تعليق إخباري

التحامل على آر.تي يُعرّي “حريّات” الغرب المتوحّش!

بقلم فضل المهلوس

بداية كم يسعدنا أن نتقدّم من “مارغريتا سيمونيان” رئيسة تحرير شبكة آر . تي وكبار مديريها وعموم موظفيها بأسمى آيات التهاني والتبريكات على نيلهم ما يستحقون من “شهادة حسن السلوك” وممَّن، من كبير دبلوماسيي البيت الأبيض اليهودي الصهيوني “أنتوني بلينكن”، وما حظيوا به من دعاية وترويج مجّاني يحتاج لجهود سنوات متواصلة وإنفاق عشرات ملايين الروبلات على أقل تقدير، هذا التحامل الذي يُجسّد القول المأثور: “إذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كامل”.

بعيداً عن الغرق في تفاصيل المفردات والافتراءات التي ساقها بلينكن في تحامله المتوقّع على شبكة آر.تي، والتي تدلل على تعاظم تأثيرها ودرجة الحنق من دورها المتنامي وتعريتها للسياسات الأمريكية ومعها الغربية، وارتهان منابر إعلامها لتلك السياسات، وسقوطها المهني المريع بعد “طوفان الأقصى”، ودرجة تبعيّتها للأجهزة الاستخبارية والأمنية، ومدى استغفالها بل واستغباؤها لشعوبها في سياق ما تقوم به بوعي وقصد من عمليات غسل الأدمغة وصناعة الرأي العام. وهي ذات الاتهامات التي نضح بها بلينكن وكالَها كاتهامات مفبركة للشبكة وبدون تقديم أية أدلّة أو براهين أو حتى التلويح باللجوء إلى القضاء للبتّ في ما ساقه من اتهامات جلّها ليست من اختصاصه أصلاً كوزير خارجية بل من اختصاص “البنتاغون” ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “السي.أي.إيه”. وهو بذلك يحقق فعليّا القول العربي القديم: “كلّ إناء بما فيه ينضح” وينطبق عليه المثل: “رمتني بدائها وانسلّت”. حيث أن كل ما ساقه ينطبق حرفيّاً وفعليّاً على السياسة والإعلام الأمريكي والغربي بحذافيره. ولم يكتف بذلك، بل نصّب نفسه وصيّاً على العالم مطالباً دول الغرب الحليفة لواشنطن باعتبارهم أتباع وليسوا حلفاء، وبقية دول العالم بتبنّي ما ساقه بكونه مسلّمات ونصوص مقدّسة لا يرقى إليها الشك، ولا تحتاج لأية أدلّة أو براهين، بل هي أوامر للتنفيذ فقط دونما نقاش أو جدال.

لقد أصابت ” مارغريتا سيمونيان” كبد الحقيقة بقولها “أن القيادة الأمريكية تفعل ذلك لأنها تخاف من شعبها لذلك تحاول اقتلاع الصوت البارز لكي لا يسمعوه”، مناشدة الأمريكيين بضرورة قراءة خطاب الرئيس الأمريكي المغدور الذي تم اغتياله لمحاولته مجرد التفكير خارج السّرب، مقتبسة قوله: “إن الولايات المتحدة لم تخش الوثوق في إطلاع الشعب الأمريكي على الحقائق المزعجة، والأفكار الأجنبية، والفلسفات المختلفة، والقيم التنافسية لأن الأمة التي تخشى السماح لشعبها بالحكم على الحقيقة والباطل في ظل وجود سوق مفتوحة هي أمة تخاف من شعبها”، ومؤكدة على أن “عقوبات واشنطن لن تتمكّن من إسكات قناتنا ومجموعة روسيا سيفودنيا”.

ولعل ما أقدمت عليه واشنطن، يمثّل تتويجاً لمسلسل طويل من الاستهداف الأمريكي الغربي منذ أكثر من عامين، ويدلل على أكاذيب شعارات “حرية الرأي والتعبير” و “الحريات العامة” و “حقوق الإنسان” التي يتشدّقون بها، ويعاقبون الآخرين بحجّتها، ويعبّر مجدداً عن هشاشة هذا الغرب المتوحّش، ودرجة الانحطاط القيمي والإخلاقي الذي انحدر إليه، ورعبه المتزايد من اقتراب أفول هيمنته وغطرسته، وصوابية دعوات أحرار العالم للتوحّد لتعجيل هذا الأُفول المحتوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى