الوجه الآخر للسلام
“لم تحصل الخوذ البيضاء على نوبل، إلا أن قصتها بدأت باسم السلام و إنتهت بوفاة غامضة لمؤسس المجموعة وبتحقيقات سربت ونشرت لاحقا ربطت اسم الخوذ البيضاء بجرائم لها علاقة بتجارة الأعضاء وتمويل المجموعات الإرهابية. تبقي قصة الخوذ البيضاء ككل قصص الحروب أسئلة كثيرة من دون إجابة. السلام لا يعني إنعدام العنف فقط بل من شروطه تحقيق العدالة”.
لماذا يفشل العالم في تحقيق السلام وماهي حقيقة خفايا جوائز السلام وما الذي يكشفه لنا، المقربون من قرارات صنع السلام؟
يخفي هذا المنزل وسط مدينة إسطنبول في تركيا لغزا دوليا وأسرارا، يخفيها منذ فجر الـ 11 نوفمبر 2019. في ذلك الصباح استيقظت إسطنبول والعالم معها على خبر وفاة جيمس لوميسورييه، وهو ضابط سابق في الإستخبارات البريطانية البحرية والذي كان يسكن في ذلك المنزل، أغلق ملف وفاته بتقرير أفاد بسقوط الضابط البريطاني من شرفة منزله بالخطأ. إلا أن الكثيرين لم يصدقوا هذا السيناريو خاصة أن جيمس ضابط متمرس في السلك البريطاني ممن ارتبطت أسماؤهم بالمهمات الصعبة. أكثرها تعقيدا الحرب في سوريا حيث أسس جيمس مجموعة الخوذ البيضاء، مجموعة عرفت بعد تأسيسها بأنها فريق من المتطوعين لإنقاذ المدنيين رشحت في عامي 2016 و2017 لنيل جائزة نوبل للسلام، لم يتوج الترشيح بالتكريم ولم تحصل الخوذ البيضاء على نوبل، إلا أن قصتها بدأت باسم السلام و إنتهت بوفاة غامضة لمؤسس المجموعة وبتحقيقات سربت ونشرت لاحقا ربطت اسم الخوذ البيضاء بجرائم لها علاقة بتجارة الأعضاء وتمويل المجموعات الإرهابية. تبقي قصة الخوذ البيضاء ككل قصص الحروب أسئلة كثيرة من دون إجابة فأين هي الحقيقة في النهاية وكم من وجه لها؟ والأهم أين ضاع السلام المحتفى به بين كل الوجوه تلك؟
ألوان مبهجة وخطوط سعيدة وابتسامات، بهذه الطريقة يرى الطفل السلام ببساطة، يفسره، يرسمه، ويعرفه، ولكن ما الذي يحصل حين يكبر الطفل فجأة؟ أين تختفي صور السلام الملونة؟ وكيف ولماذا تتفكك ملامح وجهه المبتسم؟ لنفشل ونحن كبار في الإتفاق على تعريفه والتعرف إلى إليه.
شين كونير ” مدير مكتب السلام الدول- برلين” : إنه واحد من أكثر الأسئلة تعقيدا، السلام بتعريف سطحي هو إنعدام العنف إلا أن باحثين كثيرين تعمقوا أكثر في التعريف لأن السلام لا يعني إنعدام العنف فقط بل من شروطه تحقيق العدالة.
ريتشارد فولك “بروفيسور في القانون الدولي” : من وجهة نظري كنا صادقين برغبتنا في دعم السلام، يجب علينا التوقف عن منح جوائز السلام للسياسيين الذين لا يزالون في مناصبهم منخرطين في الشؤون الدبلوماسية وأمور لتعزيز مناصبهم القيادية.
محمد الفاضل محفوظ ” عميد هيئة المحامين في تونس سابقا” : كنا في كل مرة نتساءل هل أن من حصل عليها يستحقها أم لا، ولما حصلنا على هذه الجائزة طرحت على نفسي هذا السؤال إذا صحت العبارة.
أوني توريتيني” محامية وباحثة في حقوق الإنسان”: عندما تبدأ بسوء إستخدامها عندها تبدأ بخسارة قوة تأثيرها.
دان سميث ” مدير معهد ستوكهوام لأبحاث السلام”: أعتقد أن آفاق السلام والأمن في هذا العالم لم تكن بهذا السواد كما هي عليه حاليا، نحن شهود على أقتل و أخطر مراحل السلام في عصرنا. لكل ضيف من ضيوفنا قصته الخاصة مع السلام، دان سميث مدير معهد ستوكهوام الدولي لأبحاث السلام، أحد أهم المراكز البحثية المعنية بملفات السلام والتسلح في العالم.
أوني توريتيني باحثة نوريجية أثارت ضجة كبيرة بكتابها المنتقد بشدة لخفايا الفساد لجائزة السلام الأشهر جائزة نوبل، هجوم شنته أوني بعد بحث إستغرق منها سنوات من التقصي.
محمد الفاضل محفوظ من المتوجين بجائزة نوبل للسلام والذي حصل عليها في إيطارالرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس عام 2015، بصفته حينها عميدا للمحامين في بلاده. بعد مرور كل هذه السنوات كيف يتذكر المحامي التونسي حدث تسلم الجائزة؟ وكيف يقيم تأثيرها على مسار السلام في بلاده؟
البروفيسور ريتشارد فولك، رشح أكثر من مرة لجائزة السلام إلا أنه لم يحصل عليها أبدا، يفوق عمره ال90 عاما، وهو اليوم في تركيا يواصل عمله في أبحاث السلام ومخاطر التسلح النووي، ومشاريع دعم لاجئي الحروب، وفي برلين في مقر المكتب الدولي للسلام، نلتقي المدير التنفيذي للموؤسسة والتي تعد أقدم موؤسسة سلام دولية في العالم، ومن أوائل الحاصلين على جائزة نوبل عام 1910، وهي اليوم من الجهات الأساسية التي تشارك في إختيار المرشحين للجائزة عالما. هناك الكثير من الأشخاص من منظمتنا ومن بينهم مسؤولون كبار سابقون بدؤوا في الفترة الأخيرة بتوجيه إنتقادات عالمية للمعايير المتبعة حديثا للفوز بالجائزة، نتفهم أن هناك مساحة للتغيير أن عن أطر وصية نوبل الأساسية ولكن ليس إلى حد السماح بفوز أشخاص من دون أن يستحقوا ذلك الفوز. في نهاية الأربعينات من القرن العشرين، وبعد حربين عالميتين يرى العالم الحاجة الملحة لتقنين السلام في دساتيره فكانت البداية مع جملة إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب، وهي الجملة التي شكلت السطر الأول من إفتتاحية ميثاق الأمم المتحدة، وكانت الدافع الرئيسي لتشكيل المنظمة الدولية عام 1945. يعرف القانون الدولي السلام في ميثاق الأمم المتحدة، على أنه حالة الحرب والإمتناع عن إستخدام القوة والسلاح أوالتهديد بإستخدامهما ما بين الأمم. إنطلاقا من هنا يمكن القول أن العالم يبتعد عن حدوده السلمية القانونية، حتى الإنفاق على التسلح في تصعد وزيادة عام بعد عام، وقوة الترسنات النووية في إتساع عام بعد عام.
ريتشارد فولك: ما يجري الآن هو التعامل مع القانون الدولي، إنطلاقا من إعتبارات القوة وهذا يؤدي إلى حالة من النفاق الأخلاقي وتسلط القوي على الضعيف وسياسة إزدواجية المعايير وهو ما تجسد مؤخرا بالحرب الروسية الأوكرانية أو ما يمكن إعتباره ضوء أخضر ممنوح لإسرائيل للمضي قدما في عمليات قتل المدنيين في غزة.
دان سميث: هناك تصاعد مهول في عقد المواجهات المسلحة الدائرة في العالم، الكل يتابع روسيا وأوكرانيا وما يحصل في غزة، وهنالك أيضا السودان وإفريقيا وجنوب آسيا، هناك إرتفاع هائل في الإنفاق العسكري عالميا. والذي تجاوز 2,34 ترليون دولار، وهذا المبللغ هو الأضخم تاريخيا. يصدر معهد ستوكهوم لأبحاث السلام تقارير وتحليلات سنوية متعلقة بالأمن والسلام في العالم. في نسخها الأحدث يغلب التشاؤوم على تلك الأبحاث، لتصل الأمور في ستوكهوم المدينة التي أنجبت مؤسس جائزة السلام إلى حد طرح خيار ضرورة تعليقها.
دان سميث: هناك بعض الأشخاص الذين يعملون حقا لصالح السلام في مناطق النزاع، ويسعون لتحسين ظروف الناس العاديين، أعتقد أنه من المهم الإلتفات إليهم حين إختيار من يستحق التكريم وليس صوب السياسيين والقادة الكبار، وفي حال تعذر ذلك ربما يجدر تعليق الجائزة وعدم منحها لأي أحد كإقراربمدى سوء أوضاع السلام في العالم.
ريتشارد فولك: على الجانب السياسي لنستذكر مثلا شمعون بيريز ورابين، حصلا على جائزة السلام وعلى الرغم من أن كان هناك كثيرون حول العالم يربطون إسمين هاتين الشخصيتين تحديدا بدورهما القيادي بقمع الفلسطينيين وهذه تفصيلة تخالف تماما شخصية نوبل والشخص الذي خصص كل ممتلاكته لهذه الجائزة مشترطا منذ البداية خارطة طريق للإلتزام بها. ما الذي أراده نوبل حقا؟ كتاب أوصلتني إليه التحقيقات والتساؤلات الكثيرة التي نسمعها هنا وهناك عن ماهية حقوق السلام وإحتمالات وإمكانيات تحقيقها. الكتاب من تأليف المحامي النرويجي الشهير فريدريك هيفرميل، وخلاصته إتهام نجلة نوبل المانحة للجائزة بخيانة وصية نوبل وتجاوز الحدود القانونية والأخلاقية.يبدأ الكتاب في صفحاته الأولى بديهيا من تلك الوصية وفيها أصر ألفرد نوبل على أن الجائزة الممنوحة بإسمه يجب أن تذهب إلى الشخص الذي فعل الأفضل والأكثر في سبيل تعزيز الحب بين الأمم وتقليص الجيوش الدائمة وتشكيل ونشر مؤتمرات السلام.
أوني توريتيني: كنرويجية لطالما كنت فخورة بأن إسم بلدي مرتبط بأهم جائزة للسلام، وأن بلدي هي التي تمنحها ولكن هناك لحظة مفصلية دفعتني إلى البحث والتشكيك والتساؤل بشأنها هذه اللحظة كانت عندما منحت الجائزة لباراك أوباما عام 2009. باراك أوباما تم ترشيحه للجائزة بعد مرور أقل من أسبوعين على تسلم لمنصبه حين فوزه بالجائزة، كان في منصبه قرابة أشهر فقط، لم يفعل أي شيء من الأمور التي زعمت اللجنة أنه قام بها ليستحق الجائزة، فالسؤال هو ما الذي فعله أوباما لكي يفوز بالجائزة؟ السؤال ذاته تكرر ويتكرر، أوباما لم يكن الأول ولا الأخير من الفائزين إنما المشكك بإنجازاتهم السلمية، أو بنزاهة سجلاتهم الشخصية. في تسلسل زمني تخللته إشارات إستفهام أكثر تعقيدا، من أسماء إرتبطت بذاكرة البشرية بالسلام تجاهلتها الجائزة كورديل هيل غاندي والذي رشح للجائزة 3 مرات دون أن يحصل عليها خلال حياته. وأسماء أخرى إرتبطت بأخبار الحروب والموت وتوجتها الجائزة كهنري كسنجرمستشار الأمن القومي الأمريكي في السبعينات والذي حصد الجائزة بدوره المزعوم في المساهمة في إحلال السلام في فيتنام. وأسماء قيل إنها صنعت السلام لتنخرط بعدها على الفور بحرب دموية، أسماء أخرى منحت الجائزة لتكشف الأيام التي تلتها تورطها في دعم الأفكار المتطرفة، وأسماء رفعتها الجائزة واحتفت بها لتلاحقها وصمة إبادة جماعية بحق شعوبها. تتوقف الكاتبة النرويجية عند هذه الأسماء وغيرها خلال بحثها عما يجري خلف كواليس السياسة بالعموم وحسابات ومصالح أصحاب النفوذ وتصفها على لسانها بفعل الخيانة المستمر.
أوني: لقد تحولت لآداة سياسية وقد بدأ ذلك بعد نهاية الحرب العالمية الثانية من حينها بدأ إنحيازاللجنة بقرراتها وخيراتها مبتعدة عن الحيادية والمصداقية. بعد الحرب العالمية الثانية يمكن القول أن الأمر بات متعلقا أكثر بمساعي التقرب من اللاعب الأقوى وبإرساء التحالفات معه، لذلك كان من اللافت أن أكثر الجوائز صارت من نصيب شخصيات وحكومات ورؤساء من الحلفاء للولايات المتحدة ولسياساتها، وعلى ما أذكر عام 1945 منحت الجائزة لوزير الخارجية الأمريكية كورديل هيل والسبب المعلن لنيلها هو دوره في تأسيس الأمم المتحدة ولكن بصراحة لم يكن بطل سلام وفي رصيده محطات قاطمة. لكنه كان الشخص المناسب لتعزيز التحالف والتقرب من الولايات المتحدة.
ريتشارد فولك: تكريم السياسيين بهذه الطريقة أعتبره تحيزا للغرب القوي، بكلمات أخرى هؤلاء القادة يمثلون على الأغلب دولا غربية قوية، دول النيتو وإذا لم تكن من دول النيتو فهي من الدول الحليفة لها.
أوني: اليوم هناك دائم إحساس يراودك لحظة الإعلان عن الفائزين بالجائزة، وكأن اللجنة تقول هذا ما يناسبنا الآن لذا سندعوه بالسلام. هناك أكثر من 70 جائزة متعارف عليها دوليا لتكريم إنجازات وجهود من دعم السلام وعمل بإسم السلام، وما موبل إلا الأبرز بينها، في مركز الجائزة الأشهر هذه في أوصلو حيث الجدران مزدانة بصور الفائزين بها، وبسطور من أرشيفهم وعن حياتهم، نتسائل هل يكفي إقرار الجائزة والإحتفاء بها؟ أم أن الأمر يتطلب أكثر من ذلك بكثير؟
كيرستي فلوكستاد: أجرينا عدد من الإستطلاعات والإحصائيات وتبين لنا أن أغلب المهتمين بمركزنا والذين يقصدوننا هم من فئة المختصين الدارسين وممن لديهم درجات معينة من التعليم والثقافة، وهذا يفسر ربما إهتمامهم أكثر من غيرهم بقضية كالسلام. من جهتنا ندرك أهمية التركيز على الطلاب وعلى فئة الشباب على تطوير برامج التعليم والتدريب في المجال السلمي والمساهمة في نشر فكرة السلام بين الشباب لإلهامهم على العمل والدفع صوب عالم أكثر سلمية.
محمد الفاضل محفوظ: إستغربت في أول وهلة كنت سعيد لكنني إستغربت، أذكر جيدا أن أحد الزملاء خابرني ليعلمني بذلك وفي نفس الوقت جاءت مكالمة هاتفية من إحدى الإذاعات التونسية دخلت إلى مكتبي في عمادة المحامين آنذاك عندما كنت عميدا للمحامين وأريد التثبت من هذا الخبر، كنت سعيدا وفخورا وأعتبر أن هذا مساهمة من شخصي المتواضع ومن الهيئة الوطنية للمحامين في تاريخ البلاد التونسية أولا، في تاريخ الشعب التونسي وخاصة وأهم نقطة هي ترسيخ ثقافة الحوار، ترسيخ ثقافة السلم والسلام بين أبناء الشعب الواحد وترسيخ ثقافة الحلول السياسية على عيوبها. نلتقي المحامي التونسي بعد مرور نحو عقد من حصوله على جائزة نوبل للسلام في إيطار الرباع الراعي للحوار في بلاده. تونس عموما لم تحسن توظيف هذه الجائزة حسب إعتقادي المتواضع، دون أن ننكر أنه وقع تكريمنا من قبل السياسيين آنذاك ووقع الإعتراف بهذه الجائزة وتثمين الدور الذي قمنا به من طرف رئيس الجمهورية الراحل الأستاذ بايج السبسي ومن طرف مجلس نواب الشعب ومن طرف منظمات المجتمع المدني هكذا كله لا ننكره، وكن هذا التثمين إقتصر على الجانب البروتوكولي إذا صحت العبارة أكثر من التوظيف بما يخدم مصلحة تونس في المستقبل. بعد مضي كل هذا الوقت، تغلب الخيبة على باقي إنفعالاته.
محمد الفاضل: ربما هنا تم تقصير رغم محاولة بعض منا في الرباعي وخاصة أذكر محاولات السيدة وداد بوشماوي والتي حاولت ولكن لم نجد إستجابة لهذا الطلب ومن أجل تثمين هذه الجائزة بما ينعكس إيجابا على الإقتصاد التونسي وعلى التجربة السياسية التونسية وهذا لم يتم حقيقة. تبقى جائزة السلام حدثا جميلا في ذاكرة تونس إلا أنه لم يكتمل، ولكن كم مرة إكتمل فيها الحدث وأين؟ وإن كان السؤال الوجودي الفلسفي الأبدي من أسبق البيضة أم الدجاجة؟ سنضع السؤال هنا والصيغة التالية: ما الذي يجب أن يحل أولا التكريم أم النتيجة؟
أوني: ولكن يبقى بمفهوم قناعتي أن الجائزة يجب أن تكون تكريم لما فعلته وأنجزته وليس تكريم لما يمكن أن تحققه أو تنوي فعله في المستقبل.
دان سميث: نجحت جائزة السلام في إحراز أشياء جيدة بتحفيزها لمسارات السلام كما حصل بالنسبة للجائزة التي منحت لمانديلا في جنوب أقريقيا، وكما كان لها تأثير إيجابي بإعترافها وتقدريها لإتفاق السلام في شمال إيرلندا نهاية التسعينيات وبالمجمل كان لها تأثيرملموس في عدة مناسبات من مواجهة بعض الألاعيب السياسية لذا مرة ثانية مقتنع من أن جائزة السلام كانت ذات فائدة في كثير من الأحيان.
ريتشارد: إنه تعليق حزين سأقوله ولكن في أغلب الأحيان ننظر إلى الشخصيات الأكثر تفانيا من أجل السلام على أنها التهديد الأكبر من قبل المؤمنون بضرورة تعزيز الإعتماد على القوة العسكرية وممن يفضلون الذهاب إلى الحروب لإرساء الأمن وقد تصل هذه الإختلافات إلى حدود متطرفة، إلى حد قتل وإغتيال لتلك الشخصيات البارزة كما حصل مع سادات وربين وغاندي الذي أغتيل كذلك، واسم آخر من أسماء نوبل.
أوني: هل سنحقق السلام يوما؟ بصراحة لا أدري، ولكنني أعلم أننا نمتلك كل الإمكانيات على الأقل لنقترب من السلام أكثرمن أجل ذلك يجب أن نبدأ على إستعاة الثقة فيما بيننا، العالم يزداد إنعزالية وإنغلاقا، فقدنا روابط وتواصل لصالح زيادة العنف والتطرف، العالم لم يعد كتلة واحدة.
شين كونير: في عام 2024، رشحنا 3 مؤسسات روسيا، وأوكرانيا، وبيلاروسيا، من الناشطين الرافضين لقتل الآخر، هم يريدون السلام بين بلادهم وقالوا إننا نرفض القتال وقالوا إن مجموعات كهذه هي التي تحترم وصية نوبل بتكريس المحبة والسلام بين الأمم وعلينا دعمها.
محمد القاضي: يجب العمل من طرف الدول التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان والدول التي هي إنخرطت في المنظومة الكونية لحقوق الإنسان، أن دافع بأقصى السبل وبأحسن الطرق من أجل أن تقف هذه الحروب.
دان سميث: لتحقيق السلام في مناطق كغزة والسودان أنت بحاجة لتعاون دولي مثمر، فهذه العلاقات السامة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين تقف في وجه أي حلول مثمرة وبرأيي الحل الفعال الوحيد تقنيا هو تفعيل المسارات السياسية والذي يتطلب تعاونا بين الأطراف كشرط أساسي.
ريتشارد: إنه سؤال كبير جدا بطيف واسع من طرق الإجابة عليه ولكن المنطلق الأساسي للوصول إلى عالم أكثر سلمية هو اللا تسلح كطريقة لإدارة الأمن العالمي. السلام هو عدم التسلح أو نزع السلاح بكلمات أخرى، بهذه الجملة البسيطة عرف مؤسس الجائزة الأشهر السلام في نهاية القرن التاسع عشر. تعريف بسيط وشامل في آن واحد نعيد تعريفه بصيغ وعبارات مختلفة اليوم ليشير الأطفال لنا بعفويتهم وصدقهم أنه لم يتغير.هي حقيقة بوجه واحد يدركها جيدا من ذاق طعم ورائحة الحرب. وما على العالم سوى عدم نسيانها ونسيان تلك الوجوه التي أجهدها طول الإنتظار لسلام لم يأت بعد.