دولي

الناتو مع قصف العمق الروسي غير آبه بالعواقب المدمرة

ماتريوشكا نيوز - موسكو

• موسكو تعتبر تصريحات ستولتنبرغ المؤيدة لقصف عمق الأراضي الروسية غباء وقلة عقل

تُذكِّر تصريحات الناتو وتصرفاته عموما بنزق مراهق غبي لم يستطع أن يقتلع لغما مغروسا في الأرض، فراح يضربه بمطرقة حتى أصاب “صاعقَه” فانفجر به وقتله، وقتل من حوله..

إذ لم يكتف الناتو بتقديم الأسلحة والدعم اللوجستي لأوكرانيا وإرسال العديد من جنوده وخبرائه تحت غطاء المرتزقة، بل راح يشجع الولايات المتحدة والدول الغربية المترددة في إعطاء الضوء الأخضر لكييف بقصف عمق الأراضي الروسية، فقد أعلن ينس ستولتنبرغ أمين عام حلف الناتو بأن السماح لكييف بتوجيه ضربات صاروخية بعيدة المدى نحو عمق الأراضي الروسية لن يؤدي إلى التصعيد مع روسيا -أي وكأنه لم يسمع بتحذيرات الكرملين- مؤكدا أنه يدعم تلك الدول التي دعت إلى السماح لكييف باستخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى ضد روسيا ومن بينها فرنسا وبريطانيا.

هذا الموقف دفع بماريا زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية إلى إجابة أحد الصحفيين الذي نوه بتصريحات ستولتنبرغ باعتبارها مؤشرا على جرأة الناتو لتخطي خطوط الرئيس بوتين الحمراء ساخرة بالقول: هناك عبارة مفادها أن قلة العقل شجاعة، هذا تحديدا ما يمثلهم، الأمر لا يتعلق بالخطوط الحمراء أو بخطوط ذات لون آخر، الأمر مرتبط بالحكمة والفطرة السليمة”.

وكان دميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الكرملين قد أكد أن تجاهل الغرب تحذير الرئيس فلاديمير بوتين من عواقب السماح لكييف بقصف الأراضي الروسية بالأسلحة الناتوية أمر محفوف بالمخاطر. وقد جاء في تحذير الرئيس الروسي أن مثل هذا الانعطاف سيعني أن الغرب انخرط مباشرة في المواجهة مع روسيا انطلاقا من أن كييف لا تملك الأقمار الصناعية ولا التقنيات اللازمة لإطلاق مثل هذه الصواريخ، وبالتالي سيجبر موسكو على اتخاذ إجراءات جوابية، الأمر الذي نوهت به “ماتريوشكا نيوز” في مقالة سابقة قبل أيام.

وسيشهد الأسبوع المقبل امتحانا بالغ الخطورة، حين يُقدِّم الرئيس الأوكراني زيلينسكي مخططه -الذي يقول هو نفسه عنه أنه اكتمل- للرئيس بايدن، وكذلك للمرشَحين هاريس وترامب، ويلفت النظر في هذا المجال أن يزلينسكي نفسه لم يعد كما يبدو من تصريحاته مهتما بتحقيق حل سلمي، وانخرط تماما في لعبة محاربة روسيا كبيدق في يد الغرب، حيث وصف تصريحات ترامب بأنه سيحل بيوم واحد سلميا النزاع في أوكرانيا، بأنها تصريحات دعائية لاستخدامها في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية.

نشير أخيرا إلى أن زيلينسكي سيزور الولايات المتحدة خلال أيام قليلة للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمة بهذه المناسبة، والأرجح أن فحوى كلمته الجديدة لن يخرج عن إطار كلمتيه السابقتين، اللتين تمحورتا حول كيل الاتهامات إلى روسيا، وتصوير أوكرانيا كطفل بريء، والله أعلم بمدى تورط أوكرانيا بقتل شعب دونباس ثمانية أعوام متتالية، وأنها أشبه بشرير شرس لا بطفل بريء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى