• موسكو أعلنت أنها ستدمر هذه الطائرات، ولكن الخطورة الكبرى إن انطلقت من مطارات دول مجاورة نتيجة عدم جاهزية المطارا ت الأوكرانية لها
أعلنت موسكو بوضوح أنها ستدمر طائرات اف 16 الأمريكية حال وصولها إلى أوكرانيا، وقد ارتفعت حدة المخاطر من احتمال توسع المواجهة نتيجة بعض الاعتبارات التقنية التي قد تدفع لاستخدام مطارات حليفة لأوكرانيا انطلاقا من أن المطارات الأوكرانية غير مؤهلة تماما كي تنطلق منها هذه الطائرات التي تحتاج إلى مدرجات أطول وأوسع وأرضية أصلب عدا عن الخدمات الضرورية الأخرى ناهيك عن أن القوات الجوية والصاروخية الروسية قد دمرت قسما كبيرا من البنى التحتية للمطارات الأوكرانية.
ولكن هل ستتسلم أوكرانيا فعلا مجموعة كبيرة من طائرات اف 16 خلال بضعة أيام ليس إلا، في حين كانت معظم المعطيات تشير إلى صيف أو خريف هذا العام أو حتى نهاياته، ذاك أن تدريب الطيارين الأوكرانيين يتطلب وقتا طويلا خاصة أنه باللغة الإنكليزية، ومع ذلك فاجأ المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية إيليا يفلاش العالم بتصريح مفاجئ يؤكد فيه أن أوكرانيا ستتسلم دفعة من طائرات اف 16 بعد عيد الفصح، وعيد الفصح بالنسبة للمسيحيين الشرقيين هو الخامس من مايو، وبما أن استخدام عبارة بعد عيد الفصح تعني التحديد الأقرب لهذا الموعد فهذا يعني بعد يوم أو يومين، وأضاف: ” عندما تصل أولى المقاتلات إلى أوكرانيا سنتحدث بشكل أوضح.
الجدير بالذكر أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن كان قد أعلن أن الدفعة الأولى من هذه الطائرات ستصل إلى أوكرانيا منتصف صيف عام 2024 مع الطيارين المدربين، ولكن ليس في الربيع بداية مايو على أية حال.
بعض الخبراء يقول أن أوكرانيا جهزت بعض مطاراتها لإقلاع مثل هذه الطائرات وخدماتها، ولكن بأعداد محدودة، وقد أصرت الولايات المتحدة تجنبا من اشتعال المواجهات المباشرة مع روسيا أن تبقى هذه الطائرات داخل أوكرانيا، وحسب الخبير العسكري الروسي اللواء الطيار بوبوف فإن المطارات الأوكرانية تتعرض لقصف مستمر يستهدف المدارج ومستودعات الوقود ومواد الصيانة، وبالتالي سيكون على الأمريكيين تسليم معدات مختلفة وأمور تقنية عديدة لخدمة هذه الطائرات، ناهيك عن الحاجة إلى عدد كبير من الفنيين المتخصصين، وهؤلاء يحتاجون لفترة أطول من التدريب على شؤون الصيانة، حيث تحتاج طائرة اف 16 بعد تحليقها لمدة ساعة واحدة إلى 16 عشر ساعة من أعمال التدقيق والصيانة.
ومع ذلك ونتيجة وجود ما يشبه التوجيه الضمني بإمكانية أن تتصرف بعض دول الناتو بشكل مستقل في مساعدة أوكرانيا، فإن بولونيا ورومانيا هما المرشحتان لتقديم مطاراتهما لاحتواء طائرات اف 16، ولكن موسكو أعلنت بوضوح أنها ستقصف المطارات التي ستنطلق منها طائرات اف 16 مما يعني تفعيل المادة الخامسة من بنود معاهدة حلف شمال الأطلسي، وهذا يعني نشوب حرب عالمية ثالثة قد تنتقل -وهذا هو الأرجح- إلى حرب نووية.
وعلى أية حال أكدت الدفاع الروسية أن استخدام هذه الطائرات لن يغير من مسار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الأمر الذي يعرفه الغرب جيدا، وقد اعترف حتى أمين عام حلف الناتو ستولتنبرغ بذلك.
وقد تعهدت هولاندا والدانيمارك بتقديم عدد من طائرات اف 16 إلى أوكرانيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، واعتذرت إسبانيا عن دعم هذه المساعدة لكونها لا تملك مثل هذه الطائرات، والطريف في الأمر أن فرنسا وبريطانيا أعلنتا عن عزمهما تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات اف 16 وأعلن رئيس الوزراء البريطاني سوناك والرئيس الفرنسي ماكرون عزمهما على افتتاح كلية طيران لتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة هذه الطائرات رغم أنهما لا تملكان هذا النوع من الطائرات.