رداً على تمادي الاحتلال في جرائم إبادته للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكذلك في الضفة والقدس على مرأى ومسمع العالم، متيقّناً من عدم وجود موقف عربي رادع، ومتوهّماً بضوابط قواعد الاشتباك على جبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية في سوء تقدير متكرر منه.. جاءت مسيّرة يافا اليمنية التي استهدفت هدفاً عسكرياً وأمنياً استراتيجيّاً لتصيبه في مقتل، وتنسف كل حساباته العنجهية الاستكبارية، وتُدخله في دوّامة سُعار هستيري غير مسبوق، فبادر بمشاركة أمريكية وبريطانية متوقّعة وحاضرة أصلاً إلى ضرب أهداف مدنية كعادتهم في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، مستهدفين مصافي ومنشأت تكرير النفط المدنية، مُدخلين المنطقة وربما العالم أجمع في مرحلة مواجهة متقدّمة لا مثيل لها.
الجعجاع يوآف غالانت أرغى وأزبد من جديد متوعّداً المنطقة برمّتها بأن “التار المشتعلة الآن في اليمن سنجعلها تحرق كلّ الشرق الأوسط” بمقاوميه ومطبّعيه طبعاً، في محاولة لاستدعاء تحالف عربي شرق أوسطي إلى جانب أمريكا وبريطانيا ليخوضوا حربه الإسرائيلية الهمجية. لكنّ الرد اليمني كان فوريّاً وحاسماً ولا لبس فيه، حيث شدّد بيان القوات المسلحة اليمنية على “حتمية الرد اليمني على العدوان السافر“، وأكدت قيادات رسمية كذلك على أن “أي دولة عربية ستحاول التصدّي لضرباتنا سنعاملها معاملة الاحتلال الإسرائيلي”، وأن منطقة “تل أبيب” غير آمنة ويجب إخلاءها، وأن ميناء حيفا سيكون هدفاً مشروعاً…
ويتوقّع أن تقوم أمريكا والكيان باستحضار شامل للتنظيمات الإرهابية صنيعتها داعش وأخواتها، وأن تذهب إدارة بايدن إلى المواجهة المفتوحة أخيراً، حيث لا خيار للصهيوني بايدن وحزبه سوى التذرّع بالحرب لتأجيل الانتخابات الأمريكية التي ترجح كل التوقعات خسارته فيها. أما قيادة الكيان فتحقّق بذلك ما كانت تصبو إليه وتدفع باتجاه استدراج واشنطن ومن لفّ لفّها لهكذا حرب مدمّرة. ولعلّ الساعات القادمة ستقدّم إجابات شافية بهذا الخصوص.