فشل الأنظمة الأمريكية في اعتراض الصواريخ اليمنية واللجوء إلى نظام Phalanx
أفادت الصفحة الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على منصة أكس في بيان لها بتاريخ 30/1/2024، أنّها أسقطت عند الساعة 11:30 مساءً (بتوقيت صنعاء) صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه أنصار الله من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه البحر الأحمر، وذلك بواسطة المدمرة يو أس أس غريفلي (DDG 107) ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
لاحقًا، تكشّفت معلومات بأنّ المدمرة المذكورة ـ وغيرها من القطع المتواجدة الأمريكية والغربية ـ فشلت في اعتراض الصاروخ في المراحل الأولى من الإطلاق واضطرت إلى استعمال نظام أسلحة متقدم يطلق عليه اسم “خط الدفاع الأخير” أو أسلحة CLOSE-IN WEAPON SYSTEM المعروفة اختصارا باسم (CIWS) وهو نظام فالانكس (Phalanx)، “ضد ما قال مسؤولون أمريكيون إنه صاروخ كروز اقترب من السفينة على بعد ميل واحد وبالتالي على بعد ثوانٍ من الاصطدام”، فما هو هذا السلاح ولماذا تمّ استخدامه عن قرب، بوجود نُظم صاروخية متطورة تحملها المدمرات الأمريكية لحماية القطع البحرية في حال تعرضها لصواريخ مجنحة شبيهة بصواريخ كروز وتوما هوك، على مسافات بعيدة من الهدف تقدر بأكثر من سبعة أميال. وهل افتراض فشل الأنظمة الأمريكية في اعتراض الصاروخ جاء نتيجة تقنية متطورة تمتلكها القوات المسلحة اليمنية أم أنّ ذلك مجرد صدفة؟ وهو ما يحيل إلى سؤال حول جدوى المقاربة الأمريكية بمجملها في تصديها للعمليات العسكرية التي تقوم بها حركة أنصار الله دعماً لغزة ومناصرة للشعب الفلسطيني.
تعريف نظام Phalanx
ـ نظام Phalanx الآلي مزوّد بمدافع Gatling التي يتم التحكم فيها بواسطة الكمبيوتر والتي يمكنها إطلاق ما يصل إلى 4500 طلقة من عيار 20 ملم في الدقيقة (في أحدث وأقوى أنواعه)، والاشتباك مع المقذوفات أو الأهداف الأخرى من مسافة قريبة للغاية، وهو مزود بنظام بصري كهربائيّ وكاميرات تعمل بالأشعة ما تحت الحمراء. Phalanx موجه بالرادار ويمكنه هزيمة الصواريخ المضادة للسفن وغيرها من التهديدات القريبة في البر والبحر. ومنذ عام 1980 تاريخ طرحه في الأسواق، تمّ تثبيته على جميع السفن السطحية التابعة للبحرية الأمريكية، وتستخدمه أيضًا 24 دولة من حلفاء الولايات المتحدة على الأقل وفقًا للشركة الأمريكية المصنعة له Raytheon.
تحليل الحادث
محللون أمريكيون عملوا عدة سنوات في عديد الاستخبارات البحرية الأمريكية، يضعون احتمالات لما جرى مع المدمرة GRAVELY، ويقول كونستانتين توروبين وهو مراسل صحفي في البنتاغون، إن “معظم الطلقات الدفاعية التي قامت بها السفن البحرية تم إجراؤها باستخدام صواريخ مثل الصواريخ البحرية SM-2، التي يبلغ مداها حوالي 90 ميلاً. وليس من الواضح ما إذا كانت Gravely قد أُجبرت على الاشتباك مع الصاروخ من مسافة أقرب بشكل كبير لأنه لم يتم اكتشافه في الوقت المناسب، أو أنه تمّ إطلاق الصواريخ ولكنها فشلت في إسقاط التهديد، أو أن الحوثيين يستخدمون قدرة جديدة”.
من جهتها، قالت صحيفة بيزنس إنسايدر، إنّ “رادارات الدفاع الجوي وأنظمة الدفاع الصاروخي الموجودة على المدمرة من طراز “آرليه بورك” لم ترصد الصاروخ الحوثي”، مشيرة إلى أنّ الصواريخ الاعتراضية SM-2 و SM-3 تعتبر من أحدث الصواريخ الاعتراضية في العالم، والتي يمكن أنّ تبلغ سرعتها نحو 3 ماخ، وأن تصيب أهدافًا على مسافة تصل إلى 166.7 كيلومترًا وعلى ارتفاع يتراوح بين 150 مترًا إلى 15 كيلومترًا.
وفيما أكدّت الأنباء حصول استهداف المدمرة Gravely من قبل صاروخ باليستي يمني وأنّ استجابة نظام Phalanx للتهديد تّعد الأولى من نوعها في الصراع القائم في البحر الأحمر بحسب الـ CNN، فإنّ ما تكشف أيضاً أنّ بارجة بريطانية اضطرت أيضًا لاستعمال نظام “خط الدفاع الأخير” (CIWS) حين تعاملت مع هجوم واسع نفذته القوات اليمنية في 9/1/2024، و”أسقطت فيه المدمرة البحرية الملكية HMS Diamondسبع طائرات بدون طيار في يوم واحد، بما في ذلك واحدة بمدفعها عيار 30 ملم، وكانت هذه أول عملية قتل جوي مؤكدة للبحرية الملكية بمدافع مضادة للطائرات منذ الحرب الكورية، وهذه هي المرة الثانية أيضًا التي تقترب فيها ذخيرة الحوثيين بدرجة كافية من سفينة حربية تابعة للتحالف لاستهدافها بمدافع السفينة”.
المصدر: الخنادق