بصراحة، ومثل أي مواطن مصري أو عربي، سعدت للغاية بأنباء الهجوم المفاجئ الكبير الذى شنه أول أمس الحرس الثوري الإيراني على إسرائيل!
فبعد شهور من الأنباء المحزنة والمحبطة عن العدوان الإسرائيلي الإجرامي على غزة، بكل نتائجه وعواقبه الكارثية، بشريا وماديا، نسمع أخيرا عن هجوم كبير معاكس، تتعرض له إسرائيل، بأرضها وسمائها، بما فيها عاصمتها “تل أبيب”، قوامه 185 طائرة مسيرة بدون طيار، و 36 صاروخ كروز، و 110 صاروخ أرض أرض!
حقاً، إن نتائج الهجوم، وما نتج عنه من خسائر بشرية أو مادية لم تبدو واضحة، وربما كانت فعليا ضئيلة للغاية. ولكن الأنباء التي كانت مؤكدة عن شعور الإسرائيليين بالخوف والرعب وترقبهم لخطر حقيقي يهددهم، واتخاذهم الاحتياطات لمواجهة عواقب ضرب مدنهم، بما فيها تل أبيب، كانت أمرا مريحا نفسيا لي، إنه الحد الأدنى، الأدنى جداً من العقاب النفسي أو المعنوي إزاء المظالم والآلام والأحزان التي يعاني منها أبناء غزة، أطفالها ونساؤها وشيوخها! غير أن الأهم من ذلك في نظري كان هو ما كشف عنه اليومان الماضيان من حجم وعمق الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل. لقد ذكرانا بحقائق صلبة بدا وكأنها غابت أو توارت أو نسيناها في الفترة الأخيرة!
وباختصار فإن ما واجهته خطوة إيران المفاجئة لم يكن مجرد رد فعل إسرائيلي، ولكنه كان رد فعل أمريكي – غربي شامل، حاد وصارم، بل وعصبي للغاية، إزاء التهديد الذي تعرضت له إسرائيل! وتحركت الأساطيل والطائرات الأمريكية والبريطانية لمواجهة الهجمات الإيرانية، وأعلنت الولايات المتحدة عن اسقاط العشرات من المسيرات الإيرانية التى اطلقت على إسرائيل، وارسلت بريطانيا طائرات إضافية للشرق الأوسط لاعتراض الهجمات الإيرانية، ولسان حالهما يقول “سلامتك يا إسرائيل”!… وما تزال إسرائيل تواصل حربها القذرة على غزة!