غير مصنف

28 عاما على مجزرة قانا في جنوب لبنان

مع استمرار المجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، نحيي اليوم الذكرى الـ 28 لمجزرة قانا الأولى التي وقعت في عام 1996، والتي راح ضحيّتها مئات المواطنين اللبنانيين أثناء احتمائهم بمركز لقوات حفظ السلام الأممية.

ومجزرة قانا تُعد من المجازر البارزة التي ارتكبها العدو خلال فترة احتلاله للجنوب اللبناني، حينها أطلقت “إسرائيل” عملية عسكرية خاطفة سمّتها “عناقيد الغضب”، وبرَّرتها بضرورة ضرب القدرات العسكرية للمقاومة اللبنانية التي كانت تستهدف أراضيها.

وفي تصريحات إعلامية سابقة حول هذه المجزرة، وصف جميل سلامة، الذي نجا من المذبحة، ازدحام مقر الأمم المتحدة في بلدة قانا بالمدنيين النازحين، الذين كانوا في غالبيتهم من الأطفال والنساء، ولم يكونوا يتوقعون استهداف المقر من قِبل الاحتلال. عندها فوجئ الجميع بقصف إسرائيلي على المقر باستخدام قذائف انشطارية وفسفورية. وأضاف سلامة: “كانت إسرائيل تخطط لضرب هذا المركز، ومن بين الأماكن التي استهدفوها غرفة كانت كنيسة لقوات الطوارئ الفيجية، حيث سقط فيها 54 شهيدًا (…) وما زلت أتذكر الأجساد وهي تحترق بفعل الفسفور الأبيض وتتحول إلى رماد”.

هذه هي الرواية التي أكدتها أحدى الناجيات الأخريات، نوال إسماعيل، حيث قالت لوسائل الإعلام إن المكان كان مكتظاً بالباحثين عن الأمان، وكانت غالبيتهم من النساء والأطفال، قبل أن يتعرض لاستهداف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

تاريخ ملطخ بالدماء

تاريخ “إسرائيل” مشحون بالمجازر الدموية التي وقعت ضد الشعوب العربية منذ لحظة تأسيسها في عام 1948 وحتى يومنا هذا، ولم تفوت “إسرائيل” فرصة لارتكاب أعمال العنف والقمع ضد المدنيين. وتشمل هذه المجازر قصف المنازل والمدارس والمستشفيات، واعتقالات تعسفية، وقتل المدنيين الأبرياء، وتدمير المنشآت الحيوية. هذه الممارسات الوحشية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من سياسة دولة الاحتلال، التي تقوم على القوة والتهويد والتطهير العرقي.

تظل هذه المجزرة جرحاً عميقة في ذاكرة الشعب اللبناني، وتذكرنا بوحشية الاحتلال الإسرائيلي الذي كان  ومازال يمارس ويتفنن بقتل أهالينا في فلسطين عموما وغزة خصوصا من بداية حرب 7 أكتوبر ولغاية اليوم، حيث أصبحت حصيلة العدوان 33 ألفا و899 شهيدا، و76 ألفا و664 جريحا، وقد جاء ذلك بعدما ارتكبت قوات الاحتلال 6 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى