ليس مستغرباً إجماع قيادات الغرب الاستعماري الرسمية وحتى وسائل إعلامهم “الحرّة” على تبنّي الروايات الرسميّة لكيانهم المصطنع، حتى وإن ضَحدَتها بعض الروايات غير الرسمية الصادرة من هذا الكيان ذاته.. وترديد تلك الروايات المُختلقة، وآخرها رواية جريمتهم في “مجدل شمس” السورية المحتلة، وبصورة “ببغائية” مثيرة للشفقة والغثيان، وهم الذين يمتلكون، وفق ما يَدّعون، أحدث تكنولوجيات الرّصد وكشف الحقائق، ما ظهر منها وما بَطَن.. لكن الغريب أن يُردّد ويتبنّى “البعض” ذات الروايات، لهدف في نفس “يعقوب”، ليس لهم فيه ناقة ولا جَمَل؟!
لقد كان واضحاً بجلاء، ومنذ بدايات العام الجاري، وبحسب التحليلات والتوقُّعات الغربية وحتى العقلانيّة الإسرائيلية نفسها، استحالة تحقيق “النصر المطلق” المنشود للكيان المجرم، وهروبه باتجاه مزيد من إبادة الأبرياء وتدمير ما يستطيع من مرافق مدنيّة، متحدّياً العالم أجمع وكافة مواثيقه الدولية ومُحرّماته الإنسانية.. وقد حاول “الأصيل” الغربي بشتى السّبل والحِيَل، الضّليع بها، إنقاذ وكيله الحصريّ في المنطقة العربية والشرق أوسطية، من هزيمته المحتومة. فعمد إلى فصل غزة عن جبهات الإسناد، وفصل هذه الجبهات عن بعضها البعض وعن غزة، مستخدماً في ذلك سياسته المُفضّلة “العصا والجزرة” معاً.
لكن عنجهية الكيان المُحبَط والمأزوم دفعت قادته نحو الهروب إلى الأمام، عِبْرَ مزيد من فتح النار على كافة الجبهات السبع، والتلويح الفعلي باستنساخ وتعميم “نموذج غزة” الهمجي، واستدراج “الأصيل” و “مَن والاه”، واختلاق جرائم من صنع يديْه، كجريمة “مجدل شمس” إيّاها، بهدف تشكيل أوسع تحالف ممكن، لخوض حروبه القذرة بالنيابة عنه، وإثارة ما يمكن إثارته من فتن قد تُحوِّل المنطقة برُمّتها إلى “حقول ألغام” تضع المزيد من “العصيّ” في عجلات “قاطرة” المقاومة المندفعة بقوة الحقّ نحو “النصر المطلق” والحتمي.
ولعلّ ما تقدّم يَقتَضي، بل ويَستوجِب، من “محور المقاومة” ومَن يُواليه، إعادة النظر في شعار “وقف جبهات الإسناد مع وقف النار في غزة”، والذي على ما يبدو تجاوزته التطوّرات الميدانية المتسارعة، واستبداله بشعار “وقف شامل للنار في كافة الجبهات معاً”.. وإلّا! وإلّا هذه تعني من جملة ما تعنيه، الحيلولة دون وقف مؤقت للنار في غزة، وتوجيه حمم هذه النار أضعافاً مضاعفة نحو الضفة والقدس والأقصى، وهي الغاية الأسمى والدافع الأقوى لانطلاق “طوفان الأقصى” وتَحمُّل كلّ هذه التضحيات الجِسام. أو صبّ جام الغضب نحو جبهات الإسناد الأخرى فُرادى أو مُجتمعة، فكما يُقاتِلون كافّة يُفترَض أن يُواجَهون كافّة كذلك.