• طهران تعتبر أن الأمر منته في تصفية الحساب على مبدأ واحدة بواحدة وتحذر إسرائيل من ارتكاب خطأ جديد سيكون ثمنه كبيرا جدا
تتوجه الأنظار مع هاجس الانتظار القلق نحو احتمالية عالية بأن يأتي الرد الإسرائيلي قويا وواسعا على الهجوم الإيراني على المواقع الإسرائيلية، وذلك استنطاقا للتصريحات الإسرائيلية قبل الهجوم الإيراني وبعده.
وقد أكدت المصادر الإيرانية أن الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بما في ذلك القاعدة الجوية في النقب، وأسفرت عن أضرار كبيرة، كما أكدت أن نصف الصواريخ التي أطلقت تجاه إسرائيل قد أصابت أهدافها بنجاح، وهذا الإعلان يعني أيضا الاعتراف بأن نصف الصواريخ على الأقل قد تم إسقاطها.
وحسب المعطيات الميدانية فإن الهجوم الإيراني استمر قرابة خمس ساعات بالصواريخ والمسيرات الانتحارية التي زادت عن 200 طائرة حسب المعطيات الإسرائيلية، كما أوضح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بأن أنظمة الدفاع الجوي تمكنت من اعتراض غالبية المسيرات والصواريخ وذلك بالتعاون مع حلفاء إسرائيل الاستراتيجيين والمقصود الولايات المتحدة وبريطانيا -حيث قامت طائراتهما بإسقاط العديد من المسيرات الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل عند الحدود العراقية السورية- واعترف هاغاري في غضون ذلك بسقوط بعض الصواريخ في الأراضي الإسرائيلية، وأنها أحدثت بعض الأضرار دون سقوط ضحايا، لكن هناك حسب اعترافات خدمة الطوارئ الإسرائيلية 31 جريحا بإصابات وصفت بأنها طفيفة.
ومع انتهاء الهجوم الإيراني كفَّ الجيش الإسرائيلي عن توجيه نداءات للسكان بضرورة الاحتماء، لكن المثير هنا هو التوعد برد قاس وقوي على رد إيران على هجوم إسرائيل على قنصليتها في دمشق وتدميرها بالكامل مع مقتل سبعة من كبار العسكريين الإيرانيين.
ويلفت النظر أن إيران أيضا حذرت بدورها إنها سترد بشكل حاسم وواسع النطاق في حال أقدمت إسرائيل على خطأ آخر، والملفت للنظر أن إيران أعلنت بوضوح وفق منطق واحدة بواحدة أنها تعتبر أن الأمر قد انتهى وطالبت الولايات المتحدة بالبقاء بعيدا عن هذا السجال.
في غضون ذلك قطع الرئيس بايدن زيارته إلى ولاية ديلاوير للقاء بمستشاري الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، وأعلن أنه سيقف إلى جانب إسرائيل مؤكدا أن التزام واشنطن بأمن إسرائيل ضد التهديدات الإيرانية ووكلائها لا يتزعزع. لكن المصادر الإسرائيلية أشارت مع ذلك إلى أن بايدن حض إسرائيل على عدم الرد على إيران.
بوادر التصعيد ما زالت قائمة حيث دعا نتنياهو بعد بدء القصف الإيراني إلى اجتماع عاجل لحكومة الحرب الإسرائيلية في مقر الجيش في تل أبيب، وقد اتخذت الدول المجاورة لإسرائيل خطوات احترازية وخاصة في مجال الدفاعات الجوية، وهناك مؤشرات تدل على أن الدفاعات الجوية الأردنية ساهمت في إسقاط بعض الصواريخ الإسرائيلية التي تتصدى للهجوم الإيراني وربما لبعض المسيرات الإيرانية أيضا قبل وصولها إلى إسرائيل حيث قال شهود عيان في عدة مدن أردنية أنهم سمعوا أصوات نشاطات جوية كثيفة، كما لوحظ نشاط مكثف لوسائط الدفاع السورية التي من الواضح أنها سعت لاعتراض الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت لإسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية قبل وصولها إلى الأراضي المحتلة، في حين أسقط الجيش الأمريكي مسيرات إيرانية في منطقتي السويداء ودرعا قبيل الحدود الإسرائيلية، ما يشير إلى أن تشابكا هائلا قد يتم بين القوات المسلحة المختلفة في حال توسعت المواجهات.
بقي أن نشير أن إيران أطلقت عمليا ما يزيد عن 330 مسيرة وصاروخا منها حسب المعطيات الأمريكية 180 مسيرة و36 صاروخا من طراز كروز و110 صواريخ من طراز أرض أرض.
ويلفت النظر أن موجة عالمية من الانتقادات والإدانات وجهت إلى الهجوم الإيراني من مختلف دول العالم، بما في ذلك من بعض الدول العربية، دون أن يؤخذ بعين الاعتبار أن هذا الهجوم جاء ردا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق وتدميرها بالكامل وقتل جميع من فيها.