• زيلينسكي يمكن أن يتنازل حتى عن بعض أراضي أوكرانيا بشكل مؤقت لإيقاف الحرب الساخنة، شريطة أن يضمن الناتو أمن أوكرانيا
بدأت بالظهور بوادر جدية لقبول أوكرانيا تقديم تنازلات عن بعض أراضيها لتحقيق السلام وإنهاء الحرب الساخنة عبر المفاوضات على أن تحصل كييف على حماية حلف شمال الأطلسي، ترافق ذلك مع تلميحات من واشنطن بقبول مساعي أوكرانيا هذه مع تأكيدها على استمرار الدعم العسكري ولكن دون إرسال أسلحة نووية لكييف.
هذا ملخص لآخر وأهم الأخبار يما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، ولنحاول الآن أن نفصل فيه قليلا:
أبدت الأوساط السياسية والإعلامية الدولية اهتماما كبيرا بتصريحات الرئيس الأوكراني زيلينسكي الأخيرة، والتي يشير فيها إلى استعداده لإنهاء الحرب عبر التفاوض مع روسيا على أن يكون الناتو ضامنا لأمن الأراضي الأوكرانية، وهو ينوه إمعانا في الموضوعية بأنه يقصد الأراضي التي تقع تحت سيطرة كييف، ثم يوضح أن ذلك سيكون مؤقتا بحيث يشمل ضمان الأمن من الناتو فيما بعد جميع أراضي أوكرانيا، مع الإشارة المهمة هنا إلى تلك الأراضي التي ينوي استرجاعها بالطرق الدبلوماسية من روسيا، بمعنى أن زيلينسكي يرى إمكانية الانضمام إلى الناتو أمرا واقعيا، وقد يكون قريبا كما لو أنه نسي أو تناسى أن السبب الرئيسي لنشوب هذه الحرب هو احتمال انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، ولكن الخطوة بحد ذاتها أمر نوعي كون زيلينسكي نفسه كان قد كرس قانونا يمنع المفاوضات مع روسيا…
وفي إطار ردود الفعل على هذا الطرح النوعي أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن كييف تستطيع اتخاذ قرارتها بنفسها دون تدخل خارجي، بمعنى أن واشنطن موافقة حتى على تنازل كييف عن بعض أراضيها، ولكنها تريد أن تظهر بأنها لا تتدخل بشؤون وقرارات أوكرانيا السيادية، وكأن الناس لا يدركون جميع خيوط المسرحية حتى أن زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية علقت على تصريحات سوليفان حول موقف زيلينسكي الأخير باعتبارها خيانة للرئيس الأوكراني الذي وفق زاخاوروفا كان عليه أولا تجنيد الأطفال ثم بعد أن يفنى هؤلاء الأطفال الذين يزج بهم في الحرب إرضاء للأمريكان بعد أن أهلكوا جل شبابهم، ثم يبدأ بالتنازل عن الأراضي، وأن هدف الغرب والولايات المتحدة لم يكن مساعدة أوكرانيا بقدر ما هو للإلحاق الضرر بروسيا، الجدير بالذكر أن سوليفان أعلن أن الولايات المتحدة ستقدم مزيدا من الأسلحة التقليدية إلى أوكرانيا لكنها لا تفكر في إرسال أسلحة نووية لها، وأن هذا الموضوع ليس على جدول أعمال البيت الأبيض وأن واشنطن لا تفكر في استعادة أوكرانيا للأسلحة النووية التي سحبت منها إبان انهيار الاتحاد السوفييتي. الجدير بالذكر أن صحيفة نيويورك تايمز كانت قد ذكرت أن عودة الأسلحة النووية إلى أوكرانيا يمكن أن تشكل ردعا حقيقيا لروسيا، مع التنويه بحجم المشاكل والعواقب التي ستترتب على خطوة كهذه، طبعا من الواضح أن الأمر لا يعدو عن كونه استفزازا إعلاميا لأن واشنطن تدرك تماما أن أوكرانيا ستتبخر قبل أن تستخدم السلاح النووي ضد روسيا فعن أي ردع تتحدث نيويورك تايمز.
بقي أن نشير إلى أن زيلينسكي أكد أن أثي مقترح بشأن انضمام أوكرانيا إلى الناتو يجب أن يشمل كامل أراضي أوكرانيا، وأن يشمل ذلك البند الخامس من ميثاق الحلف وهو الدفاع الجماعي، وكل ذلك في إطار الفهم السياسي يقترب من المثل الشعبي الذي يقول : ” أول الرقص حنجلة”، وأن رئيس الحكومة البريطانية السابق جونسون قد ورط أوكرانيا ودفعها لوقف المفاوضات وعلى عاتقه تقع جريرة إزهاق أرواح قرابة مليون أوكراني عبثا، فهو عراب نسف مفاوضات استانبول، وها هي واشنطن نفسها تعلن موافقتها على العودة إلى المفاوضات! إذن كانت الحرب عبثية وغير ضرورية، ترى ألا يجب أن يستدعى إلى المحكمة الدولية!!! أم أن البريطاني “فرفور” ذنبه مغفور!.