تقارير - ماتريوشكا

الجرب.. الغائب الحاضر

ماتريوشكا نيوز

” تهدد كارثة وبائية جديدة مخيمات النزوح وسط قطاع غزة مع انتشار مرض الجرب الجلدي، سريع العدوى، والذي تفشى جراء تراكم مياه الصرف الصحي بين الخيام وانعدام النظافة الشخصية بسبب شح توفر المياه والمنظفات.ويعيش نحو مليوني نازح داخل المخيمات ومراكز الإيواء في قطاع غزة، في ظروف معيشية قاسية، ووسط خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة. مخيمات النزوح مقبلة على كارثة وبائية بما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره عبر التكدس السكاني المهول. توفر الأدوية والعلاجات الطبية الخاصة بالأمراض الجلدية في قطاع غزة بـالمعجزة”.

الجرب، قد يبدو للكثيرين مرضا بعيدا من ماضٍ سحيق لكن في مناطق الحروب كسوريا مثلا، كان هناك ولا يزال مئات الآلاف من المعتقلين المحتجزين، وعليهم التكدّس ضمن مساحات محدودة بدون مراعاة للنظافة الشخصية والأمراض المعدية كالجرب. وحتى خارج المعتقلات، أدت حملات التهجير الواسعة التي عانت منها البلاد إلى تجمع عائلات عدة في منزل واحد، مما يصعّب تجنب مثل هذه الأمراض ويجعل الجرب أحد التحديات الصحية في هكذا ظروف.

ما هو مرض الجرب؟ وماهي عوارضه؟

هو مرض ينتقل عن طريق طفيلي صغير جدا، يقوم بعمل أنفاق في الطبقة السطحية من الجلد، ويطرح فيها بيوضه مما يؤدي لحكة شديدة ومزعجة. ينتقل الجرب من خلال التماس المباشر، ولا ينتقل بالسلام أو اللقاء العرضي.

من أبرز أعراض الجرب:

  1. الحكة الشديدة في الجلد، وتزداد حدتها في ساعات الليل.
  2. مسارات متموجة تتكون من بثور صغيرة أو نتوءات على الجلد.

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 400 مليون شخص يصاب بالجرب سنويا، من كل الأعراق والطبقات الاجتماعية، فيما تزداد احتمالية انتشاره في الأماكن المزدحمة كدور الحضانة، والمدارس، والسجون.

لم ينحصر الجرب في مناطق الحروب، بل تعداه إلى الدول الأخرى ويؤكد على ذلك دكتور الأمراض الجلدية الذي انتقل للعيش في تركيا، ويخبرنا أن الجرب مازال يحتل عددا كبيرا من الحالات التي تراجعه في العيادة باستمرار، لذا يبدو أنه مشكلة عالمية لابد من الكتابة عنها والتوعية بطرق العلاج والوقاية المتاحة.

كابوس بالمملكة المتحدة بعد انتشار الجرب.. ما علاقة حرب أوكرانيا؟

أعلن أطباء أن حالات الإصابة بالجرب، تتفاقم في أنحاء المملكة المتحدة، ووصفوا الوضع بالكابوس المهدد للصحة العامة. ويعد البيرميثرين والملاثيون أبرز العلاجات في بريطانيا للجرب، لكن مشاكل سلاسل التوريد بفعل حرب أوكرانيا، رفعت كلفة المواد الخام لتصنيع العلاجين، وخلقت نقصا حادا في السوق وفقا للغارديان.

وقد تفاقمت الحالات شمال إنجلترا بضعف العدد عن شهر تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، وسط كفاح من الأطباء، لسرعة التخلص من المرض، قبل خروجه عن السيطرة.

وقال أطباء الأمراض الجلدية بحسب صحيفة الغارديان إن الوضع أصبح “كابوسا مطلقا”، مع تفشي المرض في دور الرعاية ودور رعاية المسنين والسكن الجامعي.

“الجرب” يهدد مخيمات النزوح وسط غزة 

تهدد كارثة وبائية جديدة مخيمات النزوح وسط قطاع غزة مع انتشار مرض “الجرب” الجلدي، سريع العدوى، والذي تفشى جراء تراكم مياه الصرف الصحي بين الخيام وانعدام النظافة الشخصية بسبب شح توفر المياه والمنظفات.

ويعيش نحو مليوني نازح داخل المخيمات ومراكز الإيواء في قطاع غزة، في ظروف معيشية قاسية، ووسط خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة.

فمنذ بدء العدوان الإسرائيلي، حذرت وزارة الصحة ومؤسسات حقوقية وأممية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين جراء الاكتظاظ وتراجع النظافة الشخصية.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يواجه آلاف المرضى في القطاع الموت نتيجة نقص الأدوية وتدمير إسرائيل معظم المنظومة الصحية في القطاع. فكان يعمد الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر.

معاناة مركبة

في مركز إيواء يطلق عليه اسم “النخيل” بمدينة دير البلح وسط القطاع النازحة الفلسطينية “أم مبارك” أبو خوصة تخبرنا عن معاناتها، قالت أنهم “يعانون من تسرب مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض، داخل المخيم”.

“أصبت بمرض الضغط وأصابتني جلطة دموية، وأولادنا جميعهم مرضوا بسبب الظروف المعيشية والصحية السيئة”.

وأوضحت أن الديدان اجتاحت خيمتهم بسبب انعدام وسائل النظافة أو المبيدات الحشرية، قائلة: “يوميا وفي ساعات الصباح الباكر أشرع بتنظيف الديدان بكنسها للخارج”.

كارثة وبائية مقبلة

حذر سامي احميد، مسؤول لجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي في نقابة الصيادلة، ومدير المركز الطبي في مركز الإيواء، “من كارثة بيئية جديدة في مخيمات النزوح فيما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره”.

وقال: “مخيمات النزوح مقبلة على كارثة وبائية بما يتعلق بمرض الجرب وانتشاره عبر التكدس السكاني المهول”.

وأضاف”منذ 9 شهور لم تقم أي جهة محلية أو دولية أو أهلية بضخ مياه الصرف الصحي لمحطات المعالجة بفعل انقطاع الكهرباء، كما لم تقم برش تجمعات وبرك مياه الصرف الصحي، ما أدى لانتشار الجرب”.

فقدان العلاجات

يصف احميد توفر الأدوية والعلاجات الطبية الخاصة بالأمراض الجلدية في قطاع غزة بـ”المعجزة“، قائلا “هذا الأمر صعب للغاية”.

وقال إن مخازن وزارة الصحة تعاني من نفاد نحو 13 صنفا من العلاجات الخاصة بالأمراض الجلدية.

وعن المستحضر المستخدم في علاج مرض الجرب، يقول إنهم في المركز الطبي يحصلون كل 20 يوما على لتر واحد فقط من هذا المستحضر.

وتابع: “هذا المستحضر قد ينقذ حياة مخيم كامل من الجرب، لكن اللتر الواحد لا يكاد يكفي لـ5 أيام فقط، ما يدفعنا لتخفيفه كي يستفيد منه أكبر عدد من المرضى”.

وأشار إلى أن المستحضرات العلاجية الخاصة بعلاج الحروق وحروق الشمس مفقودة أيضا كما أنها غير متوفرة في الأسواق الخاصة.

عدوى الجرب بين صفوف الأسرى

انتشر مؤخرا و بشكل كبير مرض الجرب -سكابيوس- بين صفوف الأسرى في كافة سجون الاحتلال، وجاء هذا نتيجة جملة الاجراءات العقابية التي فرضتها ادارة السجون على أسرانا البواسل منذ السابع من اكتوبر الماضي، والتي شملت أبسط الحقوق الطبيعية لأي انسان، من ضمنها منع الاستحمام وقطع المياه، سحب كافة مستلزمات النظافة الشخصية من صابون وشامبو ومعجون أسنان، وعدم السماح للأسرى بالحلاقة وقص الشعر، الى جانب حرمانهم من اقتناء ملابس وغيارات داخلية باستثناء الملابس التي يرتدونها، حيث يضطر الأسير الى غسلها وانتظار أن تجف او ارتداءها وهي مبتلة.

كما أن وضع الغرف سيء جدا، فلا يوجد تهوية مناسبة، والحشرات منتشرة بسبب قلة النظافة، وقد تم حرمان الأسرى من مواد التنظيف بكافة أشكالها، علاوة على ما سبق فأجساد الأسرى لا تتعرض للشمس والهواء بسبب الحرمان من الفورة أو تقليصها لفترة زمنية قصيرة جدا، كل هذه العوامل أدت الى انتشار حشرة السوس التي تتسبب في مرض الجرب.

دائرة مفرغة

لا تقف المعاناة عند هذا الحد، فالنزاع والمرض يبدوان وكأنهما يدوران معًا في حلقة مفرغة. فمناعة النظم الصحية تضعف ضعفا واضحا بفعل عوامل: كالتدمير العمدي وغير العمدي للمرافق الصحية. فأعمال العنف تعطِّل توصيل الرعاية الصحية للمحتاجين. وهناك العديد من الأمراض التي يمكن الوقاية منها خلال فترات النزاع المسلح، لكن العجز عن الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية قد يفاقم حالة المريض ما يؤدي إلى الوفاة أحيانًا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى