تقارير - ماتريوشكا

في الحرب، المدارس خارج النطاق. أليس ثمّة قائد عسكري واحد ليقول: “كفى، إلى هنا”؟!

ماتريوشكا نيوز

تحت هذا العنوان كتب البروفيسور “يولي تمير” رئيس الكلية الأكاديمية “بيت بيرل”، ووزيرة التربية والتعليم سابقاً، وكانت من مؤسسي حركة “السلام الآن”، مقالاً في صحيفة “هآرتس” نشرته يوم 15/8 الجاري جاء فيه : “القصف الإسرائيلي للمدرسة في غزة تجاوز الحدود. أصبحنا صورة طبق الأصل مشوَّهة عن أعدائنا. الصور التي تنتشر من غزة سوف تُطارِد كل واحدة وواحد منّا، كما يُفترَض في صور المجزرة في بلدات غلاف غزة، وصور المُخطوفين، أن تُطارِد أي إنسان أخلاقيّ. وكذلك، أيضًا، كل من يدعم النضال من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية.”؟!

وأضافت : “من المفترض أن تكون المؤسسات التعليمية مناطق محمية وآمنة. لدينا جميعًا، كبني بشر، كآباء وأمهات، كشركاء في جهاز التعليم، مصلحة في إخراج المدارس من بؤر القتال. حماية المدارس هي واجبٌ أخلاقيّ من الدرجة الأولى. إن كان لدينا أي احترام للمؤسسات التعليمية، للعاملين في مجال التربية والتعليم، وللأولاد الذين يتعلمون فيها، فإن القاعدة الأساسية التي يجب أن نتبنّاها هي حماية المدارس، مهما كان الثمن”؟!

واستدرك قائلاً: “صحيح أن المدارس قد تتحول إلى مخابئ لأعضاء “حماس”، وقد تُخفي فتحات إلى أنفاق، ولكن بالرغم من ذلك، الامتناع عن المسّ بها هو الثمن الذي يتعين على جيش أخلاقيّ أن يدفعه مقابل شرعية أفعاله. في أي هجوم، وخاصة إذا كان يُسفر عن قتل عدد كبير من الأشخاص الأبرياء، يُقال للجمهور أنه تم اغتيال قادة كبار في حماس (من تلك البيانات يتولّد الانطباع وكأنّ أي شخص في حركة حماس هو قائد كبير، بهذا الشكل أو ذاك). هذا التفسير لا يبرر قتل الأبرياء. حتى لو كان هنالك شيء من الحقيقة في الادعاءات التي تقول إن أعضاء حماس يختبئون في المدارس، إلا أن النسبة ما بين عدد المصابين والفائدة الأمنية والسياسية التي تجنيها إسرائيل من تلك الهجمات، تدلّ ليس فقط على انعدام تحكيم العقل، والبلادة والاستهتار بحياة سكان غزة، بل تدل أيضًا على حماقة سياسية، وعدم القراءة الصحيحة للساحتين المحلية والدولية”؟!

وتابعت أن: “المزيد والمزيد من السكان التعساء الفارين من رعب الحرب يَعلَقون بين نيرانها، المرة تلو الأخرى. وبطبيعة الحال، فإنّ أي أذى يلحق بالمدنيين من شأنه أن “يبرر” هجومًا مضادًا، وإلحاق أذى بالمدنيين في الجانب الإسرائيلي. أسرى هذه الدائرة الدموية، ينفّذ جنود الجيش الإسرائيلي أوامر ترفرف فوقها راية سوداء. أليس ثمة بينهم ولو واحد على الأقل يقف ليقول: “إلى هنا، كفى!”؟ أليس ثمة قائد عسكري واحد يسأل إلى أين يطلق النار؟ هل تبددت تمامًا ونهائيًا تلك الفكرة القديمة والجميلة عن الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، أو عن طهارة السلاح”؟!

وخلصت إلى القول: “لقد شرعَنَت الطريقة التي يحارب بها الجيش الإسرائيلي الحربَ، ليس أقل من أهداف الحرب. الدفاع هو هدف جدير، الهجوم الوحشي هو عملٌ مشين، مّدان وليس له أي مبرر. آن الأوان للتوقف، مع صرير الفرامل. الحدّ الأول واضح تمامًا. المحافظة على الأولاد وأماكن تعليمهم ولعبهم. يجب وقف الأعمال المبالَغ فيها وغير الناجعة في قطاع غزة، ثم السعي نحو التوصل إلى صفقة وإعادة تأهيل الأطفال في المنطقة، الذين تضرروا جميعًا من انعدام الحدود الإنسانية في القتال. حماية الأطفال هو مطلب متواضع. إن لم نتصرف بموجبه، فسوف نجد أنفسنا (بل ربما قد أصبحنا هناك بالفعل) بين الدول غير الشرعية، التي اشترت حريّتها بممارسات ظُلم لا غفران لها. إذا كان الجيش وقادته يلوذون بالصمت، فمن واجب العاملين في مجال التربية والتعليم إسماع صوتهم، والدعوة إلى تغيير السياسة القاسية، لدى كلا الطرفين، والتي ترى في الأطفال جنودًا صغارًا يستحقون القتل”؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى