حامض حلو

فلسطينيو نكبة 1948 شوكة في حلق “الكيان” كوارث “غليلوت” نصر الله تتوالى جوّاً وبرّاً!

بقلم ريما أحمد

من بلدة “قلنسوة” صلاح الدين الأيوبي في المثلث الجنوبي الذي أخذه “الكيان” بما يسمّى “تسليم مفتاح” بالتنازل عنه طوعاً من جيوش “الإنقاذ” عام النكبة الفلسطينية المتواصلة.. تحرك رامي ناطور “نصر الله”، رصد واختار هدفة بعناية بالغة، ولم يجد أثمن هدفاً من محطة حافلات الضباط والجنود والمستوطنين مقابل وكر قاعدة  “غليلوت” إيّاها، اتخذ من شاحنته الكبيرة قلنسوة له واختار التوقيت الأنسب وانقض كجدّه صلاح الدين ليحصد 50 مجرماً بين قتيل وجريح، أفقدت قادة “الكيان” صوابهم لدرجة الحيرة في تصنيف هذه الصاعقة التي حلّت بهم أهي جنائية أم “إرهابية”؟!

ما يربو على 76 عاماً، تعرّضت فيه أكثر من 530 مدينة وبلدة وقرية في المناطق المحتلة عام النكبة للتدمير والتهجير واللصوصية الممنهجة، وتعرض خلالها البقية الباقية من الشعب الفلسطيني لمختلف صنوف القمع والتمييز العرقي وإشاعة الجريمة والرذيلة والمخدّرات وشتى صنوف المُسكرات وكافة أشكال المغريات وإذكاء نار الفُرقة والخلافات.. وكلّها باءت بالفشل الذريع، وبقي الفلسطيني متشبثاً بترابه وتراثه الوطني وبهويته الوطنية الفلسطينية.. لدرجة أذهلت المفكّرين الصهاينة أنفسهم، حيث خلصوا إلى أن هذا الشعب مئيوس من تدجينه، ولا حلّ يجدي معه..

هؤلاء هم أنفسهم الذين أدارت الأمم المتحدة ظهرها لهم، ولم تجرؤ منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” لمجرد اعتبار مئات الآلاف منهم لاجئين، ممن أُجبروا على ترك مدنهم وبلداتهم وقراهم واضطروا للجوء داخل وطنهم الأم، انصياعاً للرفض الإسرائيلي الذي يعتبر مجرد وجودهم “شوكة في حلقه” لم يستطع لفظها وفشل في كلّ محاولاته لابتلاعها…

هؤلاء هم أنفسهم الذين احتار العرب وجامعتهم المصونة في تسميتهم، فتارة يطلقون عليهم “عرب إسرائيل”، وتارة أخرى “عرب 48″، وبكلا الحالتين يسقطون عنهم هويتهم الوطنية الفلسطينية عن سبق إصرار وترصّد.. وفوق معاناتهم الشديدة من “كيان” الأبرتهايد المجرم، يفرضون عليهم عقوبات إضافية لكونهم حملة الجنسية الإسرائيلية وينطبق عليهم قرار “المقاطعة العربية” العتيد، فيحرمونهم ولعقود طويلة حتى من إداء مناسك الحج والعمرة، مسقطين عنهم انتمائهم الديني كذلك.

وها هو فارس “قلنسوة” المغوار يمتطي صهوة شاحتنه ليكتب بالدم الزكي: نحن فلسطينيون، عروبيون، إنسانيون.. نحبّ الحياة، ولكن نعشق الأرض أكثر!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى