من موسوليني مروراً بالجزائر وحتى أحداث أمستردام كيف تداخلت الرياضة والسياسة؟
“منذ النشأة لم تعرف الرياضة فكرة الإنفصال عن السياسة، ويُعتقد أن السياسة تحتضن الرياضة في كنفها تحقيقا لمصالحها. في كأس العالم سنة 1934 موسوليني في إيطاليا استغل استضافة البطولة للدعاية لنظامه الفاشي وكذلك فعل هتلر مع أولمبياد برلين عام 1938 لدعم النازية. برأيكم هل فعلا ترتبط الرياضة بالسياسة؟ ولماذا ينشأ الشغب بين الجماهير؟”
نشر موقع “بي بي سي” تقريراً بهذا العنوان، جاء فيه: “وسط ترقب كبير لمباراة تقرّب الفائز من كأس العالم، استضاف المنتخب العراقي لكرة القدم نظيره الأردني مساء أمس الخميس، في البصرة، ضمن الجولة الخامسة لحساب منافسات المجموعة الثانية في الدور الثالث الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، في الساعة السابعة والربع مساء بالتوقيت المحلي (4:15 بتوقيت غرينتش). يأتي هذا بعد أيام على تدخل شرطة مكافحة الشغب الهولندية في فض اشتباكات بين جماهير معادية للعرب وجماهير مناصرة للفلسطينيين، حيث كان بعض المهاجمين يطلقون هتافات ضد إسرائيل. في حين أظهرت مقاطع أخرى مؤيدين لإسرائيل وهم يرددون هتافات معادية للعرب قبل مباراة مساء الخميس. فكيف تؤثر السياسة على الرياضة؟”.
الرياضة والسياسة
“منذ النشأة لم تعرف الرياضة فكرة الإنفصال عن السياسة، ويعتقد أن السياسة تحتضن الرياضة في كنفها تحقيقا لمصالحها. في كأس العالم سنة 1934 موسوليني في إيطاليا استغل استضافة البطولة للدعاية لنظامه الفاشي وكذلك فعل هتلر مع أولمبياد برلين عام 1938 لدعم النازية. تخيلوا أن حربا نشأت بين بلدين بسبب مباراة كرة قدم بين السلفادور وهندوراس في 1966، فبعد سلسلة من المباريات انطلقت طائرات السلفادور وأعلنت الحرب وسقط الآلاف من الضحايا. بالعودة لسبعينات القرن الماضي لعبت دبلوماسية (البينغ بونغ) في بطولة العالم لكرة الطاولة دوراً مهماً في تحسين العلاقات بين أميركا والصين، ما أدى إلى زيارات تاريخية بين الفريقين. وخلال الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفياتي قاطعت الولايات المتحدة وعدة دول غربية دورة الألعاب الأولومبية بموسكو عام 1980 احتجاجا على غزو الاتحاد السوفياتي السابق لأفغانستان. وبعد أربع سنوات ردت موسكو وحلفاؤها وقاطعت دورة الألعاب الأولومبية في لوس أنجلوس. جمعت مباراة كرة القدم دولتين شقيقتين بعد 13 عاما من الحرب بينهما في ملعب القاهرة حين جمع ناديا الكويت الكويتي والشرطة العراقي في أول مواجهة عراقية كويتية منذ الحرب بينهما عام 1990. وبالتأكيد لا تزال أصداء مباراة كرة القدم التي جمعت مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم لكرة القدم عام 2010 حاضرة إلى الآن، مخلفة أزمة بين البلدين، ما الذي جرى؟ تبادلت وسائل الاعلام في البلدين الهجوم الحاد وانتقد الإعلام الجزائري بشدة الإعتداء الذي تعرضت له حافلة الفريق الجزائري في القاهرة. قنوات مصرية نددت بما تعرض له مشجعون مصريون في الخرطوم من اعتداءات، فيما هاجم شبان جزائرون مقر بعض الشركات المصرية في الجزائر. عام 2022 قررت هيئات رياضية أوروبية ودولية حظر مشاركة الرياضيين الروس في كثير من المنافسات الرياضية بسبب حرب روسيا على أوكرانيا، وبعد هذا القرار منع المنتخب الروسي من خوض المنافسات المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر بينما سمح له بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024 باعتبارهم رياضيين محايدين، اشترطوا عليهم عدم رفع أعلامهم أو عزف نشيدهم الوطني. أضف إلى ذلك تطور العلاقة بين السعودية وإيران وعودة أندية البلدان للزيارات المتبادلة منذ أن انقطعت عام 2016 بسبب توقف العلاقات الدبلوماسية، لذلك شاهدنا استقبال الإيرانيين الحافل لرونالدو وفريقه النصر السعودي في طهران في سبتمبر 2023. مؤخراً وفي العاصمة الهولندية، وفي أعقاب مباراة نادي (مكابي تل أبيب) الإسرائيلي وأياكس أمستردام الهولندي ، أظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الإجتماعي تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات اندلعت بين مشجعين إسرائيليين وعرب مؤيدين لفلسطينيين. هذه المقاطع أظهرت مؤيدين لإسرائيل وهم يرددون هتافات معادية للعرب قبل المباراة فيما انتشرت مقاطع لبعض المشجعين يطلقون هتافات ضد إسرائيل في مقاطع أخرى”.
“برأيكم هل فعلا ترتبط الرياضة بالسياسة؟ ولماذا ينشأ الشغب بين الجماهير؟”