلمة الرئيس فلاديمير بوتين الأخيرة بخصوص تطوير سلاح الصواريخ الروسية ومداها وسرعتها وقدرتها على التدمير حتى بدون استخدام رؤوس نووية، وهذا ليس تهديداً بل تحذير دبلوماسي لاعطاء فرصة للقادة الغربيين بعدم ارتكاب أي حماقة ستكون نتيجتها كارثية عليهم.
هناك الكثير من المبادرات لتسوية النزاع الروسي الأوكراني في اعتقادكم أيها أقرب للتحقيق من خلال قبول الجانب الروسي لها؟
مهما كثُرت أو تعددت المبادرات لن يكون أي حل إلا بعودة العلاقات الأوكرانية الروسية إلى وضعها الطبيعي، جوار وأخوة وبدون حدود كما العلاقات الروسية – البيلاروسية، فالشعبان الأوكراني والروسي تربطهما علاقات أخوّة عريقة جداً فهم شعب واحد.
هل ستقبل روسيا بـتجميد النزاع دون تحقيق أهدافها المعلنة؟
لا يوجد في هوية السياسة الخارجية الروسية شيء اسمه تجميد للنزاع، فروسيا لديها هدف يتعلق بأمنها القومي ومجالها الحيوي، ولا مانع من أن تأخذ الدبلوماسية أو عملية التفاوض بعض الوقت تقديرا للشعب الأوكراني، ولكن في النهاية لامناص من عودة أوكرانيا إلى وضعها وحاضنتها الطبيعية تاريخياً. الواقع يشير بدقة إلى أنّ ما حدث عملياً هو هزيمة للغرب في أوكرانيا، أيضاً لن يقبل الغرب بقبول أوكرانيا في الناتو، وأعتقد إن التغيرات التي تحدث في المجتمع الدولي وعملية انتقال العالم الى عالم التعددية القطبية وتفعيل دور الأمم المتحدة، وتوسيع عدد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك توسيع عدد الأعضاء المؤقتين، والعمل على تعديل ميثاق المنظمة الدولية سيجعل الكثيرين من أعضاء حلف الناتو يعيدون النظر في بقاء هذا الحلف والاحتفاظ بالعضوية فيه، أنا بتقديري الشعب الأوكراني هو الذي سيرفض الدخول في أتون أحلاف – في مقدمتها حلف الناتو- تسلخه عن هويته وتاريخه أو حتى التعاون معها.
ماذا عن رؤية الجانب الروسي لمستقبل القضية الفلسطينية، وموقفها من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة..؟
الجميع يعرف موقف روسيا بخصوص القضية الفلسطينية كموقف مبدئي وثابت، وهذا الموقف ورثته روسيا من الاتحاد السوفييتي السابق، ولا يمكن أن يتغير لأنه أحد أهم محددات الدبلوماسية الروسية وثقافة الشعب الروسي، فروسيا تاريخياً دعمت وتدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية سنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وروسيا تعترف وتؤكد دائما أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني،
كما تؤكد دائماً حرصها على استعادة الوحدة الفلسطينية، والمتابع لسيرورة الحراك الدبلوماسي الروسي يلحظ أن روسيا قامت بثلاث مبادرات حتى الآن من أجل دعوة التنظيمات والفصائل الفلسطينية إلى موسكو للاجتماع بهدف التوصل لاتفاق يُنهي حالة الانقسام، والعمل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، واليوم روسيا تشجب بشدة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وتحاول استخدام كل إمكانياتها سواء على الصعيد الدولي أو في الأمم المتحدة أو من خلال دعم قرارات وجهود القمم العربية والإسلامية لوقف وردع إسرائيل عن الاستمرار بارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني ووقف التمدد الاستيطاني الإسرائيلي والانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية.
المشهد في لبنان يزداد تعقيدا في ظل توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب الليطاني ما رؤية موسكو للحل ؟
الوضع في لبنان بالفعل معقد؛ ولا يمكن التوصل إلى حل اليوم إلا بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي1701 ونتمنى أن تكون مهمة المبعوث الأميركي قد نجحت وتم الاتفاق على تنفيذه فعليا، أما فيما يخص الحل الكامل والنهائي للأزمة بين لبنان وإسرائيل، فهذه لا يمكن أن تتم إلا بالانسحاب الكامل لإسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وهذا ما تسعى إليه روسيا أيضاً.
ما موقف روسيا من حكم الجنائية الدولية باعتقال نتانياهو؟
لن أقول إن هذه المحكمة فقدت مصداقيتها عند روسيا وحسب، وإنما فقدت مصداقيتها أيضاً أمام شعوب العالم بسبب التناقضات البنيوية في نظامها الأساسي أو مايعرف بـ نظام روما الأساسي الذي انبثقت عنه، وبالأخص ربطها بسلطة الإحالة من مجلس الأمن استناداً للمادة 13 من النظام الأساسي للمحكمة مايعني ربطها بحق الفيتو ومصالح الدول.
ولعلنا جميعاً نتذكر العار الذي لحق بالمحكمة عندما أصدر الكونغرس الأميركي سنة 2002 قانون حماية أعضاء الخدمة الأميركية من التعرض للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية والسماح للرئيس الأميركي باستخدام الوسائل الضرورية كافة لإطلاق سراح أي عضو من أعضاء الخدمة الأميركية سواء كان محتجزاً أو معتقلاً من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ولهذا أطلق فقهاء القانون الدستوري على هذا القانون بـ قانون غزو لاهاي لأنه حسب التفسير القانوني يعطي الحق للولايات المتحدة بغزو لاهاي (مقر المحكمة) لإطلاق سراح محتجزيها، لذلك من العار أيضاً على القانون الدولي الإنساني أن يسميها هيئة قضائية دولية.
هذا من جهة ومن جهة أخرى ارتباطها بما يُعرف بـ سلطة الإحالة من مجلس الأمن الدولي حيث تعطي هذه الفقرة الحق لمجلس الأمن الدولي في رفع الدعوى، وبالتالي فهي محكمة متحيزة ومسيسة بامتياز. ولهذا هذه المحكمة فقدت مصداقيتها عند روسيا منذ زمن بعيد، لذلك لاغرابة في أن تُصدر حكماً ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ونتمنى أن تدرك المحكمة حقيقتها، وأن تكون اليوم قد استوعبت الخطيئة التي ارتكبتها وتتراجع بالاعتذار من روسيا على هذه الخطيئة، وبعدها ممكن أن يكون لروسيا تقييم أو موقف للقرارات التي تتخذها.
العلاقات العربية – الروسية وخصوصاً مع دولة الكويت، هل تشهد تطورا؟
العلاقات الكويتية – الروسية
العلاقات العربية – الروسية جيدة وهي في تطور مستمر ولم تنقطع الاتصالات يوماً بين الاتحاد الروسي وجامعة الدول العربية وبالأخص فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي العربي، ومجلس الأعمال الروسي العربي مازال المنظمة التي تعمل على تعميق وتطوير العلاقات الاقتصادية بين روسيا والدول العربية، ويعود له الفضل بإنشاء أول محطة روسية باللغة العربية بكل ما لذلك من دلالات.
أما بالنسبة للعلاقات بين الكويت وروسيا فهي علاقات تاريخية تعود للعام 1961 حيث لعب الاتحاد السوفيتي السابق دوراً إيجابياً لنيل الكويت استقلالها، وكان الاتحاد السوفيتي من أوائل الدول الذي أقام علاقات دبلوماسية مع الكويت عام 1963.
ونعمل مع الكويت اليوم على تعميق هذه العلاقة نتيجة السياسة الحكيمة والمتزنة بخصوص جميع القضايا الدولية والإقليمية التي تنتهجها، وهذا ما تميّزت به الكويت دائماً، واليوم الكثير من أبناء الشعب الكويتي يزورون روسيا، ومجالات السياحة تتطور بشكل سريع جداً بين روسيا والكويت، كما نلحظ تعميق العلاقات على جميع الصعد في المجالات الاقتصادية والثقافية، وقريباً جداً حسب علمي سيتم الإلغاء النهائي لنظام تأشيرات الدخول بين البلدين.
وفي ذكرى مرور خمسين عاماً على استقلال دولة الكويت تلقى المستشار رامي الشاعر رسالة تقدير على مواقفه المبدئية المرفقة من السفير الكويتي في موسكو: