صحافة وآراء

جيش المرتزقة اللقيط!

بقلم فضل المهلوس

بعد كلّ هذه الحقائق من المصادر الإسرائيلية نفسها، يقف إعضاء الكونغرس الأمريكي المتصهيَن مصفقاً مراراً وتكراراً لمجرم الحرب المطلوب للعدالة الدولية النازي البولندي “بنزيون ميليكوفسكي” وهو يتحدّث عن “الجيش المقدّس الأكثر أخلاقية في العالم”.

كشفت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية: “أن نتنياهو بحث مع نظيره الألماني تجنيد 100 ألف مرتزق من السوريين المقيمين في ألمانيا مقابل منحهم الجنسيتين الإسرائيلية والألمانية ومنزلاً في فلسطين وسيارة وراتب”، وأشارت إلى أنه “سوف تغادر أول طائرة تجاه فلسطين المحتلة وتحمل أول دفعة من المرتزقة السوريين”، ويُعوّل على هؤلاء المرتزقة القتال بشراسة ضد الفلسطينيين واللبنانيين، تعبيراً عن مدى إخلاصهم ووفائهم لهذا “الكيان” الأشد فتكاً من النازيين الألمان، مرتكب ما يدّعونه محرقة “الهولوكست” بحق الجماعات اليهودية خلال الحرب العالمية الثانية التي أشعلها الغرب الاستعماري، مثلما أشعل الحرب العالمية الأولى، واللتان حصدتا عشرات الملايين من القتلى والجرحى والمعاقين، وأحدثتا دماراً كبيراً على امتداد العالم، ومهّدتا لمشروع الغرب الاستعماري ذاته بإنشاء “الكيان” الإجرامي من بقايا الجماعات اليهودية الناجية من حروب الغرب المتوحّش المدمّرة.

وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد نشرت تحقيقاً صحفيّاً يوم 19/9 الماضي، حمل عنوان “إسرائيل تستخدم طالبي اللجوء في عملياتها العربية في قطاع غزة مقابل مساعدة في الحصول على مكانة قانونية”، كشفت فيه أن: “جهاز الأمن يستخدم طالبي اللجوء من أفريقيا في عملياته الحربية في قطاع غزة وسط تعريض حيواتهم للخطر ويعرض عليهم، في المقابل، مساعدة في الحصول على مكانة قانونية دائمة في دولة إسرائيل.. وحتى الآن، لم يُمنَح أحدٌ من طالبي اللجوء الذين شاركوا في العمليات الحربية أية مكانة قانونية”، مؤكدة على أنه: “يعيش في إسرائيل نحو 30 ألفًا من طالبي اللجوء الأفارقة، غالبيتهم من الرجال الشباب”. وكشفت الصحيفة عن علمها “أن وزارة الداخلية درست إمكانية تجنيد أبناء الجيل الثاني من طالبي اللجوء الأفارقة، الذين تعلموا في جهاز التعليم الإسرائيلي، في صفوف الجيش الإسرائيلي. في الماضي، أعطت الحكومة مكانة قانونية لأولاد عمال أجانب، وقد خدم بعضهم في صفوف الجيش الإسرائيلي”.

وفي السياق ذاته، سرّبت مصادر إسرائيلية كثيرة معلومات عن آلاف المرتزقة من إقليم كردستان العراق، ومن مناطق تركية مختلفة، وبعض جمهوريات الجنوب الروسي، ومن لاجئي أوكرانيا في فلسطين، ودول الغرب الاستعماري، وبعض دول أمريكا الجنوبية وخاصة الأرجنتين، وحتى من بعض الدول العربية ومنها المملكة المغربية. فضلاً عن القتلة المأجورين من الشركات الغربية والإسرائيلية الخاصة. ناهيك عن مجموعات نظامية من نخبة جيوش الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها…

كما كشفت بعض التقارير الإسرائيلية عن عشرات حالات الاغتصاب الجماعي بأبشع صوره لمجندات في صفوف قطعان جيش “الكيان” المجرم، ومنها حالات قام بارتكابها حاخامات متديّنين يدّعون الفضيلة والشرف والعفّة.. وبعد كلّ هذه الحقائق من المصادر الإسرائيلية نفسها، يقف إعضاء الكونغرس الأمريكي المتصهيَن مصفقاً مراراً وتكراراً لمجرم الحرب المطلوب للعدالة الدولية النازي البولندي “بنزيون ميليكوفسكي” وهو يتحدّث عن “الجيش المقدّس الأكثر أخلاقية في العالم”. هذا الجيش الذي اتضح جليّاً أمام العالم أجمع بالصوت والصورة أنه يَقتل ولا يُقاتل، وأنه يستدرج الآخرين للقتال نيابة عنه، وأنه يفتقد لأدنى معاني الإنسانية والقيم والأخلاق، وأنه جيش المرتزقة اللقيط الذي لا مثيل له في التاريخ الإنساني. كيف لا، فالوطن ليس وطنه، والأرض ليست أرضه، وإن إدّعى غير ذلك. وأما مفاهيم “الشرف” و”العفّة” و”العرض” ومثيلاتها فليست واردة في قاموس سلوكه الهمجي.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى