“ناطوري كارتا” الوجود الصهيوني واحتلال فلسطين
وفي ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدانت مجموعة يهودية تدعى “ناطوري كارتا” ما يفعله الإسرائيليون، ودعمت أهالي القطاع في دفاعهم عن حقوقهم. ونتيجة لذلك، تعرض بعض أعضائها للاعتداء من قبل جنود إسرائيليين.
وقد أعرب الحاخام اليهودي ديفيد وايز، المتحدث باسم المجموعة، في 20 تشرين الأول/أكتوبر عن “إدانته الشديدة لممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين”، وأكد أن جماعته تعارض الصهيونية بجميع أشكالها، وتنظم مظاهرات ضد “الاحتلال الإسرائيلي، و” يسعى لبناء جسور المصالحة بين اليهود والعرب”.
ناطوري كارتا هي جماعة دينية يهودية تأسست عام 1935. وهي تعارض الصهيونية وتدعو إلى إزالة الكيان الإسرائيلي أو إنهائه سلمياً، وعودة الأرض إلى الفلسطينيين.
واقتناعا منها بأن اليهود محرومون من أن تكون لهم دولة خاصة بهم حتى مجيء المسيح، يتمركز أتباع هذه المجموعة في القدس ولندن ونيويورك. المعنى الحرفي لاسمهم هو “حراس المدينة”.
يركز أتباع هذه المدرسة الفكرية على الأدب الحاخامي الذي ينص على طرد اليهود من أرض إسرائيل بسبب خطاياهم. كما أنهم يعتبرون، بناءً على التلمود البابلي، أن أي محاولة لاستعادة أرض إسرائيل بالقوة هي محاولة غير أخلاقية، ويعتقدون أن استعادة “دولة” إسرائيل لن تتم إلا عندما يأتي المسيح، واعترف الحاخام موشيه هيرش بذلك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو الزعيم الشرعي والقانوني لدولة فلسطين التي تضم ما يعرف بدولة إسرائيل.
وأغلب أتباع هذه الطائفة هم من أصول مجرية استقروا في البلدة القديمة بالقدس بداية القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى اليهود الليتوانيين الذين كانوا طلاباً هناك.
وعارضت هذه الطائفة السياسات الجديدة الصادرة عن الصهيونية والتي تهدف إلى تحقيق السيادة لليهود على أرض فلسطين التي كانت تحت الحكم العثماني.
نحن نبكي مع الفلسطينيين: جماعة يهودية مناهضة للصهيونية، ومن بين حججهم ضد هذه الفكرة مناقشات تلمودية بشأن فقرات في التوراة تتعلق باتفاق بين إلههم والشعب اليهودي ودول العالم، والذي تم عندما تم نفي اليهود . تنص الاتفاقية على ما يلي:
– لا يجوز لليهود أن يثوروا على الشعوب غير اليهودية التي وفرت لهم الأمان والمأوى، كما حدث عندما سمحت لهم الدولة العثمانية بالوفود والإقامة في فلسطين.
– لا يجوز لليهود القيام بهجرات جماعية إلى فلسطين. وفي المقابل، تنص الاتفاقية على أن تتعهد الدول غير اليهودية بعدم اضطهاد اليهود بقسوة.
واستمرت معارضتهم لدولة إسرائيل والصهيونية بقيادة حاخامهم عمرام بلو. وترفض هذه الطائفة دفع الضرائب لدولة إسرائيل لأنها لا تعترف بها. وقد وصلت هذه الطائفة إلى درجة أنها لا تقبل أن تمس أي عملة ورقية أو نقود تحمل صور وشعارات صهيونية.
ولا يقترب أبناء هذه الطائفة من حائط البراق، لاعتقادهم أنه قد تم تدنيسه من قبل الصهاينة ومصالحهم، فيما كان زعيم هذه الطائفة يشغل منصب وزير الشؤون اليهودية في عهد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وشارك اثنان من أفراد هذه الطائفة في الصلاة على عرفات في باريس بفرنسا، كما شارك الحاخام موشيه هيرش في جنازته.
نضال عدلية – كاتيخون