• روسيا تحتل المركز الرابع في الناتج المحلي، وتوقيع أول اتفاقية بدون استخدام الأوراق، و” جينيا” الروبوت الروسي يرحب بالضيوف ويمازحهم
كان الحضور العربي في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي فعالا ومميزا هذا العام، وقد حظيت سلطنة عمان بصفة ضيف الشرف في هذا المنتدى وهو السابع والعشرون في ترتيبه الزمني، كما شاركت فيه أيضا على مستويات عالية كل من مصر والسودان وسوريا إلى جانب وفود ورجال أعمال وممثلي شركات عالمية من قرابة 140 دولة من مختلف أنحاء العالم حسب مدير المنتدى أليكسي فالكوف، كما شارك في المنتدى حسب الإعلانات الرسمية أكثر من 17 ألف بمن فيهم ممثلو قطاع الأعمال من أوروبا والولايات المتحدة وكندا ممثلين عن المؤسسات والشركات الروسية.
استمر المنتدى من الخامس وحتى الثامن من يونيو حزيران الحالي، وانعقد تحت شعار” أساس العالم المتعدد الأقطاب هو تشكيل مراكز نمو جديدة” وتضمن عددا هائلا من الفعاليات بما في ذلك أكثر من 150 جلسة حوارية بمشاركة ما يزيد عن 1000 محاور ومتحدث ومشرف في مواضع اقتصادية وسياسية شتى كالحفاظ على توازن القوى في العالم، وبناء عالم متعدد الأقطاب وتوفير ظروف مناسبة للتنمية والتطور وظروف الثقة المالية كمحرك للتنمية الاقتصادية والتجارة الرقمية والخدمات المصرفية وقضايا الأمن الغذائي في العالم والتحديات التي يواجهها قطاع الطاقة والسعي لإيجاد أفضل الطرق والمبادرات التي تساعد على تذليل الصعوبات وغيرها من المواضيع الملحة، ناهيك عن تبادل الخبرات والتعارف وبناء جسور التعاون بشكل عملي.
وقد ساهم الرئيس الروسي مساهمة نوعية مرتين الأولى في حواره مع مدراء وكالات الأنباء الدولية، وقد سبق أن قدمنا عرضا لأهم تصريحاته التي حذر فيها الغرب من التمادي وتجاوز الخطوط الحمراء، ثم في كلمته المطولة في الجلسة العامة قبيل اختتام المنتدى، والتي شارك في الحوارات فيها كل من رئيس زيمباوبيه منانغاغوا والرئيس البوليفي لويس آرسي، وكانت كلمته توضيحية وحتى تفصيلية في بعض الجوانب الاقتصادية والسياسية، وركز في المقام الأول على التحديات التي تواجه الاقتصاد الروسي نقدم الان ملخصا لأهم ما جاء فيها:
انطلق الرئيس بوتن من أن السباق على أشده بين دول العالم لتعزيز سيادتها في مجال القيم الاقتصادية والثقافية، وأن بعض الدول النامية ستحقق نموا يؤهلها أن تلعب دورا هاما في منتصف القرن الحالي، وأن دور وثقل وحتى مستقبل الدول مرتبط بقدرتها على التصدي للتحديات العالمية ومدى قدرتها على التنافس.
وتطرق الرئيس الروسي إلى العقوبات على روسيا وحصارها، مؤكدا أن روسيا لا تزال رغم كل ذلك من أكبر المشاركين في التجارة العالمية، وأن التعامل في الاتحاد الأوراسي يشكل ثلاثة أرباع حجم التبادل التجاري حيث يتم ضمان مصالح جميع المشاركين، وقد ازدادت نسبة ناتجه المحلي بمقدار 3،8%، وتحدث عن مشاريع بالغة الأهمية في مجال تطوير السكك الحديدية باتجاه الشرق، بحيث تصل قدراتها إلى نقل 220 مليون طن وخاصة تطوير طريق الشمال والجنوب. وأن روسيا تحتل المركز الرابع عالميا من حيث الناتج المحلي بشهادة البنك الدولي نفسه.
ومن أسطع الأطروحات التي أعلنها الرئيس الروسي في كلمته هذه أن روسيا لا تقوم بتوريد أسلحة بعيدة المدى حتى الآن لخصوم الغرب لكنها تحتفظ بحقها في فعل ذلك ونوه قائلا إذا قام الغربيون بإرسال الأسلحة إلى منطقة المعارك ودعوا إلى استخدامها لضرب روسيا، فلماذا لا يكون لنا الحق في أن نفعل الشيء ذاته؟
ثم أوضح الرئيس بوتن أن الغرب وجه بنفسه ضربة لمؤسساته المالية التي لم تعد موضع ثقة الآن، منوها بأن المعاملات الروسية بالعملة الأجنبية تقلصت بنسبة الضعفين في حين تنامى استخدام الروبل ثلاثة أضعاف في مجال الاستيراد والتصدير، ويتطور باطراد التعاون في مجموعة “بريكس” حتى في مجال الأمن وغيره. وتسعى روسيا لتغيير توجهاتها بحيث تكون حصة الدول الصديقة ما نسبته 76% من حجم التبادل التجاري وأن ترفع من قدرتها على التنافس، وخاصة في الصناعات التحويلية والزراعة والتكنولوجيا.
ومن أهم أطروحات الرئيس بوتن في كلمته هذه إعلانه أن روسيا مستعدة لتقاسم المخاطر مع المستثمرين منوها بوجود 30 مليون مستثمر، وأن الوضع تغير خلال عشرين سنة حيث كان السؤال كيف أحصل على وظيفة في حين السؤال الآن كيف نحصل على الكوادر. وأن نسبة البطالة انخفض بشكل قياسي ولا تزيد عن 2،6% ونوه بأن الاقتصاد العالمي يدخل الآن في مرحلة جديدة من التحديات، وستقوم روسيا بتعزيز التعاون مع أصدقائها في الخارج.
نشير أخيرا إلى أن قرابة ثلاثة آلاف وأربعمئة صحفي غطوا نشاطات وفعاليات هذا المنتدى الدولي، وقد تم في هذا المنتدى توقيع أول وثيقة عقد صفقة بصياغة إلكترونية بحتة بين شركتي SKB Kontur و Interleasing دون استخدام الأوراق والأقلام نهائيا، والطريف في هذا المنتدى لهذا العام أيضا التركيز على الذكاء الاصطناعي وحضوره اللافت في بطرس بورغ حتى أن روسيا قدمت في هذا المنتدى روبوتا اسمه ” جينيا” يستقبل الزوار ويمزح معهم ويجيب عن أسئلتهم