دولي

غضب أساتذة الجامعات اليهود على الصهيونية، فمتى تغضب جامعاتنا

بقلم عبد الواحد الجصاني

وقّع (733) أستاذ جامعي يهودي من مختلف الجامعات الأمريكية ، ومعهم بعض الأساتذة الجامعيين اليهود من خارج الولايات المتحدة، يوم الأربعاء 8/5/2024 على رسالة موجهة الى الرئيس الأمريكي بايدن يطلبون منه فيها عدم المصادقة على “مشروع قانون التوعية بمعاداة السامية” الذي أقرّه مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة (320 صوتا مقابل 91) يوم 1/5/2024 ، وتحول الى مجلس الشيوخ للنظر فيه .
مشروع القانون هذا يوسع تعريف معاداة السامية، ويتهم كل من ينتقد إسرائيل بمعاداة السامية، ويطلب من وزارة التعليم الفيدرالية استخدام هذا التعريف الصهيوني لمعاداة السامية في مناهجها.
ونشرت وسائل الاعلام رسالة أساتذة الجامعات اليهود يوم 9/5/2024 ، مع قائمة بأسمائهم ومناصبهم ( الرابط -Statement from Concerned Jewish Faculty – Google Docs).
وقال أساتذة الجامعات اليهود في رسالتهم “إن انتقاد دولة إسرائيل أو الحكومة الإسرائيلية أو سياسات الحكومة الإسرائيلية لا يمثل بحد ذاته معاداة للسامية. وأضافوا (ولذا نحث القادة السياسيين أن يرفضوا أي توجّه لوضع قانون فيدرالي يأتي بتعريف لمعاداة السامية يخلط بينها وبين انتقاد حكومة إسرائيل). وقالوا: (لدينا آراء مختلفة حول إسرائيل، ومهما تكن خلافاتنا فإننا نعارض تعريف “معاداة السامية” الذي اقترحه “التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة “، ولو تحول هذا التعريف الى قانون فيدرالي فإنه سيؤدي الى إسكات اليهود الأمريكان وغيرهم، ونزع الشرعية عن دفاعهم عن حقوق الانسان الفلسطيني وعن انتقادهم لسياسات إسرائيل، وإن خنق النقد لإسرائيل بهذا التعريف يعزز المفهوم الخطير القائل إن الهوية الإسرائيلية مرتبطة عضويا بكل قرار تتخذه حكومة إسرائيل، وهذا التعريف سيزيد التهديدات الحقيقية التي يتعرض لها اليهود الأمريكان حاليا).
هذا وسبق أن عبّر كُتّاب ومثقفون يهود عن رفضهم للخطاب الذي يعتبر أي انتقاد لإسرائيل معاداة للسامية، وايدوا حق الفلسطينيين في التحرر وإقامة دولتهم وذلك في رسالة مفتوحة وجهوها للمجتمع الدولي في 2/11/2023 ونشرتها المجلة الأدبية الإلكترونية (N+1) ووقّع عليها معهم آلاف الفنانين حول العالم، وذكر الكتّاب اليهود في رسالتهم إن مفهوم معاداة السامية استُخدم “لحماية إسرائيل من المساءلة، ولإخفاء حقيقة الاحتلال، وإنكار السيادة الفلسطينية”، وإن المفهوم نفسه يستخدم اليوم “لتسويغ قصف إسرائيل لغزة، وإسكات الانتقادات داخل المجتمع الدولي”.
ويوم 9/5/2024 وجّه 100 استاذ جامعي في برلين، رسالة الى وزيرة التعليم الألمانية أعربوا فيها عن دعمهم لطلبة الجامعات الذين يتظاهرون دعماً للحقوق الفلسطينية.
هذا غيض من فيض الصحوة العالمية ومن الغضب الذي يجتاح العالم في مشارق الأرض ومغاربها على الصهيونية وجرائم الإبادة التي ترتكبها. لقد أعادت غزة تشكيل الرأي العام العالمي، والملفت أن اليهود المنصفون تصدروا مشهد الصحوة العالمية، وجعلوا مهمتنا، نحن أصحاب القضية، أسهل في الدفاع عن الحق الفلسطيني وفي تجريم الصهيونية كحركة عنصرية، وعلى أساتذة الجامعات والكتاب والمثقفين والفنانين العرب أن يغضبوا ويتحركوا لإيصال رسالتهم الى العالم، وأذكّر بمقترحي في المقال (نداء لتشكيل تحالف دولي لمكافحة الصهيونية) أن يتصل أساتذة الجامعات والمثقفون والفنانون العرب بنظرائهم من جميع دول العالم، بضمنهم المنظمات والشخصيات اليهودية المناهضة للصهيونية، لإقامة تحالف دولي لمكافحة الصهــــــــــيونية بهدف تعميق وعي الرأي العام العالمي بحقيقة الصهيونية الــــــــــعالمية وطبيعتها العنصرية ونزع الشرعية الدينية الزائفة التي تختفي ورائها، وتعبئة الرأي العام العالمي لهذا الهدف تمهيدا لتقديم مشروع قرار الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعادة إحياء قرارها لعام 1975 الذي يعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية. إن سقوط الصهيونية كأيديولوجية يعني سقوط الكيان الصهيوني

علمنا التاريخ أن الغلبة في النهاية للشعوب وليس المحتلين. والجيش الصهيوني الذي يوصف بأنه الجيش الذي لا يُقهر هزمه شعبٌ أعزلٌ لا يُقهر، وأثبتت حرب غزة أن الفائز في الحرب ليس من يقتل المزيد من الناس ويدمر المزيد من المنازل، أو يحتل المزيد من الأراضي، بل الفائز هو الذي يحقق أهدافه السياسية ، وحقق شعب غزة المجاهد الصابر أهدافه السياسية وأكثر، وصدق السنوار عندما قال (سنقلب عاليها سافلها) فقد هزم الصهاينة في غزة، وهزمت الصهيونية في أصقاع الارض، إلاّ تلك التي لم يغضب أهلها بعد!!!!

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى