في أسباب نجاح نتنياهو بالبقاء؟!
“لعلّ الأكثر أهمية أن المعارضة فاقدة أي بديل للسياسة التي يعرضها نتنياهو، وخصوصا لما يوصف بأنه (اليوم التالي) للحرب. وليس هذا الواقع جديدا. وبشكل عام (الاشمئزاز من نتنياهو) وحده ما يعيد التذكير بوجود معارضة في إسرائيل، وهو اشمئزاز شخصي، ولا وجود لمعارضة حقيقية بالنسبة إلى مسائل أساسية، كالاحتلال والحرب والديمقراطية، ففي هذه المسائل لا توجد فوارق كبيرة بين اليمين والوسط واليسار الصهيوني، وليس مبالغة القول إن ثمّة دولة تتكلم بصوت واحد، وإن لديها وجهة نظر واحدة ورأيا واحدا”؟!
كتب الكاتب المعروف “أنطوان شلحت مقالاً بهذا العنوان أعلاه نشره موقع “عرب 48” بدأه: “تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شهرها الـ12 بعد ثلاثة أيام. وفي هذه المناسبة أشير، في أكثر من منبر إسرائيلي، إلى أنه بالرغم من انقضاء هذه الفترة الطويلة، فإن بنيامين نتنياهو، الذي يحمّله عديد من الساسة والمسؤولين الأمنيين السابقين، فضلًا عن كُثرٍ من المحللين السياسيين والعسكريين، المسؤولية الرئيسية عن هذه الحرب التي جاءت في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس، ما زال رئيساً للحكومة اليمينيّة الأكثر تطرّفًا قوميّاً ودينيّاً، والتي بدأت ولايتها بخطة الانقلاب على الجهاز القضائي، وما تسببت به من انقسام حادّ في مجتمع دولة الاحتلال. ولا بُدّ من إعادة التذكير بأنه في يوم الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، صاغ غادي كيدم، الذي قتل ستة من أفراد عائلته خلال هجوم حماس، خطاب “أنا أتّهم” ووزعه على الرأي العام، وكتب فيه: أنا أتّهم نتنياهو بأنه أوصل إسرائيل إلى أكبر كارثة في تاريخها. أتّهمه بتمزيق الشعب في خطة الانقلاب على الحكم التي فككت الدولة وأضعفتها… وأتّهمه بتجاهل تحذيرات رؤساء المؤسّسة الأمنية. إن دماء عائلتي على كفّه. أنا أتّهم نتنياهو الذي ما زال يشكل خطرًا حقيقيًا على إسرائيل وجنودها ومواطنيها… أتّهم نتنياهو بتفكيك مؤسسات الحكم، وبعدم أداء الدولة عملها في زمن الحرب. أتّهم نتنياهو المنشغل بترتيب ذريعة لنفسه للهروب من لجنة التحقيق، بدلًا من التركيز على إدارة الحرب. أتّهم نتنياهو بالانشغال بمصلحته الشخصية بدلًا من مصلحة الدولة وأمنها. نتنياهو خطر على الدولة. أغلبية الشعب لا تصدقه. لأجل إنقاذ البلد وإنقاذنا يجب على نتنياهو الرحيل الآن. نعم الآن، في خضم الحرب”؟!
واستطرد مفصّلاً: “وفي التظاهرة التي تلا فيها كيدم خطابه، تعالت هتافات قاسية موجهة إلى نتنياهو: (قاتل)، (خائن)، (لا غفران لملاك الموت والخراب). كما نوّهت وسائل الإعلام في تلك الفترة بأن ياعيل ألون، التي قتل ابنُها في هجوم السابع من أكتوبر، كانت من أوائل الذين رفعوا مطلب إقالة نتنياهو. ومما صرّحت به في حينه: (منذ البداية، كان واضحًا لي ما الرسالة التي أردتُ إيصالها ومن هو المسؤول عن هذا الإخفاق. لا الجيش الإسرائيلي ولا أي شخص آخر. إن شخصا واحدا هو المسؤول، نتنياهو، وأعضاء هذه الحكومة الذين تعاونوا مع جنونه. وردًّا على سؤال ماذا يمكن أن يعزّيها، قالت: (عزله ومحاكمته. الرجل مجرم حرب. وإذا لم يُعزل الآن، سيتضرّر مزيد من الأشخاص. كيف يمكننا الثقة بأنه يتعامل مع قضية المخطوفين بموضوعية؟ كيف يمكن أن نثق به في إدارة الحرب؟ إنه مشغول بتسجيل النقاط ولن يوقف الحرب إلا في اللحظة الملائمة له. الرجل ببساطة خطر”؟!
وتابع مستخلصاً: “بطبيعة الحال، تزداد يوما بعد يوم التساؤلات عن الأسباب وراء نجاح نتنياهو في البقاء في منصبه. وبمتابعة ما يُنشر في الإعلام الإسرائيلي بشأن تلك الأسباب، فإن الاستنتاج الأساسي أنها ثلاثة أسباب رئيسية: أن المعارضة الإسرائيلية ضعيفة وليست موحدة في مواجهة الحكومة؛ وجود ائتلاف حكومي فاشل ولكنه متماسك، وبالأساس في ظل تراجع قوته في استطلاعات الرأي العام، ما يجعله متمسكًّا بسدّة الحكم؛ خطورة الأوضاع الأمنية والسياسية التي تجد إسرائيل نفسها في خضمها وتعتبر غير مسبوقة في تاريخها. ولعلّ الأكثر أهمية أن المعارضة فاقدة أي بديل للسياسة التي يعرضها نتنياهو، وخصوصا لما يوصف بأنه (اليوم التالي) للحرب. وليس هذا الواقع جديدا. وبشكل عام (الاشمئزاز من نتنياهو) وحده ما يعيد التذكير بوجود معارضة في إسرائيل، وهو اشمئزاز شخصي، ولا وجود لمعارضة حقيقية بالنسبة إلى مسائل أساسية، كالاحتلال والحرب والديمقراطية، ففي هذه المسائل لا توجد فوارق كبيرة بين اليمين والوسط واليسار الصهيوني، وليس مبالغة القول إن ثمّة دولة تتكلم بصوت واحد، وإن لديها وجهة نظر واحدة ورأيا واحدا”؟!