بغطاء وتواطؤ أمريكي سافر: كلّهم بن غفير؟! (الجزء الأول)
“يواصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، وعلى الرغم من التغييرات الواضحة والمرئية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعامل معها في مستوى مختلف تماما: بن غفير يغير الوضع بالأفعال، ونتنياهو يواصل العيش في عالم الكلام”؟!
ثلاثة موضوعات نشرتها “تايمز أوف إسرائيل” تدور حول الوزير النازي إيتمار بن غفير، وكيف أنه لم يعد يقود السياسة الإسرائيلية فحسب، وإنما السياسة الرسمية الأمريكية كذلك، ومَن يتبعها ويدور في فلكها طبعاً. الموضوع الأول تحت عنوان: “الولايات المتحد: بن غفير (يزرع الفوضى ويُقوّض أمن إسرائيل) بتصريحاته حول الحرم القدسي)؟! جاء فيه: “وزارة الخارجية الأمريكية (تعيد التأكيد على التزامهما بالحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدسة في القدس)، في الوقت الذي يؤكد فيه الوزير اليميني المتطرف على حق اليهود في الصلاة في الموقع الذي يعد بؤرة توتر. واشنطن – اتهمت إدارة بايدن يوم الثلاثاء وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (بنشر الفوضى) و (تقويض أمن إسرائيل) في أشد انتقاداتها حتى الآن للعضو المتشدد في مجلس الوزراء. جاء بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بعد تصريحات بن غفير في وقت سابق من هذا الأسبوع والتي أعرب فيها عن دعمه لإنشاء كنيس يهودي في الحرم القدسي، حيث رد زعيم حزب(عوتسما يهوديت) بحماسة بالإيجاب عندما سئل خلال مقابلة عما إذا كان سينشئ بيت عبادة يهودي في الموقع المقدس المتوتر إذا استطاع. وقال ميلر إن هذه المبادرة (ستظهر تجاهلا صارخا للوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس). وأضاف أن (التصريحات والأفعال المتهورة المستمرة لهذا الوزير لا تؤدي إلا إلى زرع الفوضى وتفاقم التوترات في الوقت الذي يجب أن تقف فيه إسرائيل موحدة ضد التهديدات من إيران وجماعاتها الإرهابية بالوكالة، بما في ذلك حماس وحزب الله. إنها (التصريحات) تقوض أمن إسرائيل بشكل مباشر”؟!
وأضاف موضّحاً: “جاء البيان في أعقاب انتقاد لاذع أصدره المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي في وقت سابق من هذا الشهر ضد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بسبب معارضة الأخير لصفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار التي تفاوض عليها إدارة بايدن. واتهم كيربي سموتريتش بتعريض حياة الرهائن للخطر. وقال مسؤولان أمريكيان كبيران لـ(تايمز أوف إسرائيل): إن إدارة بايدن عقدت اجتماعا رفيع المستوى في شهر يونيو تم خلاله طرح فكرة فرض عقوبات على بن غفير وسموتريتش وتم استبعاد الفكرة في الوقت الحالي. كما دعا وزير خارجية الإتحاد الأوروبي مؤخرا التكتل لدراسة فرض عقوبات على الوزيرين المتطرفين، إلا أن الإجماع مطلوب بين الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة لتبني مثل هذه الإجراءات، مما يجعل الأمر مستبعدا. وقال ميلر (لقد أوضح مكتب رئيس الوزراء نتنياهو إن أفعال وتصريحات الوزير بن غفير تتعارض مع سياسة حكومة إسرائيل، وقد أدانتها عدد من الأصوات المسؤولة في الحكومة الإسرائيلية. ومن الأهمية بمكان أن تستمر حكومة إسرائيل في ضمان الالتزام بسياستها). وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية (إن الولايات المتحدة تؤكد التزامنا بالحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في الأماكن المقدسة في القدس وستواصل معارضة الخطوات الأحادية الجانب التي تؤدي إلى نتائج عكسية في تحقيق السلام والاستقرار وتقوض أمن إسرائيل)”؟!
واستطرد: “خلال مقابلة مع إذاعة الجيش يوم الاثنين، أعلن بن غفير أيضا أن المصلين اليهود يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها المصلون المسلمون في الحرم القدسي، قائلا إن القانون الإسرائيلي لا يميز بين حقوقهم الدينية. وقال بن غفير(السياسات المتبعة في جبل الهيكل تسمح بالصلاة، نقطة)، مستخدما التسمية اليهودية للحرم القدسي. وأضاف: (ليس الأمر وكأنني أفعل كل ما أريده في جبل الهيكل. لو فعلت كل ما أريده في جبل الهيكل، لكان العلم الإسرائيلي قد رفرف هناك منذ فترة طويلة). وعندما سُئل عما إذا كان سيقيم كنيسا يهوديا في الموقع إذا استطاع، أجاب: (نعم، نعم، نعم، نعم). ردا على تعليقات بن غفير، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا متكررا أصر فيه على أنه (لا يوجد تغيير في الوضع الراهن الرسمي في جبل الهيكل)، لكنه تجنب ذكر شريكه القومي المتطرف في الائتلاف بالاسم. كذلك أكد بن غفير على حق اليهود في الصلاة في الحرم القدسي أثناء جولته في الموقع الشهر الماضي في يوم ذكرى خراب الهيكل (تشعاه بآف). وتم تصوير بعض الزوار اليهود للمجمع في ذلك اليوم وهم يصلون ويسجدون، في انتهاك لتعليمات الشرطة. في حين يسمح القانون الإسرائيلي نظريا لليهود بالصلاة في أي مكان في البلاد، إلا أن المحاكم أيدت منذ فترة طويلة سلطة الشرطة في فرض حظر على صلاة اليهود كجزء من اتفاق الوضع الراهن الحساس الذي يحكم الموقع، والذي يعتبر أقدس موقع في اليهودية وثالث أقدس المواقع في الإسلام”؟!
وخلص للقول: “وجاء بيان وزارة الخارجية الأمريكية بعد يوم من إدانة المملكة العربية السعودية لتصريحات بن غفير، حيث أصدرت المملكة بيانا أشارت إلى الوزير بشكل غير مباشر باعتباره (وزيرا في حكومة الاحتلال الإسرائيلي). وقال البيان (تؤكد المملكة رفضها القاطع لهذه التصريحات المتطرفة والتحريضية، ورفضها الاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين حول العالم)، كما دعا البيان إلى وضع حد (للكارثة الانسانية) التي يعاني منها الفلسطينيون و(تفعيل آلة جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين) عن انتهاكات القانون الدولي”؟!