صحافة وآراء

خاص “ماتريوشكا نيوز”: يُردي السمُّ البطلَ فيهوي بطلاً.. أما العقربُ ميتاً حياً يبقى حشرةْ

بعد ما يقارب الـ21 عاماً على غزو العراق الذي قامت به أميركا وفقاً لشريعة الغاب وقوانين عصابات الكاوبوي ودون اي تخويل او موافقة من مجلس الأمن الدولي، تساندها دول عديدة من حلف الناتو مع دور أساسي و كبير للكيان الصهيوني بمختلف أجهزته و قوته الجوية أولئك الذين يمكن أن نسميهم بالعقارب رمزيا، وسيتوضح الأمر في نهاية المقالة.

 

صرح اللواء سالم الجميلي يوم الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني الجاري عبر منصة ايكس، وهو الذي كان يشغل منصب مسؤول شعبة أميركا في جهاز المخابرات العراقي الوطني قبل عام 2003 صرح: ((بأن حزب الله اللبناني شارك في الدفاع عن العراق ضد الغزو الأميركي قبل التاسع من نيسان وبعدها ابان الاحتلال))..

 

تصريح صادم أذهل وصدم العديد من أصدقاء العقارب ومن شابهوها، لاسيما ممن هم اليوم يكيلون التهم والعداء لحزب الله اللبناني خاصة والمقاومة الإسلامية بشكل عام، والتي يشكل حزب الله لولب محورها الفعال, لا سيما ان اول الذين صعقوا بهذا التصريح ومن شخص كان في منصب يتمتع بمسؤولية كبيرة وحساسة, هم دعاة الوطنية التي تتبرأ منهم، أولئك الذين ترك الغرب وشما فوق جباههم كالوصمة, علما ان السيد الجميلي معروف عنه بانه من اشد واقسى الناقمين على الأحزاب الإسلامية، وبالتحديد المشاركة في حكومة المنطقة الخضراء الذين يمتلكون مكاتب عسكرية.

 

هنا لا بد من الإشارة الى أن أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله قد صرّح في السابع من شباط عام 2003 موجهاً كلامه للمعارضة العراقية حينها اي قبل بدء العدوان الأمريكي على العراق، بان على المعارضة العراقية وتحديدا الشيعية منها الجلوس واللقاء مع الرئيس صدام حسين والتفاهم والاتفاق معه، بدلا من تأييد أميركا وحثها لاحتلال بلدهم.. ناصحا إياهم بقوله: إذا احتلت أميركا العراق سوف لا ينفع الندم، كما ودعاهم حينها الى اجتماع اشبه بالطائف اللبناني حينها أطلق عليه مسمى: الطائف العراقي

 

هذا التصريح حينها أدّى لردة فعل همجية وجنونية ضمن حملة شعواء لم يسبق لها مثيل من قبل تلك المعارضة التي كانت تؤيد وتحث الأمريكان على غزو بلدهم، حتى أنهم ذهبوا إلى شتم وسبّ السيد حسن وحزب الله.

 

وهنا لا بد أن نذكر للتاريخ فهذه أمانة، إن العلاقة بين النظام العراقي السابق برئاسة الراحل صدام حسين قد بدأت مع حزب الله اللبناني بعد تحرير جنوب لبنان في العام 2000 ، وعلى أثر تلك المناسبة بتحرير الجنوب اجتمع الرئيس حينها بكوادر جهاز المخابرات من مدراء عامين و مسؤولي الأقسام والشُعب، وقد أبدى ألرئيس إعجابه الكبير بمن وصفهم (مجموعة شباب شجعان) أي حزب الله الذين تمكنوا بإمكانيات بسيطة جدا -لا يمكن مقارنتها مع قدرات العدو الصهيوني- من تحرير بلدهم، فأمر مباشرة بتوجيه فريق من جهاز المخابرات بالذهاب إلى بيروت، واللقاء بقيادات حزب الله اللبناني، وبالفعل تشكل الفريق برئاسة مسؤول الخدمة الخارجية في الجهاز حينها, السيد حسن العبيدي، فذهب الى بيروت ونفذ كلَّ ما كلفته به القيادة.. واستمرت هذه العلاقة حتى الغزو الأميركي الغاشم، فكان حزب الله بالفعل موجوداً بمقاتليه ومقاوميه، يقاتل الغزاة الامريكان مع الجيش العراقي والاجهزة الامنية والاستخبارية مدافعين عن العراق, ويُذكرُ من بصمات تلك المأثرة أن أول الأسرى العرب الذين وقعوا في أيدي الأمريكان كانوا مقاتلين من حزب الله، أتوا من منطقة الخيام من جنوب لبنان التي تتعرض اليوم بين الحين والآخر إلى قصف صهيوني غاشم ، وأن البعض ممّن كان على تواصل مع المقاتلين العرب الذين أتوا إلى العراق من سوريا لمقاتلة الأمريكان والذين دخل معهم وتحت مسماهم مقاتلو حزب الله، وُصِف بعض مقاتليه بالدببة.

 

ختاما أقول الأبطال الأسطوريون لا يموتون، ويبقون أسطورة في ذاكرة شعوبهم، ف”أخيل” هذا البطل اليوناني الأسطورة الذي لا يهزم كان مقتله في كعبه، فإن لدغه عقرب وغرس مهمازه في كعبه لهوى صريعا، ولكنه يظل بطلا خالدا، ما يذكر بقول الشاعر أيمن أبو الشعر في رثاء صديقه الرئيس الأسبق عبد الفتاح إسماعيل:

 

“يردي السم البطل فيهوي بطلا

 

أما العقرب ميتا ، حيا يبقى حشرة”

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى