يثير حال الذباب الألكتروني الأعرابي المتصهيَن المموّل ومَن يتفاعل معه من طابور خامس مغفّل الرثاء والشفقة، بعد الزوبعة الإسرائيلية الداخلية الشديدة التي تعرّض لها نتنياهو وحكومته المجرمة من انتقادات لاذعة لفشل وضعف عدوانهم على إيران فجر أمس السبت، حيث أجمعت قيادات المعارضة من سياسيين وعسكريين على فشل وهزال ما أسموه الردّ الإسرائيلي، وتجرأ معهم الإعلام الخاضع للرقابة العسكرية الصارمة في هكذا وصف. وذلك انصياعاً لإملاءات الإدارة الأمريكية الآفلة الحريصة على “الكيان” أكثر من عصابته النازية التي تجاوزت تصريحاتها العنترية المتغطرسة حدود “يا أرض اشتدّي ما حدا قدّي”.
وما يدعو لهكذا رثاء وشفقة، هو تبنّيهم ما صدر من عنتريات إسرائيلية والزيادة عليها، وهم الذين سخّفوا بالأمس القريب عمليّتي الوعد الصادق متجاهلين حتى الاعترافات الرسمية الإسرائيلية ومعها الأمريكية والغربية بنجاعتها وفعّاليتها ونتائجها التدميرية، وانساقوا خلف معلميهم وملقّنيهم سواء الناطق الرسمي باسم جيش “الكيان” اللواء “دانيال هاغاري” أو العلّامة “أفيخاي أدرعي” أوالموجّه العام “إيدي كوهين”.
أمّا وقد حدث ما حدث، وتمخّض الجبل الإسرائيلي عن أقل من برغوث، وتوالدت ردود الأفعال المستنكرة والمتنصّلة من المشاركة العربية في هذا العدوان على السيادة الإيرانية رغم هشاشته وفشله، وممّن؟ من أولياء الأمر وجوقتهم في معظم العواصم العربية، وهو ما أوقعم في “حيص بيص” ما بين طاعة وليّ الأمر أو مواصلة العزف على أوتار “هاغاري” و “أدرعي” و”كوهين”.
ولأننا حريصون على انتشالهم من حالة اليُتْم المحتوم لما ينتهجونه ضدّ العقل والمنطق ومصالح شعوبهم وأوطانهم، ولأننا نعلم حقّ اليقين صعوبة تغييرهم لما اختاروه من نهج وضيع، ننصحهم باختيار طريق السلامة بطاعة وليّ الأمر، وليّ الأمر فقط.