صحافة وآراءعربي

استنكار مشروع وطموح ثابت للتغيير الأفضل لاستعادة العراق وجهه العروبي الأصيل 

انتفاضة الشعب الفلسطيني في 7 اكتوبر الفائت ستتواصل رغم القمع والإبادة الجماعية، وستساعد على تحقيق عالم جديد متعدد الأقطاب.
عبّرت مصادر من فصائل المعارضة العراقية عن استيائها من زيارة رئيس حكومة المنطقة الخضراء مع وفد كبير، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يعتبره الشعب العراقي الأصيل مجرم حرب، وخاصة بعد مساهمته العملية في الحرب على غزة، في الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني ذبح الشعب الفلسطيني وتدمير بنيته التحتية بأحدث ما وصلت اليه الترسانة العسكرية الامريكية من أسلحة دمار متطورة، وبعد أن قامت واشنطن على مرأى من التاريخ باستخدام حق النقض- الفيتو لمنع مشروع قرار يقضي بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي وافقت عليه أغلبية ساحقة في مجلس الامن، وذلك للأسف أثناء وجود الوفد العراقي على أعلى المستويات في زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يحمل معنيين رئيسيين: الأول أن الوفد العراقي موافق على هذه الخطوة بصمته وهو في أحضان الأمريكان، والثاني أن الفيتو أظهر استخفافا هائلا بهذا الوفد الذي يفترض أنه ينتمي إلى العروبة.
 من هنا يطرح السؤال نفسه: ألم يشعر هذا الوفد بمدى عمق وقسوة الاهانة والإذلال؟ ترى ألم يكن من الأجدر به أن ينهي الزيارة احتجاجاً على هذا الفعل الشنيع الذي قامت به واشنطن بحركة معهودة من يد مندوبها في مجلس الأمن ما أدى إلى حرمان شعب كامل من حقوقه التي يقرها القانون الدولي.
 ولهذا يطرح الشارع العراقي بجرأة أن حكومة المنطقة الخضراء زادت الطين بلة بتوقيعها اتفاقية الشراكة المستدامة مع الولايات المتحدة، اتفاقية تربط حتى مستقبل العراق عملياً بالإرادة الأمريكية، وتكرس تبعية بغداد لسياسة واشنطن المعروفة بانحيازها للصهيونية، ما يجعلها بمثابة شريك لها بالعدوان على الشعب الفلسطيني، ويظهر اللامبالاة بمشاعر أهالي الشهداء الفلسطينيين والعرب والمسلمين الشرفاء.
وترى فصائل المعارضة العراقية -وتقف معها في ذلك القوى الثورية العربية ومعظم القوى الخيّرة ذات التوجهات الإنسانية في العالم- ⁠ان السياسة العدوانية الامريكية انعكست بأشكال مختلفة على عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، وحتى دول العالم الثالث الأخرى، وبالتالي لابد من أن تعمل قوى المعارضة والقوى الثورية في كل مكان على نقل المعركة إلى عقر دار الأمريكان، وهو ما دعا اليه فصيل من المعارضة العراقية قبل أيام من موسكو “البديل الثوري للتغيير” عبر إذاعة سبوتنيك الروسية الرسمية، والذي كان طرْحُه مبشراً بانتفاضات الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، والتي توالدت بالفعل في وقت متزامن، وتوقع لها أن تستعر وتتسع كتعبير عن بداية هذا التوجه الضروري الشامل، حيث أظهر الطلاب شجاعة ومبدأية عالية في الصمود في وجه عنف وهراوات اجهزة الامن والشرطة الأمريكية، ولم يأبهوا بممارساتها القمعية، بما في ذلك الضرب والاعتقال منتهكة بذلك التعديل الاول للدستور الامريكي، مما فضح الادعاءات الباطلة للغرب الاستعماري الذي يرفع شعارات حرية الرأي والتعبير وحقوق الانسان، ووصل الأمر بالحكومة الأمريكية نتيجة عجزها عن إيقاف الحراك الطلابي الإنساني أن اتهمت روسيا بالوقوف وراء تلك الاحتجاجات.
نذكِّر هنا بأنه في وقت متزامن لزيارة وفد رئاسة حكومة المنطقة الخضراء إلى واشنطن للانصياع للإرادة الإمبريالية الأمريكية، كانت المعارضة العراقية ممثلة “بالبديل الثوري للتغيير” تدعو عبر وسائل الاعلام الروسية يوم التاسع عشر من شهر نيسان المنصرم، للتصدي للممارسات العدوانية الامريكية بالتحرك داخل الولايات المتحدة الأمريكية بما في ذلك عبر الحراك الطلابي الذي ما زال مستمرا حتى أن بعض الجامعات أذعنت لمطالب الطلبة، وأوقفت تعاونها التجاري والاستثماري. مع إسرائيل.
ويلفت النظر توقيت زيارة السفير العراقي في موسكو إلى وزارة الخارجية الروسية حيث التقى السيد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، وكان ذلك بعد ايام من لقاء ممثل المعارضة العراقية المذكورة مع الإعلام الروسي الرسمي وحديثه عن حقيقة الاوضاع المزرية التي تعم المنطقة العربية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص وكل فلسطين بشكل عام، الأمر الذي يفسره البعض وكأنه كان يحتج ضمنيا على ظهور ممثل المعارضة العراقية في وسائل إعلام روسية رسمية، لا سيما ان ممثل المعارضة العراقية وجه دعوة تعد خطيرة جداً قال بها حرفياً: إن أميركا تحاربنا في دولنا ويجب ان نحاربهم في دولتهم.
الرائع أن الجامعات في أوروبا سرعان ما تجاوبت مع وقفة الحق والعدالة التي أججها الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية، والحقيقة أن ما يجري في اميركا وأوروبا من احتجاجات ضد حكومات الدول الغربية والإدارة الاميركية المتصهينة، هو نتاج حتمي وطبيعي لانتفاضة الشعب الفلسطيني البطل في السابع من اكتوبر الفائت، والتي ستتواصل رغم كل حملات الإبادة الجماعية الشريرة، وهذا ما سيشكل منعطفا تاريخياً نحو عالم جديد متعدد الأقطاب، حراك أيقظ ضمائر الإنسانية ضد الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ سبعة عقود.
وكما قال شاعر الطوفان أيمن أبو الشعر حول خيانة المسؤولين للشعوب:
الخِسَّةُ سُمٌّ غدّارٌ في نابِ الأفعى وسْطَ جُحورْ
والطَّعنةُ في الظهرِ تُذِلُّ الغادرَ لا المغدورْ

كاتب

  • د. علي عزيزأمين

    مسؤول المكتب السياسي لتنظيم البديل الثوري للتغيير في العراق. ورئيس مؤسسة بابل للدراسات والأبحاث والإعلام والأخبار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى