متى ينتصر العالم لنفسه ويطرد “الكيان” “الأونروا” باتت من أهداف الحرب الإجرامية!
بقلم ريما أحمد
تماماً كما هو متوقّع، صادق “الكنيست” الإسرائيلي على مشروع قانون يحظر على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” العمل في فلسطين المحتلة، بعد عدة شهور من تصنيف “الكيان” المارق لها “منظمة إرهابية”، غير آبه بتحذير كامل أعضاء مجلس الأمن الدولي بما فيهم الولايات المتحدة الأمريكية له في العاشر من الشهر الجاري من مغبة المضي قدماً في إقرار هذا المشروع المتغطرس. وبذلك تعتبر “الكيان” نفسه قد شرعن استهداف “الأنروا” مرافق وعاملين، وإدراجها ضمن قائمة أهداف حربه النازية “المقدسة” التي اُتخمت لدرجة الانفجار. وهو الذي لا يحتاج أصلاً إلى أي تبرير أو شرعنة لأفعاله الإجرامية الخارجة عن كافة المواثيق والقوانين الإنسانية الدولية.
ومما يسترعي الانتباه، وكما هو متوقّع أيضاً، أن يحظى هذا المشروع المتغطرس على أغلبية 92 صوتاً مقابل 10 أصوات معارضة تعبر عن الصوت الفلسطيني، وهو ما يؤكد المؤكد مجدداً أننا أمام “كيان” يسوده التطرّف والعنجهية، وما البولندي النازي “بنزيون ميليكوفسكي” وبن غفير وسموتريتش وجالانت وغيرهم من قادة سياسيين وعسكريين إلا مرآة حقيقية تعبّر أصدق تعبير عن حقيقة هذا “الكيان” البربري.
وبطبيعة الحال فإن استهداف الأونروا والقضاء عليها ليس بالأمر الجديد، فهو مدرج منذ تأسيسها على قائمة الاستهداف الاحتلالي، بكونها تتعارض مع استراتيجية الاحتلال في محو كل آثار الجريمة الكبرى للنكبة الفلسطينية، والقضاء على كافة شهودها ومنهم “الأونروا” كشاهد حي على اللجوء الفلسطيني ومشروعية “حق العودة” وفق القرار 194، إلى جانب الشاهد الحيّ الآخر ممثّلاً في المخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين المعترف بها وغير المعترف بها من هذه المنظمة الدولية في مناطق عمليّاتها الخمس. وقد أقدم الاحتلال على ممارسة مفاعيل هذا القرار قبل تشريعه بسنوات خلت، فاستهدف مدارس مرافق ومستودعات ومدارس “الأونروا” وعامليها في كافة حروبه العدوانية السابقة على قطاع غزة، كما استبق قراره بحملاته العسكرية التدميرية لمخيمات الضفة الغربية، وبطرد ومصادرة مقرها الرئيسي في القدس المحتلة. ناهيك عن توجيه إرهابييها من “داعش” وأخواتها على إقحام المخيمات الفلسطينية في سوريا وتدميرها دونما مسوّغ، وكذلك فعلت حيثما تمكّنت في مخيمات لبنان، وربّما القادم أعظم إن لم يتم لجم هكذا غطرسة منفلتة.
أمّا وقد تيقّن العالم أجمع دولاً وشعوباً أن هذا “الكيان” لا يعترف بميثاق الأمم المتحدة بل ومزّقه مندوبها بالخرّامة على مرآى ومسمع العالم أجمع، ولا بكافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، ويتطاول على أمينها العام وكافة منظماتها ومؤسساتها، ويجاهر بذلك بمنتهى الصلف والعنجهية، وهو الذي نال شرعية وجوده من هذه المنظمة الدولية، ولا يهتم حتى لعواصم الغرب الاستعماري الذي صنعه ودعمه ولا يزال، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي ظهرت مندوبتها في مجلس الأمن اليوم بمظهر يثير الشفقة وهي تكتفي بالتعبير عن قلق واشنطن للمرة الألف بعد المئة من قرار “الكنيست”، وتحفّظها المتكرر لدرجة أوشكت على استجداء المزيد من عبوّات حفاظات “بامبرز” لتكفي تحفّظاتها الكثيرة عندما يتعلّق الامر بربيبتها المدلّلة، والتي جعلت منها ليس “أزعر الحي” في الشرق الأوسط بل وفي عموم العالم…
فمتى ينتصر العالم لنفسه ويطرد هذا “الكيان” المارق من الأسرة الدولية؟؟