ماكرون يتحدى روسيا عسكريا من جديد “موسكو-ماتريوشكا نيوز”
• الرئيس الفرنسي يؤكد استعداده لمواجهة روسيا عسكريا، ويطالب بعودة جميع الأراضي الأوكرانية بما في ذلك شبه جزيرة القرم
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لا يستثني إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية على الأرض لمواجهة القوات الروسية، وأضاف أنه يجب تنفيذ مثل هذه العمليات مهما كلف الأمر، وذلك في مقابلة مع صحيفة لو باريزيان الفرنسية.
يجيء ذلك بعد تصريحاته السابقة حول احتمال إرسال قوات أوربية لدعم أوكرانيا والتي لاقت استهجانا واستنكارا ورفضا للمشاركة في مثل هذه المغامرة من معظم دول الناتو بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن قوة فرنسا تكمن في حقيقة قدرتها على فعل ذلك. لكنه أوضح أنه لا يريد تلك المواجه ولن يبدأ بها، مما يحمل بعض التناقضات في تفسير التصريحات وخلفياتها، حتى أن رئيس أركان القوات الفرنسية الجنرال بيير تشيل أوضح أن تصريح ماكرون حول احتمال إرسال قوات برية فرنسية إلى أوكرانيا هي في المقام الأول رسالة سياسية واستراتيجية، لكي تشعر روسيا أن فرنسا مستعدة لمثل هذا الأمر.
وكان الرئيس ماكرون قد أعلن بعد أن تعرض لسيل من الانتقادات من حلفائه ومن الرأي العام الفرنسي إثر تصريحاته السابقة حول احتمال إرسال قوات أوربية إلى أوكرانيا، والتي اعتبرها البعض تصريحات غير عاقلة وغير مسؤولة، أعلن أنه تحدث بكامل وعيه، وأنه وزن كلماته وفكر فيها مليا.
وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن الخميس الفائت أي قبل يومين من تصريحاته الأخيرة أن باريس لن تأخذ زمام المبادرة في العمل العسكري في أوكرانيا وأوضح في لقاء مع قناة فرانس 2 أن الصراع الدائر له أهمية وجودية بالنسبة لأوروبا وفرنسا.
ويلفت النظر في تصريحات ماكرون الأخيرة أنها رفعت سقف المطالب إلى درجة غير منطقية على الإطلاق من وجهة النظر الروسية، بل ومن واقع الحال حيث أعلن أن السلام الدائم في القارة الأوربية لا يمكن تحقيقه دون عودة أوكرانيا إلى الحدود المعترف بها دوليا، بما في ذلك جزيرة القرم.
وكان الرئيس الروسي قد حذر عموما من أن إرسال أية فرقة أوربية إلى أوكرانيا مؤكدا أنه لن تؤثر على سير العملية العسكرية، لكنه سيسيء جديا لأوكرانيا نفسها، وأوضح ردا على كلام الرئيس ماكرون بعدم وجود خطوط حمراء أمام باريس في دعمها لكييف بأن روسيا لن يكون لديها خطوط حمراء تجاه الدول التي تتبع هذا النهج.
الجدير بالذكر أن الرئيس بوتن اعتبر في لقائه قبل أيام مع رئيس وكالة سبوتنك دمتري كيسيليوف أن الرئيس الفرنسي ربما غضبان نتيجة ابتعاد الأفارقة عن باريس، وأكد أن روسيا ما سعت لدحر فرنسا من إفريقيا، وأن الأفارقة أنفسهم ربما ملوا من طبيعة المستعمر السابق، وأرادوا التعاون مع روسيا، وأن روسيا لا علاقة لها بذلك، وحتى مسألة التعاون جاءت بمبادرة من الزعماء الأفارقة أنفسهم.
وقد لفت سلوك الرئيس ماكرون تجاه روسيا نظر حتى صحيفة اللوموند الفرنسية التي أشارت إلى حدوث مفارقة حقيقية، حيث كان ألين مع موسكو، وكان قد دعا إلى “عدم إذلال روسيا” ، وقام باتصالات متعددة، لكن ماكرون حسب خبراء تستند إليهم اللوموند شعر بخيبة أمل نتيجة فشله الدبلوماسي، فقرر التخلي عن دور الوسيط بين موسكو وكييف.
ويشير استطلاع للرأي أن 57% من الفرنسيين يعتبرون أن ماكرون تصرف بشكل خاطئ عندما طرح فكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا، وقد تحول التذمر الجماهيري إلى مظاهرات حاشدة في شوارع باريس ومدن أخرى ليس ضد إرسال الجنود الفرنسيين إلى أوكرانيا وحسب، بل وضد توريد الأسلحة إلى كييف، وطالب المتظاهرون حتى بالخروج من الناتو والاتحاد الأوروبي.