تفتيش كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني.. هل سيتم تفتيش آموس هوكستاين الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية؟
تعليق المحامية الأستاذة بشرى الخليل حول تفتيش الوفد الإيراني حين وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت
اليوم رئيس الوزراء لا يعرف حدود مسؤوليته كممثل مع حكومته مجتمعة لرئيس الجمهورية كما يفرض نص الدستور، ولا كرئيس حكومة تصريف الأعمال. يُصدر تعاميم مخالفة للقوانين، واليوم حسب ما يقال أن ما جرى مع الوفد الإيراني من تفتيش، جرى بناءً على تعميم من رئيس الحكومة، وهذا التعميم يخالف اتفاقية فيينا، لأن الوفد الإيراني وفدٌ دبلوماسي، ولاريجاني شخصية مهمة مفترض أنها تتمتع بحصانة ولا يجب تفتيشه بالمطار.
إن تفتيش لاريجاني هو إهانة، واذا أراد رئيس الحكومة أن يتصرف على أساس أن حزب الله أصبح ضعيفاً هو قصر نظر منه، لأن من يوقف الجيش الإسرائيلي على الحدود ويمنعه من احتلال حتى قرية صغيرة هو حزب الله، وقد كان وسيبقى حزب الله قوياً. أما في الداخل فلم يكن حزب الله يستعرض قوته نهائيا، بل كان يتصرف كأي جهة سياسية.
هذا التعميم من السيد ميقاتي مخالف لنصوص اتفاقية فيينا حول الدبلوماسية والحصانة الدبلوماسية، فحسب الاتفاقية يتمتع الدبلوماسي بحصانة، وحتى لو ارتكب فعلاً جرمياً لا يمكن للدولة المضيفة أن تحقق معه، كما أن سيارته وسائق السيارة يتمتعان بالحصانة، لذلك التصرف الذي جرى مع السيد لاريجاني ضرب الحائط بكل الأصول الدبلوماسية.
أما بالنسبة لإيران بالذات، فهي الدولة الوحيدة التي تقف معنا، فالأشقاء والعرب يشاهدون، والغرب في الخندق الثاني ضدنا، وإيران هي الدولة الوحيدة التي تتحدى العالم وتتحدى مصالحها الخاصة لكي تقف معنا ولقد تعرضت لضغوطات وعقوبات.
لقد وقفت إلى جانبنا أثناء احتلال أرضنا إلى حين تحريرها عام 2000، وفي عام 2006 بمساعدتها العسكرية بالسلاح والتدريب حققنا الانتصار. واليوم صمود المقاومة في الجنوب بوجه الجيش الإسرائيلي لها مساهمة كبيرة فيه حيث لعبت دوراً كبيراً في التمويل والتسليح، ولا ننسى سوريا، ولكن موضوعنا اليوم يتعلق بإيران، فقد ساعدتنا بتحرير أرضنا وإعادة مساحة لبنان إلى 10,452 كلم مربع عندما كانت محتلة من قبل العدو الصهيوني، كما أنه بمساعدتها استطعنا أن نحرر ثروتنا من الغاز والتي تقدّر بمليارات الدولارات والتي نعول عليها لإعادة بناء بلدنا بعد الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية.
واذا افترضنا أن لدى رئيس الحكومة تعميم معيّن فيجب عليه تطبيقه على الجميع وليس إيران، لأنه يا سيد ميقاتي لا يمكنك تفتيش شخصية كبيرة ضخمة بحجم السيد علي لاريجاني حتى لو كان سفيراً عادياً أو موظفاً في السفارة، وسوف نرى عندما يصل المبعوث الأمريكي-الإسرائيلي والجندي في جيش الاحتلال آموس هوكستاين هل سيفتّش؟ وهل ستقوم أجهزتك بتفتيش شخصية دبلوماسية عربية، شخصية سعودية مثلا؟ أو شخصية تركية؟
عن أي تعاميم تتحدثون؟ القوانين الدولية لها سيادتها، فاتفاقية فيينا ملزمة لكل الدول الموقعة، ولبنان موقع على هذه الاتفاقية ولا يمكن لأحد أن يتخطاها أو يخالفها وحكومتنا العتيدة خالفتها، وكذلك فإن وزير الداخلية يتحمل مسؤولية لأن أمن المطار تابع له، فمن غير المقبول أن يأتي ضابط برتبة عميد أو رتبة لواء ويصر على تفتيش شخصية كبيرة بحجم السيد علي لاريجاني ويفتش له حقيبته، هذه إهانة للدولة اللبنانية، وإهانة لإلتزام لبنان بالاتفاقيات الدولية وللبنان الذي يتغنى دائما بالشرعية الدولية لأن في هذا خروج على الشرعية الدولية وأيضا فيه استهانة وإهانة للطائفة الشيعية وهذا التصرف غير مقبول مع وفد يمثل أكبر دولة شيعية في العالم لأنه أمر لا نظن أن دولتنا يمكن أن تفعله مع الدولة التركية أو السعودية فضلاً عن أميركا وفرنسا لأنه حتما لن يجري مثل هذا التصرف معهم وبهذه الطريقة، وإن غدا لناظره قريب وسنرى إن كان هذا الإجراء سيتم مع غير الوفد الإيراني ولكل حادث حديث حينها.
وهناك إشارة إلى أن هوكستاين موفد عادي وليس بحجم لاريجاني، وحتى لو جرى تفتشيه فلا يمكن مقارنته بالسيد لاريجاني لأن مكانة هذا أهم بكثير من ذاك. الأمر الذي أثار تعجبي أن وفد يمثل الرئيس بري وموظفين في مجلس النواب وحركة أمل ونواب من حزب الله كانوا بانتظار الوفد الإيراني في صالون الشرف حين وقعت هذه الحادثة، كيف قبلوا بالأمر؟! وهل أخبروا الرئيس بري؟ واذا تم إخبار الرئيس بري ألم يتصل بميقاتي ليقول له بأن ما يقوم به غير مقبول؟ ولكن حسب علمي أنه لم يجرِ الاتصال مع الرئيس بري ولم يعلم بهذا الأمر.
السيد لاريجاني والوفد الإيراني قدموا إلى لبنان لمساعدتنا، وإيران هي الدولة الوحيدة التي تقدم لنا المساعدة ونحن لولا مساندتهم لم نستطع أن نحرر أرضنا ولا ثروتنا. لذا علينا أن نميّز بين الأصدقاء والأعداء فنحن في ظرف دقيق وخطير، والدول حولنا انقسمت ما بين عدو وصديق فمنها من يقف في موقف المتفرج وترى كل ما نتعرض له من مجازر ومذابح ودمار ولا تقوم بأي خطوة للمساعدة ومنها الدول التي تشارك مع إسرائيل بذبحنا، والدولة الوحيدة التي تقف موقف صداقة معنا هي إيران وتتحمل بسبب مساندتنا من الولايات المتحدة الأميركية.