عربي

عشرون عاما لإزالة الأنقاض في غزة وعشرات الأجيال لإزالة الجراح

ماتريوشكا نيوز – موسكو

توقعات باتساع رقعة الدمار في غزة لتشمل أكثر من 120 ألف مبنى، وارتفاع أعداد القتلى إلى 40 ألفا، والجرحى إلى ما يزيد عن 80 ألفا.

ليس غريبا أن يظهر في غزة في المكان الذي ستنقل إليه أنقاض المباني المدمرة جبل ضخم من الركام، وسيكون  هذا الجبل شاهدا على جبن منظمة الأمم المتحدة التي لم تفرض عقوبات على إسرائيل حتى الآن، فقد فاجأت هذه المنظمة التي إن شئنا صدق التعبير انعكاسا عن الواقع لأطلقنا عليها لقب ” الأمم المُفكَّكة”- فاجأت العالم بإعلانها أن حجم الأنقاض والركام في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي والحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر يتجاوز 37 مليون طن، وهو رقم مذهل لمنطقة جغرافية صغيرة مثل غزة التي لا تزيد مساحتها عن 365 كيلو متر مربع.
وحسب الإحصاءات وتحليل الصور التي التقطت من الأقمار الصناعية، دمرت القذائف والصواريخ الإسرائيلية حتى نهاية فبراير الفائت 35% من مباني قطاع غزة، أي قرابة 89 ألف مبنى وإذا قدرنا وسطيا نسبة المباني التي دمرها الإسرائيليون في آذار- مارس وإبريل – نيسان سيكون مجموع ما تم تدميره من مباني غزة يزيد عن 100 ألف مبنى تدميرا كاملا، وقد يصل قريبا إلى 120 ألف مبنى.
وحسب ما ذكره بيرلودهامار مسؤول دائرة الأمم المتحدة لشؤون الألغام أن نسبة الركام والخرائب في المتر المربع الواحد في غزة يصل إلى 300 كيلوغرام، الجدير بالذكر أن قطاع غزة يعتبر من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان، وكان يتميز عموما بعمران حضاري جميل، قبل أن تبدأ إسرائيل بتدميره بشكل منهجي.
وحسب بيرلودهامار فإن إزالة هذه الكمية الهائلة من الأنقاض يحتاج إلى 14 عاما في حال تم استخدام 100 شاحنة يوميا، هذا ناهيك عن تقديرات هذا الخبير بشؤون المتفجرات الذي أوضح أن نسبة 10% من القذائف التي أطلقتها وتطلقها إسرائيل لا تنفجر، وتبقى عمليا ألغاما ضخمة قابلة للانفجار في أية لحظة، وتشكل تهديدا دائما للسكان، الأمر الذي سيظهر حتى إبان انتشال الجثث من تحت الأنقاض، ومحاولة تفكيك وإبطال مفعول القذائف التي لم تنفجر بعد مما يوسع من حجم الدمار.
زد على كل ذلك المباني التي تستمر إسرائيل في تدميرها مع استمرار قصفها للمناطق المأهولة بالسكان بحجة تصفية قادة وعناصر حماس، وخاصة إن أقدمت إسرائيل على اقتحام رفح، فإن حجم الدمار والأنقاض والركام سيحتاج إلى أكثر من 20 سنة لإزالته، وسينشأ واقعيا في غزة جبل جديد في المكان الذي ستنقل إليه تلك الأنقاض.
الجدير بالذكر أن اجتماعا عقد في عمان لبحث شؤون إزالة الأنقاض والمخاطر المتعلقة بعملية إزالة هذه للأنقاض الممزوجة بالقذائف التي لم تنفجر بعد، وسبق أن قام هذا المسؤول الأممي بالعمل على إزالة 7 ملايين طن من الأنقاض في الموصل، وذلك نتيجة الخراب الذي حل بالعراق بعد الغزو الأمريكي، وما تمخَّض عنه من إشكالات عديدة بما في ذلك ظهور داعش التي يرجح أنها نشأت بدعم من القوات الأمريكية ذاتها، وخاضت حربها على الأخضر واليابس والشجر والحجر والبشر، كما تفعل الآن في سوريا بتوجيهات من القوات الأمريكية في التنف.
هذا بالنسبة للركام والأنقاض التي تحتاج إزالتها إلى عشرين عاما على أقل تقدير، ومساحة هذا الدمار تزيد عن مساحة دمار المباني في هيروشيما وناكازاكي معا بعد القصف النووي الأمريكي. أما القتلى في غزة الذين من الواضح أن عددهم سيصل قريبا إلى 40 ألفا، والجرحى الذين سيزيد عددهم قريبا عن 80 ألفا فإن الشفاء من الجراح الجسدية والمعنوية حزنا على الضحايا سيحتاج إلى عشرات الأجيال، كما هي ذكرى جراحات الشعب الياباني من القصف النووي الأمريكي التي يتم تبديل ضمادات ذكرياتها سنويا منذ قرابة 80 عاما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى