دولي

تفجير مزدوج في السكك الحديدية الروسية عشية المفاوضات الروسية الأوكرانية

ماتريوشكا نيوز - موسكو

• جرى تفجير الجسرين عن بعد تحديدا أثناء مرور القطارين، وخلف تعطيل الطرقات وأضرار مادية و7 قتلى وأكثر من 79 جريحا

هزت عمليتان إرهابيتان بامتياز الأوساط الشعبية والرسمية الروسية، من خلال تفجير جسرين على خطوط السكك الحديدية، وتحديدا إبان مرور القطارين ما يؤكد التخطيط لهذين التفجيرين، خاصة أنهما وقعا بوقت زمني متقارب في مقاطعتين قرب الحدود مع أوكرانيا حيث تتوجه إليها أصابع الاتهام انطلاقا من أن هذين التفجيرين وقعا قبل يومين وحسب من موعد الجولة الثانية من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول في الثالث من حزيران يونيو الجاري.

حدثان ضخمان من هذا النوع كان لا بد أن يستدعي إبلاغ القيادة العليا، وقد أكد الكرملين أن الرئيس بوتن تلقى ليلا التقارير الاستخباراتية، وكذلك تقارير وزارة الطوارئ حول الحادثين، ويرجح أن تحدد الأجهزة المختصة خلال الأيام القليلة القادمة الجهات التي تقف وراء الحادث مع تقديم الأدلة التي من شأنها أن تثبت هذه الاتهامات، إن توفرت هذه الأدلة.

أما عن حيثيات العملين، فقد أسفر الحادثان المؤسفان على طرق السكك الحديدية في مقاطعتي بريانسك وكورسك عن سقوط ضحايا من المدنيين، والجسر الذي انهار ليلة أمس أثناء مرور قطار ركاب تحته حسب ما اعلنه حاكم مقاطعة بريانسك بوغوماز تعرض للتفجير ما أسفر عن انهياره وهو جسر طريق سيارات، وكان القطار يقل ثلاثمئة وثمانية وثمانين راكبا، وترى الأوساط الرسمية الروسية أنه عمل إرهابي مقصود، حيث أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم سائقا القطار، وإصابة 71 راكبا بجروح مختلفة نقل 47 منهم إلى المشافي لتلقي الإسعافات اللازمة، وهناك حسب حاكم بريانسك ثلاث حالات خطيرة، ونوهت وزارة الطوارئ الروسية بأن ثلاث سيارات مختلفة كانت فوق الجسر لحظة تفجيره عن بعد، وقد سقط حطام الجسر وهذه المركبات فوق القاطرة والعربتين الأماميتين، وذلك في منطقة فيغونيتشسكي حيث تم التفجير في تمام الساعة العاشرة وخمسين دقيقة ليلا حسب توقيت موسكو، ولا تزال لجنة التحقيق تتابع عملها لمعرفة تفاصيل أكثر عن ملابسات الحادث، حيث بات واضحا أن أوكرانيا تحديدا معنية بتنفيذ مثل هذه الأعمال خاصة أن موعد جلسة المفاوضات القادمة بين الجانبين الروسي والأوكراني في الثالث من يونيو الحالي، وهذا يعني أن الحادث تم تنفيذه عشية اللقاء للضغط نفسيا على الجانب الروسي، حتى أن كليشاس رئيس اللجنة الدستورية في مجلس الاتحاد الروسي اعتبر بوضوح أن حادث تفجير الجسر الذي أدى لسقوط الضحايا يؤكد أن أوكرانيا تحكمها جماعة إرهابية حسب تعبيره، وأضاف: ” لقد فقدت أوكرانيا منذ فترة طويلة خصائص الدولة وتحولت إلى جيب إرهابي، بلا حدود، وبلا سلطات وقوانين شرعية. الحل هو تشكيل منطقة عازلة واسعة بما يكفي لمنع الإرهابيين من اختراق أراضينا مستقبلا. يجب أن يتم اجتثاث النازية بشكل تام من الأراضي التي لا تزال تسمى أوكرانيا، ويجب أن يتم نزع سلاحها، ويجب أن يعاد بناء الدولة”.

أما التفجير الثاني فقد تم تنفيذه أيضا عن بعد في مقاطعة كورسك وعلى السكة الحديد، وتم التفجير خلال مرور القطار على الجسر، وحسب المتحدثة باسم لجنة التحقيق سفيتلانا بيترينكو فإن التفجير وقع في منطقة جيليزنوغورسك في مقاطعة كورسك قرابة الساعة الثالثة صباح الأحد الأول من يونيو وقد أدى انهيار الجسر نتيجة تفجيره إلى سقوط القاطرة وعربيتين حيث اشتعلت النيران في القاطرة، وقد أصيب سائق القطار واثنين من مساعديه لكن القطار كان قطار شحن يحمل بضائع وليس قطار ركاب، والأضرار المادية كبيرة عدا عن إعاقة استخدام طريق السكة الحديد وطريق السيارات لحين إصلاحهما وبناء جسر جديد! حيث أغلق الطريق العام أسفل الجسر نتيجة هذه الأضرار حسب خينشتاين حاكم مقاطعة كورسك.

وقد وصفت زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية الحادث بالمأساة واتهمت بوضوح كييف بالوقوف وراءه للتعبير عن حقدها، وترى معظم آراء الشارع الروسي أن مثل هذه الحوادث تعطي مفعولا عكسيا في تأثيرها على المفاوضات حيث سيكون الوفد الروسي أكثر تشددا مع الوفد الأوكراني الذي يتحدث باسم حكومة تقوم بمثل هذه الأعمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى