روسيامتابعات - ماتريوشكا

مدفيديف يطالب بطرد سفراء الاتحاد الأوربي من روسيا

• ويعتبر أن العلاقات بين موسكو وواشنطن باتت أسوأ مما كانت عليه إبان أزمة الصواريخ في كوبا

لم يعد سرا على الإطلاق أن العلاقات الروسية الغربية باتت في الدرك الأسفل، ولم تعد ممارسات الشخصيات الغربية تخشى الانتقادات لتجاوز الاتكيت أو الأعراف الدبلوماسية، فقد رفض سفراء دول الاتحاد الأوربي -في سابقة خطيرة- اللقاء مع وزير الخارجية الروسية لافروف الذي أراد تنبيههم بشأن المعلومات المتوفرة حول احتمال التدخل في الانتخابات الرئاسية الروسية.

وقد أعلن لافروف نفسه أنه دعا في وقت سابق قريب سفراء الاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات قبل الانتخابات الرئاسية الروسية موضحا أنه تجمع لديه الكثير من المواد حول استعداد السفارات الأوربية في موسكو للانتخابات الرئاسية الروسية، وحتى آليات التدخل والمشاريع لدعم خصوم روسيا، وأن مثل هذه الأمور لا يحق للسفارات أن تتدخل فيها، ونوه بأنه دعاهم بصفته وزيرا لخارجية البلد الذي هم معتمدون فيه، وأنه كان يود أن ينصح السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية عن حسن نية بضرورة عدم فعل ذلك.

لكن الذي حدث ولم يكن متوقعا هو أن السفراء الأوربيين وبشكل جماعي رفضوا اللقاء مع وزير خارجية البلد الذي اعتمدهم، وأرسلوا مذكرة تقول “قررنا عدم الذهاب للقاء”، جاء ذلك قبل يومين من موعد عقد اللقاء، وتساءل لافروف هل يمكن أن تتخيلوا ما هي طبيعة العلاقات بين دول على المستوى الدبلوماسي يخشى سفراؤها الحضور للقاء وزير خارجية الدولة التي اعتمدتهم؟ ويضيف هل رأيتم شيئا كهذا من قبل؟

طبعا شكل ذلك امتعاضا واستهجانا كبيرين وصل حد مطالبة مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي بطرد سفراء الاتحاد الأوربي منطلقا من تصرفهم غير اللائق، ورفضهم اللقاء مع وزير خارجية البلد الذي اعتمدهم ليمثلوا بلادهم فيه، معتبرا أن تصرفهم يتعارض تماما مع فكرة وجود البعثات الدبلوماسية وتعيين السفراء، داعيا حتى إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع بلدانهم، ما يوحي ببداية قطيعة شاملة.

طبعا رغم أن هذه الواقعة غريبة على الأعراف الدبلوماسية ومستهجنة تماما إلا أن تصريحات مدفيديف لا تعدو عن كونها فورة غضب، وتنبيه قاسي اللهجة لهؤلاء السفراء الذين من الواضح أنهم تشاوروا فيما بينهم، وتوصلوا إلى هذا القرار الجماعي.

يأتي ذلك مع تزايد تردي العلاقات بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا حيث أعلن وزير الخارجية الروسية لافروف أعلن خلال كلمته في إطار فعاليات المهرجان العالمي للشباب أن لدى موسكو معلومات أكيدة عن وجود خبراء عسكريين ومدربين غربيين في أوكرانيا منذ فترة طويلة وأن الأمر لا يقتصر على وجود المرتزقة بل الحديث يجري عن ضباط نظاميون من جيوش دول أخرى بمن فيهم فرنسيون وبريطانيون.

الجدير بالذكر أن الانتخابات الرئاسية التي أراد لافروف تحذير السفراء الأوربيين من التدخل في مسارها ستجري في 17 من مارس- آذار الحالي وتستمر ثلاثة أيام لفترة رئاسية تستمر لست سنوات وبوتن هو المرشح الأوفر حظا للفوز بهذه الانتخابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى