دولي

ثلاثة أعواد قوية خير من عشرة هشة مطواعة

ماتريوشكا نيوز- موسكو

• المقاومة الفلسطينية تنشط، وعمليات بطولية لحزب الله ضد المواقع الإسرائيلية، واليمن تستهدف حاملة طائرات ومدمرة أمريكيتين
هناك تنويع مثير ومؤلم بآن معا على القصة الشعبية المتداولة كثيرا عن الشيخ الذي دعا ابناءه وهو يحتضر ليوحدهم، وطلب من كل واحد منهم كسر حزمة من العصي تم ربطها معا، فلم يستطع أحد فعل ذلك ، فقال حكمته التي صيغت فيما بعد شعرا “تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرت وإذا افترقن تكست أحادا” “1” والتنويع القاسي انطلاقا مما يجري على أرض الواقع هو سرد آخر للقصة بأن أحد أبنائه استطاع تحطيم حزمة العصي، وحين سألوا أباهم: ماذا كنت تود أن تقول لنا؟ قال: لم يُبقِ هذا الابن الوحش لي ما أقوله…
قصة مؤلمة بمدلولها حقا، وهي لا تشير إلى قوة هذا الابن بقدر ما تشير إلى هشاشة هذه العصي التي تمثل للأسف الدول العربية، ومواقفها من الوضع المأساوي في غزة، وخير دليل على ذلك أن هناك دولا أجنبية اتخذت مواقف حاسمة من إسرائيل وسحبت سفراءها ولم يفعل العربان حتى ذلك!!!
فقد تعاطفت دول عديدة مع الفلسطينيين، وقامت جنوب إفريقيا برفع دعوى إلى المحكمة الدولية ضد إسرائيل، وسحبت سفيرها منها، وكذلك فعلت تشيلي وكولومبيا وتشاد والهندوراس وبوليفيا وغيرها… في حين تناول سفراء بعض الدول العربية الإفطار على مأدبة رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ كما لاحظنا في مقالة سابقة ” الخيانة ليست وجهة نظر”.
ومع ذلك ظهر في هذه الحرب الظالمة على غزة ثالوث مقدس مواجه مقاوم حقق الكثير رمزيا وواقعيا، وأقصد التعاضد العملي في العمل ضد إسرائيل ورعاتها وداعميها، ثالوث الأخوة النضالية المقاومة الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، واليمن، وبشكل فعال جدا.
ففي الوقت الذي تتابع فيه إسرائيل حربها الإجرامية على غزة، ويقابلها طبول إعلامية فارغة من التعابير الطنانة العربية، وعبارات الاستنكار تجاه ما تفعله إسرائيل، والتعاطف مع الشعب الذي يتعرض للإبادة الجماعية من بعض الزعماء وكبار المسؤولين العرب، والتي تُذكِّر حقا بدموع التماسيح، ينطلق فريق آخر نحو التصدي المباشر حسب ما يستطيع، وأقصد اليمن وحزب الله اللبناني ليشكلا مع المقاومة الفلسطينية ثالوثا مقدسا رائعا بكل معنى الكلمة.
ونعرض إيجازا ما حققه هذا الثالوث في الأيام الأخيرة فقط:
فقد تمكن الحوثيون من استهداف حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور في البحر الأحمر، وأعلن العميد يحيى سريع الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية ” الحوثيين” أن القوات اليمنية قامت بست عمليات ناجحة في الأيام الأخيرة واستهدفت مدمرة أمريكية بإصابات مباشرة بعدة مسيرات، ناهيك عن استهداف سفنا تابعة لشركات انتهكت قرار حظر دخول موانئ فلسطين المحتلة، ومنها في المحيط الهندي بإصابات مباشرة هذا عدا عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور مرتين خلال أربع وعشرين ساعة بالصواريخ والطائرات المسيرة، وقد اعترفت مصادر الجيش الأمريكي بالغارات اليمنية على السفن الأمريكية والبريطانية مشيرة إلى أنها اعترضت بعض هذه المسيرات والصواريخ في خليج عدن والبحر الأحمر.
ويتابع حزب الله حربه الشجاعة على إسرائيل باستهداف مواقعه بشكل يومي ومؤثر، حيث أعلن عن تنفيذ عمليات موجعة ناجحة ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها في الشمال الفلسطيني وأنجز في اليومين الفائتين وحسب استهداف ثكنة يفتاح وأوقع فيها إصابات محققة، وكذلك مقر قيادة اللواء “769” بصواريخ بركان الثقيلة ما أسفر عن اندلاع النيران فيه وتدمير بعض أجزائه، واستهدف أيضا موقع المرج بتجهيزاته التجسسية ما أسفر عن تدميرها، وقصف مبنى يوجد فيه الجنود الإسرائيليون في القطاع الغربي ومستعمرة نطوعة، وخربة ماعز، ومستعمرة حانيتا، وكتيبة المدفعية “411” في جعتون بالصواريخ، ناهيك عن اسقاط مسيرات للعدو وقصف بعض آلياته بما في ذلك دبابة ميركافا، وقد وثَّق حزب الله كل هذه المعلومات بتصوير عملي وثائقي.
ورغم الظروف الصعبة التي تجعل تحرك المقاومة الفلسطينية شبه مستحيلة تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تحقيق إصابات مباشرة في القوات الإسرائيلية حيث أعلنت القسام الجناح العسكري لحماس أنها قضت على مجموعة من الجنود الإسرائيليين داخل نفق في جباليا وعرضت فيديو عن ذلك بل نشرت صور هويات الجنود الإسرائيليين، وغيرها من العمليات البطولية.
1- في الواقع جرى تحوير للبيت حيث كان مع ما سبقه على الشكل التالي وهو للمهلب بن أبي صفرة:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أفرادا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى