ها قد جاء اليوم الذي تُشلّ فيه يد “الكيان” النازي “الطولى” بصاروخ يمني قادم من الشرق، محلّقاً مسافة تربو على 2000 كلم ولمدة 15 دقيقة، متخطّياً خلالها كافة دفاعات الولايات المتحدة وكبريات دول الغرب الاستعماري المرابطة في البحار والرابضة على برّ بعض الدول العربية للدفاع عن هذا الكيان من خارجه، ومُفشلاً كافة منظومات الدفاع الجوي بمختلف مسمّياتها والتي أُنفق عليها عشرات مليارات الدولارات لتشكّل درعاً منيعاً غير قابل للاختراق لشتّى أنواع المقذوفات التي قد تتجرّا للاقتراب من أجواء الكيان القاعدة العسكرية المتقدّمة التي أرادها الغرب الاستعماري لتطويع المنطقة العربية والشرق أوسطية والهيمنة عليها وللأبد.
لقد حمل فجر اليوم مع شروق الشمس رسالة نارية قادمة من الشرق حيث اليمن الأبيّ، صاروخ يمني مفاجيء أصاب قلب هذا الكيان المتغطرس في مقتل، والذي يتوقّع أن يكون فاتحة لمفاجآت أخرى قادمة، كان كافياً لشل الحياة وإدخال أكثر من مليوني ونصف المليون إسرائيلي في الملاجيء وتعطيل كافة مظاهر الحياة من دراسة وأعمال، ومحدثاً إرباكاً غير مسبوق حتى لدى القيادات السياسية والعسكرية، رغم تكرارها لذات الأكاذيب التي أعقبت “عملية يوم الأربعين” التي ردّت من خلالها المقاومة الإسلامية اللبنانية على جريمة الاغتيال الجبانة التي طالت الشهيد القائد فؤاد شكر “الحاج محسن” وعدد من المدنيين الأبرياء، واستهدفت العقل الاستخباري للكيان مقر 8200، والتي بدأت حقائقها المؤلمة والموجعة تظهر تباعاً مفنّدة كل الأكاذيب ومحاولات الاستخفاف والتهميش المعتادة من هذا الكيان “الأكذوبة الكبرى”، ومعها صهاينة العرب الأذلّاء الذين يحاولون من خلال تبنّي كل الروايات الإسرائيلية إثبات خنوعهم وذُلّهم وتقاعسهم، ويرفضون حتى مجرّد تخيّل وجود مَن يقاوم ويتحدّى ويتصدّى بل ويتجرّأ على هذا “الكيان” المجرم “مثلهم الأعلى” الذي بدأ يتهاوى ويترنّح وسيسقط ويُسقط معه كافة الواهمين والمتخاذلين والمتصهينين المولعين بالمذلّة والارتهان وبيع النفوس وحتى الأوطان بأبخس الأثمان.
وفي الوقت الذي يشارك هؤلاء في إجهاض أي محاولات لفرض حصار بحري من اليمن المقاوم عبر تعويضه من خلال ممر برّي ينطلق من الإمارات “العربية” مروراً بالمملكتين السعودية ” بلد الحرمين” والأردنية “الهاشمية” وشحن ما يحتاجه وبمنتهى الدناءة والوقاحة وبلا خجل أو وجل، يقوم اليمن الجريح بفضلهم هم أنفسهم بإسقاط ما تبقّى لهذا “الكيان” من “ردع” متهالك باستهداف قلبه بصاروخ لا يُصدّ ولايُردّ، وبمنتهى العنفوان والإرادة، مُسجّلاً بذلك سابقة تاريخية ومفخرة إضافية، سيكتبها التاريخ بأحرف من ذهب ونور، مثلما سيكتب التاريخ ذاته في مزابله مواقف الخزي والعار الذي ارتضوه لأنفسهم وبلا مقابل أو حتى مصلحة خاصة.. وقد يكون هذا الصاروخ المبارك مقدّمة لفرض جبهات الإسناد اليمنية واللبنانية والعراقية حظراً جويّاً على “الكيان” المتغطرس بعد ما كرّسه اليمن من حظر بحري محكم رغم كل المحاولات الفاشلة الأمريكية والغربية والتي حضرت بترسانتها البحرية والجوية وبمساعدة عربية خسيسة لفك هذا الحصارالمؤلم لكيانهم المجرم، ويبقى طوق النجاة البري الذي يفترض إغلاقه أسوة بما تقوم به عصابات المستوطنين وبمؤازرة وحماية بل وتوجيهات رسمية التي تستهدف قوافل المساعدات وتتلفها بمنتهى العنجهية والاستمتاع على مرآى ومسمع من العالم وخصوصاً “المتحضّر” الذي يتباكى على جريمة تجويع غزة ويدّعي الحرص على ضرورة إيصال هذه المساعدات الإنسانية، والغريب أن هذه المساعدات المهدورة تأتي من دول الإمداد البرّي ذاتها؟! فهل نشهد إعلاناً تاريخيّاً قريباً لحظر جوي من جبهات الإسناد الميمونة على هذا “الكيان” النازي الذي يتحدّى الإرادة الدولية المعلنة وكافة القرارات والقوانين الدولية والإنسانية بمنتهى الصلف والتوحّش، والذي لا يفهم سوى لغة القوة والقوة حصراً؟؟
لقد بدأ الناطق الرسمي الإسرائيلي الضالع في نسج الأكاذيب منذ “طوفان الأقصى” بان الصاروخ اليمني الأغرّ قد سقط في منطقة خالية ولم يسفر عن شيء، ثم تمادى بالإدّعاء أنه تم إسقاطه، في الوقت الذي كانت فيه التقارير الإسرائيلية ذاتها تبث بالصوت والصورة ما يدحض ويعاكس ذلك، وستظهر الحقائق في قادم الأيام أن هذا الصاروخ المبارك قد أصاب الكيان المجرم في مقتل وقد تمكّن من الإجهاز على البقيّة الباقية من نظريّات “الردع” و “التفوّق” وإن الجيش الأقوى والأقدس في العالم ليس سوى أكذوبة و”بعبع” مصطنع لا يخيف سوى مسلوبي الإرادة فقط، ولمَن لا يعرف فإن ما يُسمّى دولة “إسرائيل” ما هي إلّا عصابات نازية تحولت بظروف تاريخية مناسبة إلى جيش صنعوا منه دولة لا تزال تؤمن وتمارس دور العصابات المجرمة نفسها.
وهنا نستذكر مسلسل الفانتازيا السوري عام 1997 الذي يحمل اسم “الموت القادم من الشرق” ويتحدث عن مدينة آمنة تستولي عليها عصابة من قطاع الطرق ، في إشارة رمزية إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وهو من تأليف الكاتب والممثّل الفلسطيني السوري “هاني السعدي” من مواليد قرية “صفورية” لجأ مع أسرته في نكبة 1948 إلى سوريا وعاش في بداية حياته في مخيم اليرموك، والتي يبدو أن اليمن الأبيّ، يمن الفعل قبل القول، يمن العروبة والإسلام الأصيل، ومعه العراق المشرقي رغم جراحه الغائرة، ونموذج “ماهر الجازي” البطل الأردني المغوار، وما يهبّ من عواصف الشّمال، ستترجم هذا الموت القادم من الشّرق الذي ينتظره بل ويتوقّعه الكيان النازي وصانعيه كذلك.