الجبهة الشمالية: استهداف صفد وردة الفعل الإسرائيلية
تلقّى جيش الاحتلال الإسرائيلي ضربة قاسية في الجبهة الشمالية، حيث تحدّث الإعلام العبري عن رشقة صاروخية كبيرة انطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر قاعدة عسكرية في صفد، سقط على إثرها مجندة وإصابة 8 عسكريين بعضهم في حالة حرجة. وأشارت القناة 14 العبرية أن الصواريخ استهدفت قاعدة القيادة الشمالية في جيش الاحتلال (دادو). من الجدير الذكر، أن حزب الله لم يصدر بياناً يتبنى فيه عملية استهداف القاعدة العسكرية.
ردة فعل المسؤولين الإسرائيليين
سارعت وسائل الإعلام العبرية ووزراء حكومة نتنياهو لا سيما المتطرفون منهم إلى الإدلاء بمجموعة من التصريحات التصعيدية، وكان أولها اعتبار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المعركة بأنها “حرباً فعلية” يشنها الحزب على إسرائيل ودعا “للتخلي عن الفرضية المعمول بها حالياً في الشمال مع لبنان”. كما أضاف الوزير المتطرف “إما أن نبدأ حرباً شاملة ضد حزب الله، أو يقال للمجتمع الإسرائيلي إنه لا توجد حكومة. لقد أصبحنا كيس ملاكمة يتلقى ضربات من حزب الله كل يوم”. أما ليبرمان فقد صرّح تعقيباً على الحدث “الخط الأحمر أصبح راية بيضاء، وحكومة الحرب استسلمت لحزب الله وخسرت الشمال”.
أهمية قاعدة صفد “دادو”
لعل طبيعة الهدف الذي ضربته الصواريخ والعمق الذي تمكنت تلك الصواريخ من الوصول إليه أهم ما يميز هذا القصف، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بالهجوم “الأخطر منذ اندلاع الحرب على الجبهة الشمالية“. وقد أوضحت مصادر إسرائيلية أن القصف استهدف القيادة الشمالية والقاعدة الجوية في ميرون وقاعدة عسكرية في صفد، وقالت إن عدد الصواريخ بلغ 8، وقالت إن حزب الله استخدم صواريخ دقيقة في قصفه على مدينة صفد بالجليل الأعلى، وإن القبة الحديدية فشلت في اعتراض الصاروخ الأخير.
قاعدة “دادو” المستهدفة هي مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الإسرائيلي، والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية، تقع قاعدة “دادو” على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية والتي تحوي عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان.
التوقيت
يأتي قصف صفد بعد يوم واحد من رسائل قوية وجهها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لإسرائيل، حيث أعلن استعداد الحزب لتوسيع نطاق المواجهة إذا ما سعت إسرائيل إلى ذلك.
وقال نصر الله “على وزير الحرب الإسرائيلي الذي يتوعد بتوسيع العمليات الإسرائيلية ضد لبنان أن يدرك أنه إذا شنّ حرباً على لبنان فإن عليه تهيئة الملاجئ لمليوني مهجر إسرائيلي من الشمال لا مئة ألف فقط”. وأكد إطلاق النار من جنوب لبنان لن يتوقف إلا بانتهاء العدوان على غزة.
كما يأتي التصعيد وسط أنباء عن مقترح فرنسي لوقف القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل على جانبي الحدود، تطرق إليه نصر الله في خطابه عندما قال إن “المكاسب السياسية التي يتم التلويح بها لنا من هنا وهناك لن تؤثر علينا ولن تجعلنا نوقف الجبهة”.
وأكد أن الوفود التي أتت إلى لبنان خلال الأشهر الماضية هدفها أمن إسرائيل وإعادة 100 ألف مستوطن إلى المستوطنات الشمالية.
التقييم:
– يحاول العدو ممارسة حرب نفسية مكثفة وبناء زخم لعملياته العسكرية لضرب الحالة المعنوية لدى حاضنة المقاومة ورفع معنويات الجمهور الإسرائيلي ومحاولة تعزيز الثقة في المستوى السياسي والعسكري.
– يبدو من خلال تصريحات بعض أعضاء الحكومة المتطرفون حجم الضغط الذي يمارسونه على نتنياهو مع تلميح غير مباشر لإمكانية الاستقالة، من أجل الدفع نحو تصعيد على الجبهة الشمالية، لكسب المزيد من التأييد الشعبي لا سيما سكان الشمال الذين باتوا اليوم يرفضون العودة إلى منازلهم قبل معالجة الأزمة من جذورها.
– يضغط المتطرفون من أجل تعديل المعادلة مع الشمال لاستعادة هيبة الكيان والردع الذي تآكل وتضرر نتيجة العمليات النوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان.
– إن تطوّر عمليات المقاومة واستخدامها صواريخ دقيقة قد يغيّر المسار ويرسم معادلة جديدة إمّا بالتصعيد التدريجي التراكمي، أو نحو جولة قتالية محدودة أو توسيع حدّة الهجمات دون الوصول إلى الحرب في المرحلة الحالية، ريثما تظهر مسارات معركة رفح، التي قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي.
المصدر: الخنادق