تقارير - ماتريوشكا

كم عدد الأطفال والنساء والشيوخ المسموح لإسرائيل أن تقتلهم من أجل “ضيف” واحد؟

ماتريوشكا نيوز

بهذا السؤال الكبير عَنْوَن الكاتب الإسرائيلي “جدعون ليفي” مقالته الأخيرة في صحيفة “هآرتس” بعد مجزرة “خيام المواصي” البشعة التي أودت بحياة أكثر من مائة ـ والحبل على الجرّار ـ وأصابت المئات من المدنيين الأبرياء في منطقة حدّدها جيش الاحتلال ذاته المكان الآمن الوحيد في قطاع غزّة، مستخدماً في ذلك أحدث صواريخ الفتك الأمريكية التي لم توقف إدارة بايدن تدفّقها على كيان الاحتلال بعكس فرقعات علاقاتها العامة المعاكسة لذلك، وما يسترعي الانتباه أن تأتي هذه المجزرة يوم السبت المقدّس وما أدراك ما “السبت المقدّس” وفق شريعة “التوراة”؟!

استهل “ليفي” مقالته بالقول: “بدأت هتافات النصر على الفور، ولم ينقشع بعد الغبار عن الخيام المهترئة للنازحين في حي المواصي، وخُذوا فرحة واحتفالات نصر مطلق في الإعلام الإسرائيلي.. هذه الفرحة تشير إلى عمق المرض”. مستدركاً بأن “سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية لم تحقق شيئاً سابقاً سوى فرحة الجمهور بإشباع شهوته بالانتقام”. وأردف متسائلاً: “ما هو عدد العمليات الوحشية التي يُسمح لإسرائيل بارتكابها كي تقضي على قائد أو اثنيْن مهما كانوا مستحقّي الموت… لا أحد يسأل هذا السؤال في الإعلام الإسرائيلي، وإذا تجرأ أحد وسأل سيكون الجواب: لا يهمّ هؤلاء إرهابيون ، بقدر ما يلزم أن تقتلوا من المواطنين الإبرياء مقابل أن تقتلوا قائداً واحداً افعلوها”، ويضيف بإن “شعور النصر الوهمي في وسائل الإعلام يدور حول منطقة مساحتها 6.5 كلم يتجمّع فيها 1.8 مليون نازح معدَمين من كلّ شيء. روايات الجيش تقول أن المنطقة التي قصفوها ليست منطقة خيام بل إلى جانبها منطقة غابات مُسيَّجة” متسائلاً باستهجان “غابات في غزّة؟! ” ويتابع “الروايات كانت قتلنا عشرات المُخرِّبين، ولكن الصور التي رآها العالم خيام مدمَّرة أطفال يصرخون صرخات موت.. ولقد تم نقل مئات الجرحى إلى مستشفى ناصر، مستشفى نصفه مدمَّر وكأنه مسلخ.. ولا شيء من هذا يهمّ إسرائيل على الإطلاق”.

ثمّ يعاود “ليفي” تساؤلاته: “كم عدد النساء والأطفال والشيوخ والسكّان العاديّين المسموح لإسرائيل أن تقتلهم.. كم من الدماء يجب أن تُراق حتى تتحقّق شهوة الجيش والمستوى السياسي ليُعلنا النجاح.. مئة قتيل بالتأكيد مسموح بالنسبة لإسرائيل، ألف مسموح، عشرة آلاف، خمسون ألفاً. فقط قولوا لنا كم مسموح لإسرائيل أن تقتل حتى يُعتبر العمل جريمة في نظرها. وفي أي مرحلة يتم وقف المذبحة؟؟” ويختم قائلاً: “الجواب معروف مسبقاً، بقدر ما يلزم، لا يهمّ، بكلمات أبسط بلا نهاية”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى