تعليق إخباري

“يوم الأرض”.. نظرة على تاريخ هذا اليوم وأسباب إحيائه سنويا

"ماتريوشكا نيوز " تعليق إخباري

يُحيي الشعب الفلسطينى يوم 30 مارس من كل سنة يوم الأرض، حيث تأتى ذكرى يوم الأرض فى ظل ظروف مأساوية يعيشها الفلسطينيين تحت وطأة عدوان صهيونى وحشى وإبادة جماعية وتطهير عرقى، وتهجير قسرى وحرب تجويع لم يشهدها العالم من قبل

ويحيي الفلسطينيون، في الثلاثين من آذار من كل عام، في الداخل والشتات- ذكرى يوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثه إلى عام 1976؛ حيث جرت أول مواجهة مباشرة بين المواطنين الفلسطينيين من جهة؛ والمؤسسة الإسرائيلية منذ عام 1948م؛ كانت نتيجتها ارتقاء ستة من الشهداء الفلسطينيين؛ بالإضافة إلى 49 جريحًا ونحو 300 معتقل، والشهداء .. واكتسب يوم الأرض أهمية كبيرة لدى الفلسطينيين، كونه أول صدام يحدث بين الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل، وسلطات الاحتلال، وفق مراقبين.

مظاهرات حاشدة في يوم الأرض

وفي إطار إحياء مناسبة “يوم الأرض” الفلسطيني، تشهد عواصم عدد من البلدان الأوروبية السبت مظاهرات حاشدة دعما لوقف إطلاق النار في غزة، ومطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية فورا. وإن كانت هذه المظاهرات تختلف في بعض تفاصيل مطالبها، كفرض عقوبات على إسرائيل وعدم توريد أسلحة إليها ومعاقبة كبار سياسييها وضباط جيشها بتهم الإبادة الجماعية، إلا أن جميعها تتفق على ضرورة وقف إطلاق النار فورا.

وكانت عواصم عربية شهدت الجمعة تظاهرات حاشدة دعما للفلسطينيين في غزة. وتظاهر آلاف الأردنيين مساء الجمعة قرب السفارة الإسرائيلية بالعاصمة عمان، بالساحة المقابلة للمسجد الكالوتي بمنطقة الرابية، على بعد مئات الأمتار من مقر سفارة إسرائيل لدى المملكة. وندد المشاركون في هتافاتهم “بالإبادة المتواصلة” التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، كما طالبوا بإغلاق سفارة إسرائيل معتبرين أن خطوة استدعاء السفير غير كافية، وهتفوا بإسقاط اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل عام 1994.

وفي المغرب، نظمت 100 مظاهرة في 52 مدينة تضامنا مع غزة. ومن بين المدن التي شهدت المظاهرات طنجة وتطوان وبني ملال وشفشاون والدار البيضاء وأكادير.

كما خرجت مسيرة ليلية جابت شوارع العاصمة الرباط في نفس الإطار، تنديدا بالحرب على غزة.

وفي اليمن، شهدت 12 محافظة مظاهرات حاشدة تضامنا مع غزة، وقد احتشد عشرات الآلاف في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء استجابة لدعوة أطلقتها جماعة الحوثي. ورفع المتظاهرون الأعلام اليمنية والفلسطينية ولافتات منددة بالحرب على غزة ورددوا هتافات منها “الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد”، و”يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين”.

وتحل ذكرى يوم الأرض هذه السنة وسط مزيد من التجريف ونهب المستوطنين الصهاينة للأراضى الفلسطينية فى المدن المحتلة، وعلى وقع توسيع المستوطنات وتشييد أخرى جديدة فى ظل سياسة صهيونية ممنهجة ترمى إلى طمس ومحو الوجود الفلسطينى.

وتعتبر هذه السنة هى عام إبادة للشعب الفلسطينى وإبادة لأهالى قطاع غزة واعتداءات على الضفة الغربية واستيلاء على أراضى الفلسطينيين بكل ما أوتوا الصهاينة من قوة ونهب مساحات واسعة من الأراضى المحتلة وتوسيع الاستيطان.

ورغم كل ما يجرى فى قطاع غزة، سيتم إحياء يوم الأرض ليكون هذا بمثابة رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطينى لا ولن ينسى أرضه ولن يتخلى عنها. حيث يأتى إحياء يوم الأرض وسط أوضاع صعبة يعيشها الفلسطينيين، حيث ازدادت البؤر الاستيطانية بعد 7 أكتوبر بشكل كبير، حيث تم بناء 18 بؤرة استيطانية جديدة فى الأشهر القليلة الماضية.

 

ما هو يوم الأرض ولماذا يحييه الفلسطينيون كل عام؟

وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، وذلك بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلى على آلاف الدونمات من أراضى الفلسطينيين داخل أراضى عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

وتعود بداية الأحداث إلى إعلان الحكومة الإسرائيلية برئاسة إسحاق رابين عام 1975عن خطة لتهويد منطقة الجليل؛ بهدف بناء تجمعات سكنية يهودية على أرض تعود ملكيتها للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين يمثلون الأغلبية في هذه المنطقة، تحت مسمى  “خطة تطوير منطقة الجليل”، تستند بالأساس على مصادرة أراض فلسطينية لبناء تجمّعات سكنية يهودية. بالنسبة لعرب إسرائيل، كان هذا الموضوع خطا أحمرا، فأسس في يوليو/تموز 1975 مجموعة من الناشطين السياسيين والمثقفين في حيفا “لجنة الدفاع عن الأرض”، لتتوسع لاحقا وتصبح “اللجنة القطرية”، وتبدأ الدعوة والتنسيق لإضرابات ومظاهرات معارضة لمشروع الحكومة ومناهضة لم أسمته في حينه ” موجة الاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي”.

في تشرين الأول/أكتوبر 1975، عقد في مدينة الناصرة مؤتمر شعبي بعنوان الدفاع عن الأراضي، اعتبر أكبر مؤتمر من نوعه يعقده فلسطينيو الخط الأخضر منذ سنة 1948.

وعلى الرغم من كل هذا، صادرت إسرائيل في نهاية 1975 نحو ثلاثة آلاف دونم من أراضي قرية كفر قاسم، وفي مطلع شباط/فبراير 1976 رفضت منح تصاريح لفلاحين من قرى عرّابة وسخنين ودير حنّا لدخول أراضيهم في منطقة المل، التي كانت قد صادرتها وحولتها إلى منطقة عسكرية.

وفي 29 شباط/فبراير 1976، صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار جديد لمصادرة 21 ألف دونم من أراض تعود ملكيتها لفلسطينيين في بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد.

قرار الإضراب

رغم التهديدات الإسرائيلية عم الإضراب كافة التجمعات السكانية الفلسطينية من الجليل شمالًا، إلى النقب جنوبًا؛ وخرجت المسيرات العارمة المندده والرافضة لقرار مصادرة الأرض؛ فكان الرد الإسرائيلي لكسر الإضراب، عسكري دموي بقيادة الجنرال “رفائيل إيتان”؛ إذ اجتاحت قواته، المدعومة بالدبابات والمجنزرات، القرى والبلدات العربية الفلسطينية، وشرعت بإطلاق النار عشوائياً، ليرتقي ستة شهداء: أربعة منهم قتلوا برصاص الجيش، واثنان برصاص الشرطة؛ ويصاب العشرات بجراح.

وبعد هذا القرار، عقدت “لجنة الدفاع عن الأرض” اجتماعا في الناصرة يوم 1 آذار/مارس 1976 وقررت الإعلان عن إضراب عام شامل في 30 مارس/آذار 1976، ردت عليه إسرائيل بحظر التجول في قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وطمرة وكابول، ومنعت تنظيم المظاهرات.

وفي 29 مارس/آذار 1976، اندلعت المواجهات مع القوات الإسرائيلية في قريتي دير حنّا وعرّابة، اللتين خرج سكانهما في مظاهرتين أشعلوا خلالهما إطارات السيارات وأغلقوا الشوارع، فأطلقت عليهم قوّات من الجيش والشرطة الرصاص الحي وأصابت عددا كبيرا منهم.

وامتدت الاحتجاجات إلى سخنين، حيث أغلق المتظاهرون الطريق الرئيسي وعرقلوا وصول الآليات العسكرية إلى عرابة ودير حنا، ورشقوها بالحجارة والزجاجات الحارقة.

وفجر 30 مارس/آذار 1976، داهم الجيش الإسرائيلي قرى وبلدات سخنين وعرّابة ودير حنّا والناصرة وطمرة والطيبة وباقة الغربية والطيرة ونحف والمغار ودالية الكرمل وكفر قاسم وكفر قرع وقلنسوة وجلجولية، ومدينتي حيفا وعكا، حيث قمع المظاهرات واعتقل عددا من الشخصيات السياسية.

قتل خلال تلك المواجهات ستة فلسطينيين وجرح 49 واعتقل أكثر من 300، لكن صداها وصل إلى خارج حدود الخط الأخضر، حيث شهدت الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء في لبنان وسوريا إضرابات تضامنية، وبات الفلسطينيون من ذلك التاريخ يحيون هذه المناسبة سنويا.

في إطار إحياء مناسبة “يوم الأرض” الفلسطيني، تشهد عواصم عدد من البلدان الأوروبية السبت مظاهرات حاشدة دعما لوقف إطلاق النار في غزة، ومطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية فورا. وإن كانت هذه المظاهرات تختلف في بعض تفاصيل مطالبها، كفرض عقوبات على إسرائيل وعدم توريد أسلحة إليها ومعاقبة كبار سياسييها وضباط جيشها بتهم الإبادة الجماعية، إلا أن جميعها تتفق على ضرورة وقف إطلاق النار فورا.

ليبدو جلياً إن معركة الأرض لم تنته في 30 آذار 1976؛ بل هي مستمرة حتى يومنا هذا. ونستطيع أن نقول أن كل الأيام الفلسطينية هي بمثابة “يوم الأرض”؛ ففي كل يوم تصادر حكومة الاحتلال العنصرية الأرضي الفلسطينية، وتبني المستوطنات، وتهدم المنازل وتهجر السكان.

وفي هذا السياق  صادقت الحكومة الإسرائيلية  في 29 شباط 1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينين من بلدات سخنين، وعرابة، ودير حنا، وعرب السواعد؛ لتخصيصها لبناء المزيد من المستوطنات؛ علماً بأن السلطات الإسرائيلية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 1948 حتى 1972 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث؛ إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 1948.

وفي أعقاب قرار المصادرة، اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي التي انبثقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري في مدينة الناصرة في 18 تشرين الأول 1975؛ لبحث آخر التطورات، وسبل التصدي لعملية المصادرة؛ واتفقوا على إعلان إضراب عام وشامل لمدة يوم واحد في 30 آذار 1976.

وسارعت السلطات الإسرلائيلية  في 29 آذار 1976 إلى إعلان حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة ، وكابول- من الساعة الخامسة مساءً. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن جميع المظاهرات غير قانونية؛ وهددت بإطلاق النار على “المحرضين”؛ بهدف منع تنفيذ الإضراب.

في المحصلة رغم الدماء التى تراق يوميا يظل الشعب الفلسطيني صامدا، فهو شعب لا ولن يتخلى عن أرضه والدفاع عن هويته ومقوماته.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى