لولا تمسّكنا بقيمنا النبيلة وأخلاقنا الحميدة التي يفتقر لها الأمريكان والغرب عموماً، لما كان للضابط في سلاح المدرعات الإسرائيلي ومراسل نتنياهو الحربي آموس هوكشتاين، أن يستقبل من أصغر عامل خدمات في مطار رفيق الحريري الدولي، وهو الذي كان مجرّد نكرة في جيش “الكيان” النازي الذي فرضه على إدارة بايدن مجمع الأغبياء بشهادة المفكّرين والعقلاء الأمريكان أنفسهم، وغدا ساعي بريد لهذا “الكيان” المجرم ويتشرّف باستقبال القادة والقامات اللبنانية، ولأن الأصل غلّاب نسي أنه يمثّل الدولة الأعتى في تاريخ البشرية، والتي تتوهّم أنها لا زالت تقود العالم الذي نفض في غالبيته يده منها، وعاد إلى اسرائيليته الذي لا زال يتمتع بجنسيتها والولاء المطلق لها، وبات يُكرر عنتريات نتنياهو وعصابته بصورة وقحة، تستوجب طرده أو أسره كونه عسكري إسرائيلي وعدم السماح له بمغادرة لبنان. وخصوصاً بعد أن هدد لبنان بالتدمير الشامل أو الاستسلام لشروط كيانه المذلة والمتعجرفة، وبعد أن أعلن المشاركة الفعلية الأمريكية بالحرب على لبنان. وذلك بتصريحه مباشرة بأنه كان من الممكن التوصل الى حل، لكنه قوبل بالرفض والأمور خرجت عن السيطرة.. أي، أعطى الايعاز بشن المجازر والتدمير باستخدام الأسلحة المحرّمة التي جرى تسليمها للكيان المجرم حديثاً مع منظومات الدفاع الجوي بقيمة حوالي 6 مليارات دولار من دافعي الضرائب من الأمريكان الذين هم بأمس الحاجة لها.
أما وقد وصل الأمر لهذا الحدّ، فإن استقلال وسيادة لبنان تقتضي طرد السفيرة الأمريكية في عوكر التي باتت تجاهر بالتآمر على لبنان وفرض الوصاية عليه، وإغلاق السفارة التي تغص بضباط الموساد بأقنعة أمريكية، وعلى جيش الوطن اللبناني تنفيذ ذلك بدل أن يجعل من قواه حائط صدّ لها ولباقي سفارات الغرب المتآمر على وحدة وسيادة واستقلال لبنان، وليعود ليمارس دوره المنوط به في حماية الوطن اللبناني من الأعداء كتفاً بكتف مع المقاومة اللبنانية شريكه في المصير، وخصوصاً بعد وضعه على لائحة الاستهداف الإسرائيلي المتمادي، ليحقق في الميدان الحقيقي شعار: كُلُّنا للوطن.