صحافة وآراء

بين أنياب قرش الواقع الجديد

د. أيمن أبو الشعر

خمسون عاما مضت، وفارس “الحالم” بغد أفضل وواقع أجمل ظل يسبح بكل عنفوان نحو شواطي الواقع المنتظر الذي افترض أن يكون أجمل. قاتل بشراسة القراصنة الذين كانوا مسيطرين حتى على جزر الأحلام، وتحمَّل أمواج البحر العاتية، وهجوم الأخطبوطات، وعضّات السراطين حين بات في المياه الضحلة على حدود الواقع الجديد المنتظر، وبدأ يجتاز فعليا البرزخ الفاصل بين الحلم والواقع، فلاحَ له من بعيد بيته الذي قضى عمره يبنيه حجرا فوق حجر وقد احتله جنود بألبسة سوداء، جنود عابسون مقطبو الجبين تظهر من تحت أقنعتهم لحى طويلة بعضها حمراء، وحين دقق النظر تبين له أنهم يجلدون بعض أصدقائه وسُمّاره المتواضعين المرحين، ويقتلون الفقراء الذين تزنروا بأحزمة من خرق بالية، وحين صار “الحالم” في الأمتار الأولى من الواقع الذي انتظره طويلا، حيث انتهت سيطرة القراصنة، كان التعب قد بلغ مداه، فمد يده وصاح: ” النجدة” منتظرا يدا حنونة تشده إلى الشاطئ، لكن سمكة قرش جهمة مسؤولة عن أمن شواطي الواقع الجديد بترتها بعضة واحدة، ولم يسمع أحد عبارته الأخيرة التي طغت عليها أصوات تهشم العظام وصوت اعتلاج تلاطم الأمواج: إنني الآن أنطحن تحت الأنياب المقدسة للواقع الجديد!!!
وكان الزمن يسجل للتاريخ أن قسما من الناس الذين ناضل فارس من أجلهم، كانوا فرحين!!!

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى