كشف إقدام “الكيان” المجرم على شن عدوانه أخيراً على الأراضي الإيرانية فجر اليوم “السبت”، جملة من الحقائق الدامغة، نجمل أهمها في الآتي: فمن حيث التوقيت يجدد هذا الكيان تأكيد المؤكد على تجاوزه كل المحرّمات بما فيها محرّمه التوراتي المصطنع حول “قدسية يوم السبت”، ومن حيث المضمون فإن فعلته تمثل اعتداءً بكل معنى الكلمة، وبغض النظر عن حجمه ونتائجه، وكل محاولات تصنيفه ضمن “الدفاع عن النفس” أو حق “الرد” على الرد الإيراني المشروع على اعتداءاته التي بدأها عن سبق إصرار وترصّد ضد إيران، والباديء أظلم.
وأمّا في التفاصيل، فقد كشف هذا الاعتداء الجديد، وبما لا يدع مجالاً للشك والتأويل أن واشنطن وحلفائها مَن يقودون مباشرة الحرب الهمجية في المنطقة، ولم يعد يفيدها كل محاولات الاختباء خلف إصبعها، وأنها الشريك الأصيل ليس في الدفاع عن كيانها المتغطرس بل وفي ترتيب كافة أعماله العدوانية الهجومية، وبصرف النظرعن التضحيم أو التقليل بالنتائج، والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الحرب الإعلامية والنفسية التي تصوغ الانتصار أو الهزيمة بعيداً عن وقائع الميدان الراسخة، وهي حرب بلغت أحطّ مستويات الكذب والتضليل والانحطاط القِيَمي والأخلاقي بل والخِسّة والقذارة غير المسبوقة في التاريخ الإنساني.
كما كشف هذا العدوان الجديد الكذب المتأصل في مُدّعي “الحياد” في العراق تحديداً وغيره، حيث أن الطائرات المعتدية التحقت بالقيادة الوسطى الأمريكية “سنتكوم” ومقرّها دويلة قطر قادمة من ألمانيا، وفعلت فعلتها من الأجواء العراقية بعد أن وفّرت لها واشنطن الكاريدور الآمن والدعم اللوجستي اللازم. ولن يسعف هؤلاء المُدّعين كل بيانات الشجب والاستنكار المعهودة، والتي لا تساوي ما كُتبت به من حبر.
واشنطن تريد من خلال هذا السيناريو الذي أعدّته مطوّلاً إقفال مسلسل المواجهات المباشرة بين كيانها النازي وإيران خوفاً على كيانها طبعاً، ورمي الكرة في الملعب الإيراني لطي هذه الصفحة المحفوفة بالمخاطر الوجودية ليس على ربيبتها فقط بل وعلى دورها العالمي المتآكل. ولعل القادم من الأيّام كفيل بالإجابة على مدى نجاحها في هذا المسعى؟!