صحافة وآراء

هل تمهد زيارة الشيباني إلى موسكو لزيارة الشرع في أكتوبر القادم

د. أيمن أبو الشعر

• ورود عبارة إعادة النظر بالاتفاقيات السابقة تدفع إلى التكهن باحتمالات متباينة بشأن القواعد العسكرية الروسية في سوريا.

كان بديهيا أن تحظى زيارة وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إلى موسكو باهتمام إعلامي روسي ودولي واسعين، فهي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول سوري بهذا المستوى إلى موسكو بعد سقوط نظام الأسد وإلى البلد الذي منحه حق اللجوء الإنساني.

أهم ما طرحه لافروف

أوضحَ لافروف الذي استقبل نظيره السوري في مبنى وزارة الخارجية الروسية أن المباحثات كانت مفيدة، وهو تعبير هام في مثل هذا اللقاء الأول يشير إلى توافق رغبة الطرفين بتحسين الأجواء، ثم إن لافروف عبر عن شكره لدمشق الجديدة على الأمن الذي وفرته للموظفين والمنشآت الروسية في الأراضي السورية، وهو أيضا أمر هام بعد مرحلة كانت القوات الروسية فيها تقصف القوات التي سيطرت على الحكم فيما بعد، وتمنى لافروف أن يتم استتباب الهدوء وحماية حقوق جميع مكونات وطوائف الشعب السوري بما في ذلك في السويداء، مشيرا إلى أن روسيا إذ تدعم وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسيادتها تعارض أن تغدو سوريا ساحة للتنافس الجيوسياسي بين الدول الكبرى، كما أشار الوزير الروسي إلى أن المباحثات تناولت آفاق تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية، مؤكدا أن روسيا ستساهم في تعافي الاقتصاد السوري الذي يمر بأوضاع صعبة، وتمنى أن يتجاوز الشعب السوري التحديات التي يواجهها وأن يعود الوضع في سوريا إلى حاله الطبيعي تماما، كما عبر عن أمله في أن يحضر الرئيس السوري أحمد الشرع القمة العربية الروسية الأولى التي ستنعقد في أكتوبر تشرين أول المقبل في موسكو، وهذا يعني أن دعوة رسمية ستوجه للرئيس السوري لحضور هذه القمة.

أهم ما طرحه الشيباني

أما وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني فقد انطلق من أن هناك جراحا لم تندمل بعد وهذا تذكير لبق بمساهمة روسيا في دعم بشار الأسد حتى عسكريا في صراعه مع قوات المعارضة المسلحة، لكنه أضاف أن دمشق تتطلع إلى إقامة علاقات صحيحة وسليمة مع روسيا الاتحادية، علاقات تقوم على التعاون والاحترام المتبادلين، وأشار في الوقت نفسه إلى أن سوريا تمر حاليا بمرحلة مفعمة بالتحديات والتهديدات والصعوبات وهي تطمح إلى أن تقف روسيا إلى جانبها في هذه الظروف العصيبة، وأكد أنه تم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة وزارية سورية روسية مشتركة للنظر في الاتفاقيات التي أبرمت سابقا بين البلدين، وأضاف أن بعض الحكومات تسعى لإفساد العلاقة بين سوريا وروسيا، منوها بأن الوفد السوري الموجود حاليا في موسكو يمثل سوريا الجديدة، سوريا التي سعت منذ الثامن من ديسمبر كانون أول الفائت أي منذ استلام الشرع للسلطة سعت لملئ الفراغ السياسي، وأنها تمكنت من الحفاظ على مؤسسات الدولة، وأشار إلى أن الوفد السوري شعر بوجود انفتاح ملحوظ من الجانب الروسي متمنيا أن تغدو العلاقة بين البلدين في إطار استراتيجي متميز بوقت قريب.

تعليق لا بد منه

هل ستشكل هذه الزيارة نقطة انعطاف في مسار العلاقات بين البلدين؟ أستطيع القول هذا على الأرجح ما سيكون، فالعلاقات بين البلدين كانت -إن أخذنا بعين الاعتبار موقع السلطة الحالية سابقا أثناء الصراع- معدومة أو تناحرية، وتعمق هذا التناحر نسبيا من خلال محاولات بعض الدول الغربية الضغط على سورية كي تطلب من الروس تسليم قواعدهم ومغادرة سوريا حسب وزيرة الخارجية الألمانية بيبروك، مما استدعى أن ترد عليها زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية بتذكيرها أن عليها ان تقول ذلك للأمريكان ليسحبوا قواعدهم من ألمانيا، والحقيقة أن مسألة القواعد الروسية هي التي ستكون على المحك في الأشهر القريبة القادمة والأرجح أن تتم تسوية الأوضاع بشأنها.

ولابد من الإشارة إلى أن فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسية أوضح أن الاتصالات مستمرة بين البلدين بشأن القواعد الروسية في سوريا بما يضمن أمن تلك القوات ويراعي أهمية وجودها للأمن الإقليمي، ناهيك عن أنها يمكن أن تلعب دورا إنسانيا في ظل الوضع الصعب في سوريا بما في ذلك تأمين المساعدات الإنسانية لسوريا، وسبق أن أعلن بيسكوف الناطق باسم الكرملين أن موسكو ستواصل الحوار مع السلطات الجديدة في دمشق بشأن جميع الاتفاقيات بما في ذلك حول استخدام قاعدتي طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية ، فالملفت للنظر أنه تم أثناء هذه المباحثات التطرق إلى هذا الموضوع مما يفسر البند الذي يقول ضرورة إعادة النظر بالاتفاقيات السابقة، لذا يمكن القول أنه مهما صدرت تعابير وتصريحات توحي بالانفراج الكبير إلا أن فكرة إعادة النظر بالاتفاقيات السابقة تعني الكثير، وتتضمن غموضا قد تتبدد سحائبه بعد ظهور الصيغة التي سيتم التوصل إليها بشأن هاتين القاعدتين.

كاتب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى